((العقل والحرية))
كأنعام مسخُّرة يخاطبنا،
ونحن الفكرة الأولى لرب العرش جسّدها،
لنخلفه على الدنيا نعمّرها,
ونرسم لون ضحكتها,
ونكشف سر بهجتها,
ونصنع موجبات الشوق للإبداع و التغيير فكرا،
لا وليس يزول.
.........................
يظن عقولنا سُلبت
وروح الله قد خمدت،
ونحن العقل يمشي في البسيطة
يجعل الإنسان فيها سيدّ القانون
مبدعه وحاميه,
فلا نأبه بما قد قال أو سيقول.
.................................
يقول لنا بألسنة مبرمجة تكاد تكون واحدة بكثرتها:
بأن الطاعة العمياء واجبة,
وأن الله أوجبها,
وأن الدين مجدها,
وإنا ملزمون بها,
لأنًّا كائنات قد جبلنا أن نجسدها,
حياة خارج المقبول.
.....................................
خطابات مشوهة تلاحقنا
صباح مساء
وأبواق تحاصرنا بطوفان من التضليل
يدْهمنا صباح مساء
وفكر قد تسلل كالغبار المر
يغزونا صباح مساء،
يحرضنا بإصرار,
بأن نجتث ضوء الشمس،
نلغي الرشد,
نلغي آية التفكير والتدبير,
سر الله في الإنسان.
بنص واضح المدلول.
.............................
شعارات منمُّقة بلا مضمون ترهقنا,
تشاركنا مخادعنا وتسكننا,
وتسكن في ثقافتنا,
وتوقف من تقدمنا,
عقارب دهرنا,
لا، بل تُقهقِرنا، وتلهث في غباوة قاتل يسعى
لوأد القادم المأمول.
............................
تصيِّرنا كأشياء مسلّية,
تنابلةٌ بلا قامات لا نرنو إلى شيء,
ولا نتدبر الأقوال والأفعال
لا نستوعب المعقول والمنقول.
فينكر بعضنا بعضا،
يسفِّه بعضنا بعضا
يكفِّر بعضنا بعضا
ويقتل بعضنا بعضا،
فبئس القاتل المقتول.
.....................................
فيستمرئ غوايته
ويستمرئ مآسينا,
يعّشينا بأحلام
يصبّحنا بأكذوبات,
يغدّينا بإفك يعجز الشيطان
أن يأتي له بمثال،
منه يصرخ المسكين:
يا ويلي من المسئول؟
.......................
يعيش هواه كالطاووس
ليس يرى سوى أمره
ولا يستوعب الفكرة
ولا يستوعب الإنسان,
لا يدري بأن الله سوّاه وألهمه,
وأن العقل في التكوين جوهره,
وأن طغاة هذا العصر قد سقطوا
أمام العقل والمعقول.
....................................
يباهي بالذي قد كان,
لا يستوعب الآتي,
فيمضي في الطريق الخطأ سلفا,
ليطعمنا كلاما
يغزل الكذبات ينسجها
لتصبح فرشه وغطاه,
ويمضي ثابت الخطوات في عزم إلى اللا عقل
يأخذنا بإصرار إلى المجهول.
www.khosroo@yahoo.com
اللواء محسن خصروف
الدليل إلى المجهول ...إلى الذين يدافعون عن أعلى القيم: 2142