سمعت الكثير يتغنون بهذه الجملة هذه الأيام بالتحديد، في الشوارع والاجتماعات ووسائل النقل، وخاصة من النساء كبيرات السن، يسربون إلى نفوس الشعب خوفاً ضمنياَ، يعشش في عقولهم، يرسم لهم البعض صورة مخيفة وحالة من الفوضى اللاخلاقة التي من الممكن أن نتعرض لها في حال اُسقط النظام أو تنحى.
لماذا ثقافة التخويف والترهيب؟، لماذا يقوم اليمني بإرهاب وقلقلة سلامة وأمن أخيه اليمني؟.
إن الدنيا بخير.. فإذا اسقط النظام فشيء طبيعي أن يتخلله بعض الشغب من بعض المتخلفين عقلياً وثقافياً، سيأتي نظام غيره، سيكون أفضل وسيتحسن الوضع.. ولماذا نتوقع الأسوأ؟ ولماذا نفترض انعدام الأمان؟ ولماذا نربط الأمان بتواجد النظام؟ كأنهما قرينان لا ينفصلان؟ إنه لمن الغباء وضيق الرؤية لو ضللنا نفكر بهذه الطريقة.
فمن الغباء العيش في ذل وخوف، نحن مواطنون لنا الحق في الوطنية ورغد العيش، من حقنا أن نعيش في أرضنا معززين، مكرمين، آمنين، مستفيدين من ثرواتنا ومواردنا الاقتصادية والحيوانية والزراعية والنفطية.... الخ.
أرضنا أرض حضارة وتاريخ، آثارنا وورث أجدادنا شيء عظيمٌ نفتخر به دوماً، ومستحيل أن نجد شخصاً ما يفرط في حق الوطن أو في حق تراثه وتاريخه؟!.
إنني عندما التقط حفنة من تراب هذه الأرض الطاهرة.. أرض وطني الحبيب وأقبلها.. تنتابني عواطف جياشة وأحس برغبة في البكاء وأشعر بالعزة والقوة تسري في كل أجزاء جسدي.. هل جربتم هذا؟.
إذا كان التراب غالياً.. فكيف بأرواح البشر الذين يعيشون عليه؟، مؤكد أنها أنقى وأغلى وأطهر، هذه الأرواح النفيسة الغالية لا يمكن التفريط فيها لأي سبب كان وبهذه السهولة والدم البارد.
لن نسمح بقتل أبنائنا وإخواننا وآبائنا، لن نسمح بسرقة ثرواتنا، لن نسمح للفساد بالنمو والانتشار أكثر مما هو عليه، لن نسمح للفاسدين بالعيش بيننا، لن نسمح للخائنين بالبقاء بيننا، يكفينا سرق ونهب وفساد، لن نقبل بسياسة التخويف التي أكل عليها الدهر وشرب..
يكفيكم ممارسة ثقافة الادعاءات والتجويع والكبت، وفي النهاية سواء رغبتم أو أبيتم، سيحق الله الحق ويزهق الباطل، وسوف نبني يمناً جديداً، كله أخوّة ومحبة وتفاؤل.
ملاك عبدالله
يقولون: نريد الأمان 2186