لماذا قامت:
بداية إذا كان البعض لا يعرف لما قامت الثورة ، فهي لم تكن نشوة ولا حماس ولا فترة تقليد أو حب مغامرة، كما يعتقد البعض أن بإمكانه إجهاض ثورة الشباب حين يقول إنها ثورة مؤقتة وجاءت نتاجاً لما حصل في تونس ومصر، وكأنه يتجاهل الواقع المرير الذي تعيشه بلادنا من خلال تسلط الحكم المطلق للفردية وترك القانون بعيداً عن الاستخدام الا في حالات الضرورة وضد من لا يملكون فيتامين واو من أجل أن لا يطالهم هذا القانون المنسي في أدراج الساسة والقضاة وليكون الحكم الفاصل في كل قضية، يكون الضحية فيها مواطن أو من لا سلطة له،قامت بسبب مزاجية الحكم في بلادنا وضد الظلم والتغريب الذي يتعرض له المواطن في وطنه، هذا الوطن الذي يذهب خيره لغيره ونحن نشاهد استنزاف ثرواته على امتداد عقود من الزمن ، واليوم حين صرخ المواطن المغلوب على أمره وقال يريد إسقاط النظام، تسلط عليه بقايا شرذمة النظام المتهاوي وقتلونا وذبحونا واستخدموا كل الأسلحة المحظورة والقنابل الممنوعة ومنتهية الصلاحية وما لها من أعراض صحية خطيرة وكل هذا على مرأى ومسمع الجميع، وبمباركة مبادرات مجلس التعاون الخليجي والتي تبحث عن ضمانات لعدم محاكمة صالح وأعوانه ويتناسون أن الشعب عاجلاً أم آجلاً هو من سيحكم الوطن وسيعيد الصاع صاعين لكل من أضمر شراً لهذا الوطن، قامت الثورة لأسباب كثيرة لا يخلو قلب مواطن واحد من أن يبوح بها وحتى أولئك الذين نحسبهم موظفين مرتاحين فصدقوني أنهم يبحثون عن التغيير بكافة الوسائل ولكن ينتظرون الفرصة.
لم يظهر المنتظر:
بالأمس لم يطل علينا عاقل حارة السبعين بجمعته المنتظرة جمعة النظام والقانون وتوجه الكثير ممن كانوا مؤيدين لأداء صلاة الجمعة على ساحة الستين ساحة الكرامة والحرية في جمعة الثورة السلمية، في منظر مهيب لحشود المصلين والتي تخشع بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، فيا ترى أين العاقل؟؟!!
لاتشوّهوا ثورتنا:
حين يتحدث أحد مشائخ اليمن ويقول إنه سيتم تسليم المرافق والوزارات التي استولى عليها أتباعه إلى الشباب الثوري والمعتصم داخل ساحات التغيير، فهذا الفكر مرفوض قطعاً، وهو منطق لا نقبله ولا نبيحه ولم تكن هذه الثورة من أجلة، فلو كانت ثورة فوضى لكانت من يومها ولو كان الشباب يبحثون عن الاستيلاء على مرافق النظام المتهاوي لكان الزحف من يومها ولكانت التسمية لثورة الشباب فوضوية وليست سلمية، كل يوم يسقط جرحى وشهداء من اجل كرامة الوطن ومن اجل ثورة سلمية، لا يكون فيها العبث هو العنوان الأبرز، لأن النظام يبحث بكل الوسائل المشروعة والغير مشروعة من اجل أن يجر البلاد إلى الفوضى والفوضى هي اكبر منجزاته خلال أكثر من ثلاثة عقود من خلال زرع البلاطجة في عدة أماكن ومن أجل خلق فوضى على طريقته الخاصة وبالطبع للحصول على المساعدات والصدقات والمعونات ، وما أكثرها من معونات تذهب كلها إلى أرصدة أشخاص معروفين ولا يجد المواطن منها نفعاً، ولكن متى سيتأكد للنظام أن الثورة قائمة حتى يسقط ويتغير ولن تهدأ أو تجهض أو تموت.
كله في الطّالع:
تخيلوا حين ينعدم الغاز ويصبح متاحاً فقط لشعب شرعية مسعد ومسعدة، وينعدم البترول ويصرف بالآلاف لذوي السيارات المعكّسة والمظللة والمخفية واللوحات الحمراء والخضراء والبيضاء، وينعدم الديزل إلا في محطات أصحاب الأراضي الواسعة على طريقة جهران وما جاورها ومزارع الحديدة وكل من فيها، وحين تنقطع الكهرباء عن المواطن في عموم محافظات الجمهورية إلا عن بيوت منهم في نظام البؤس، وحين ينوي المواطن أن يشتري مولداً صغيراً كي يسلم من تلف الأجهزة الكهربائية الخاصة به بسبب انقطاع التيار الكهرباء وعودته بضغط عال لمدة ثواني أو لا تصل إلى خمس دقائق ومن ثم تعود للانقطاع لمدة أربع ساعات ، وحينها يتوجه إلى اقرب محطة بنزين من اجل شراء بترول فيقول له صاحب المحطة ممنوع أعبي لك في دبة، وروح هات السيارة وأنا أعبي لك، وعليه يتوجب على كل مواطن صاحب بيت ان يبيع البيت ويشتري سيارة ويقف في الطابور ثلاثة أيام من اجل الحصول على دبة بترول بالف وخمسمائة عشان يرجع يسحب من داخل خزانها بترول من اجل المولد الصغير الذي اشتراه من اجل أن ينير البيت، ولكن أي بيت أن كان باعه من اجل الحصول على بترول وعلى طريقة النظام وأعوانهم، ثم من يصدق أن الشمعة بثلاثين ريالاً عندالبعض من التجار ،وقالوا كان زمان ، والله أتذكر أن الكرتون اللي فيه 50درزن كان زمان لا يتجاوز سبعين ريالاً وتطلع سعر الشمعة أعتقد 8 شمعات بريال، وسبحان الله، الحمدلله على نعمة الرخاء يا وطن الذل والفقر والعوز والمهانة.
احمدوا الله لأنكم لا زلتم تتنفسون دخان سيارات المسؤلين وعرباته العسكرية المصفحة التي تحيط ساحات التغيير في كل عموم الجمهورية، احمدوا الله لأنكم إن خرجتم من ساحة التغيير بعد الساعة الواحدة ليلاً فسيتم توصليكم عبر إحدى سيارات البلاطجة المظللة ولكن ليس إلى المنزل، المهم التوصيلة وخلاص احمدوا الله لأنكم تعيشون في رعب وينوي الجميع مغادرة العاصمة بسبب تصرفات بلاطجة النظام البائد،واحمدوا الله على كل حال، فالحامدون في المنازل العليا عند الله وشكر اً.
مرسى القلم :
أيُّهَا الطَّاغِي المُبَجّلْ
لَمْ نَعُد
شَعْباً مُغفّل
نَكْتُمُ القَهْرَ وَنَبْكِي
حِيْنَ تَقذِفُنا الشَّتائمْ
وكَفَانا
مَاتبقى مِن طَعَامِ سُمُوِّكم
بَيْن القمائِمْ
لَمْ نَعُد نَسْكُتُ عَن طُغْيَان
ظَالِمْ
لَمْ نَعُد شَعْبَاً مُسَالِمْ.
كَمْ صَبَرْنا
وَتَجَرَّعْنا المَرَارْ
كَمْ شَكْوَنا بانْكِسَارْ
كَمْ سَهِرْنَا
نَرْقُبُ الفَجْرَ
وَنَرْتَشِفُ الكُؤوسَ
كُؤْوسَ حَنْظَلْ .
كَمْ تَأمَّلْنَا ابْتِسَامَةَ كُلَّ صُبْحٍ
علّهُ يَأتِي بأجْمِلْ.
وَعَلَى وَعْدِكَ سِرْنا
وانتظرْنَا
كُلّنا أَمْسَى يُمَنّي النَفْس
فِي حِلْمِ الكَرَى
لا لَمْ نَرَى
إلاَّ عِبَارَاتِ الوَادَعِ
عَلَى حُدُوْدِ العَيْشِ
حِيْنَ المَوْتُ أَقبَلْ.
أَوَلَسْتَ تَخْشَى حِيْنَ تُسْألْ
أَوَ لا تَرَى
مَاذا جَرَى
لا لَمْ يَعُدْ مَاضِيْكَ مَحْفَلْ
لا لَمْ نَرَى فِي الْعُمْرِ أَفْضَلْ
وَلَمْ نَرَى مِنْكَ سِوَى
كَذِبَاً وَزَيْفاً
وَامْتِعَاضَاً
ثمّ مَقـتـَلْ.
أَيُّهَا الطَّاغِي تَمَهّلْ
مِنْ هُنَا
مِنْ صَادِقَ الْوَجْدَ الّذِي
يَوْماً مِنَ الأَيْامِ
أَهْدَاكَ الرُّضُوْخ
ثُمَّ مَجْداً وَشُمُوْخ
وَغَدَا فِيْ النَّاسِ مُهْمَلْ.
جَاءَ يُهْدِيْكَ
خِتَاماً مِن بَقَايَا المِسْكِ
بالشِّعْرِ المُرَتَّلْ
إِنْ تَشَأ فَاسْمَعْ
وَإلاَّ
فَاسْتَمِعْ
إِنْ جَاءَ صَوْتُ الشَّعْبِ
يَدْعُوْكَ بِقَلْبٍ صًَادِق ٍ :
يــَــا أَيُّـهَا السَّفاحُ
إِرْحــَـــــلْ !!!
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
لماذا يشوّهون سلمية الثورة؟؟!! 2831