;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

النظام يزحف إلى غُرف النوم 2190

2011-05-25 17:01:39


"عندما تنتهي المصالح تبدأ العداوة" هكذا هو حال نظامنا اليوم الآيل للسقوط على غير بقية الأنظمة العربية، انتهت عبارة "هذا رئيسي وانا شيخه" وبدأت لحظة الانتحار في مغارات النفق المظلم، وانقطع حبل الود إلى غير رجعة، كما انتهت عملية الرقص على رؤوس الثعابين، ليبدأ الرقص على أزيز الرصاص والعبث بأحشاء العامة من أبناء اليمن كما تظهره قنوات الطرفين.
عندما تغيب الحكمة اليمانية ويصبح الكرسي هو محور الخلاف، ينتظر الملايين من أبناء الشعب اليمني المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير القرار الأخير لشباب الثورة في ظل مراوغة رأس النظام وتجاهل الغرب، وسحب الأشقاء في الخليج مبادرتهم على استحياء دون التطرق بأي تصريح عن أسباب فشل هذه المبادرة.
وعندما اتجهت طائرة "الزياني" نحو الرياض، توجهت أطقم الأمن والحرس والنجدة إلى الحصبة، كنذير شؤم لبداية حرب أهلية كما حذر الرئيس في خطابه المقتضب إلى أبناء الشعب، ولكنها ليست هذه المرة بين حاشد وبكيل أو سنحان وخولان، أو بين إب وذمار، وعنس وبعدان، لكنها اليوم بين شركاء الأمس وأعداء اليوم مجموعة أفراد في دار الرئاسة ومثلهم في منزل الشيخ/ الأحمر – رحمه الله.
تعالوا بنا قليلاً إلى الوراء، حيث كان أشرس نظام عربي ديكتاتوري حسب الشيعة والأكراد، وأفضل نظام عربي وإسلامي حسب السنة وغيرهم من الجماهير العربية، وفي مقدمتهم اليمنيين، ذلك النظام الذي وصلت صواريخه إلى تل أبيب وشارك في إسقاطه كل الزعماء العرب.
عندما سقط نظام الشهيد/ صدام حسين –رحمه الله- وبدأت محاكمته ظل أصدقاؤه ورموز النظام أوفياء للقائد حتى في قاعات المحكمة لم يختلف معهم ولم يتجاهلهم ولم يخونهم، وكذلك لم يخدعوه أو يحملوه المسؤولية، بل ظل صدام هو السيد/ الرئيس حتى استشهد ولا يزال البعض منهم أحياء قابعين في السجون وأوفياء للقائد.
حتى نظام "مبارك" المخلوع لم نسمع أن حبيب العادلي وغيره من رموز ذلك النظام وجهوا أي اتهام لحسني وأبنائه، بينما في اليمن وصلت المواجهة بالرصاص، وكأن منزل الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر إحدى ساحات الاعتصام التي تتعرض بين الحين والآخر للقنص ومسيلات الدموع والغازات السامة.
لقد توفي الأحمر –رحمه الله- وهو يقول: "مرشحي علي عبدالله صالح وليس بن شملان"، كما أن منزل الشيخ يتواجد في الحصبة، ويوجد بينه ودار الرئاسة عشرات الكيلومترات، حتى لا نقول إن حراسة بيت الشيخ ربما يشكلون خطراً على دار الرئاسة والحرس الجمهوري، أو ربما قد يقومون بقنص الحرس عندما يقرر الشباب المعتصمون الزحف نحو القصر، لذا يجب علينا عقب نجاح الثورة ورحيل هذا النظام إعادة النظر في المسميات مثل الحرس الجمهوري الذي تحول فجأة إلى حرس أسرة أو عائلة، وكذلك النجدة التي تتحول من نجدة للمواطن إلى نجدة للحاكم.
يجب علينا أيضاً أن لا نسمح بوجود أي شراكة جديدة على حساب دماء الشهداء وتضحيات أبناء الوطن، كما يجب علينا أن لا نركن كثيراً على المعارضة وتصريحاتها، وانظروا ها هو النظام قد عمل بتصريحاتهم وبدأ بالزحف إلى غرف النوم.
إذاً الوضع خطير للغاية ومن تعود على القتل وسفك الدماء لا يهمه ارتكاب المجازر تلو المجازر، ما دام هو بعيد كل البعد عن رائحة البارود ولون الدم وتلك المناظر التي نشاهدها كل يوم في المستشفيات وعلى الفضائيات، خاصة وأن هذا النظام قد قام منذ وقت سابق بتوزيع السلاح على ميليشيات في المدن والعزل والقرى، ليواجه التحدي بالتحدي – حد قوله- وللأسف دائماً يكون الضحايا من عامة الناس، خاصة وأنه أصبح يشك بالجميع دون استثناء حتى أولئك الذين يظهرون بجواره في ميدان السبعين وغيره، بعد أن فارقه أعز الأصدقاء والأقارب.
إنها بداية النهاية وهي جد حرجة وخطيرة للغاية، يجب على من تبقى من الوجهاء والمشائخ والعلماء والقادة الذين يكنون لهذا الوطن وأبنائه كل الحب والوفاء بذل المزيد من الجهد في التوعية للعامة الذين لا يدركون شيئاً، ويتم استغلالهم أبشع استغلال، مقابل حفنة من المال.
يجب على الخطباء والإعلاميين والمحامين وكافة منظمات المجتمع المدني النزول إلى الشارع، في المساجد والمطاعم والاستراحات والمقايل لتوعية الناس بخطورة الوضع وكيفية حقن دماء بعضنا البعض والعمل سوياً في الحفاظ على كافة الممتلكات الخاصة منها والعامة، ليكن شعارنا جميعاً "لا للعنف وإراقة الدماء.. نعم للتطلع إلى دولة مدنية حديثة، الجميع فيها متساوون أمام النظام والقانون، يسود فيها العدل ويعم الأمن والاستقرار كافة محافظات الجمهورية.. لا للفساد المالي والإداري والرشوة والمحسوبية والمناطقية والسلالية والمذهبية.. نعم لاستقلال القضاء والجيش والأمن وحرية الإعلام والصحافة.. نعم للكفاءة والخبرة والنزاهة والشرف وكل الصفات والسجايا الحميدة، التي أنا على يقين أنها لا تزال موجودة في كل شخص يمني يعيش على هذه التربة الطاهرة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد