أوقف أفراد نقطة تفتيش يرتدون زي "الحرس" أسفل القصر الجمهوري بتعز, أحد باصات الأجرة للتفتيش. لمح عسكري شخصاً بيده "سجادة" ومنشور كان قد جاء به من ساحة الحرية, بعد صلاة الجمعة , قام بسحبه منه وتقطيعه إلى وريقات, ثم رمى به إلى وجه المواطن, وهو يقول له "هذا يا حمار وغصباً عنك"، كان يشير إلى صورة للرئيس يحمل فيها المصحف بيده الأخرى.
كان المشهد مأساوياً، موقفاً مرعباً، يعبّر عن مدى التعبئة العدائية التي يقوم بها النظام لأفراد الحرس الجمهوري والأمن المركزي ضد أبناء الشعب, وتعز على وجه الخصوص، لماذا كل هذه العدوانية؟!
هل وصل النظام إلى هذه المرحلة من العجز, لدرجة يعطي تعليمات لجنود متعطشين للمشاكل, تم الزج بهم إلى أوساط المدن للتحرش بالناس ,إهانتهم وكيل الشتائم لهم أمام المجتمع , لأنهم لا يحملون صورة " أبي علي" ؟
يعرف الناس أن النقاط الأمنية تنشأ في الشوارع من أجل تفتيش الأسلحة, المهربات, لا تفتيش النوايا, ومحافظ الجيب, ماذا تحوي من كروت, وبطائق , ومصادرة كرامتهم التي لا يملكون سواها.
هناك حرب كراهية غرسها النظام في صفوف الأمن ضد الشعب..تعبئة قذرة في صفوف جنود من الحرس الجمهوري , تم إخراجهم من معسكراتهم إلى الشوارع لأول مرة وهم لا يعرفون في هذا العالم سوى "علي وأحمد علي"ـ وعرفوا حالياً أن تعز "ما تشتيش الرئيس " , فخرجوا لتأديب أبنائها بالطريقة التي تعاملوا بها مع راكب الباص.
يقول البعض إن هناك حملة ظالمة على الحرس.. حملة يصدّق فيها الناس قناة سهيل، لا, أنا مثلاً لا أشاهد سهيل, لكني أشاهد نقاط الحرس الجمهوري في تعز أكثر من الصيدليات، نقاط غرست في الشوارع, مع برميل تعتليه صورة القائد, لا هدف منها سوى استفزاز الناس وإهانتهم، أشاهد أطقمهم يجوبون شارع جمال عبد الناصر في وسط المدينة, وهم يصرخون على أصحاب المحلات لعدم تنفيذ العصيان المدني: " أفتحوا الأبواب ".
كافة المهمات المستفزة والقذرة من اختصاصهم, لكن هذه التصرفات لا تخمد النار، وإن فعلت مؤقتاً, فإن ذلك لا يكون سوى مرحلة لتجمع مزيد من الحمم التي ستفجر البركان الأخير, في وجه هذا النظام.
أن كل نقطة تفتيش يزرعها الحرس في شوارع تعز, لا تعني الانتصار بل الهزيمة الماحقة، كل نقطة هي "سكور" في رصيد الثورة، تكشف مدى الهزيمة المذلة الذي باتوا يتجرعون مرارتها اليوم.
هذه النقاط, لن ترفع رأس النظام شامخاً كما يعتقدون, بل هي التي ستقصم ظهره وستفجر ثورة تحفظ كرامة الناس من العبث بها في كل نقطة, من قبل صبيان الحرس الجمهوري الذين نشروا في شوارع المدن لتأديب الناس.
***
برقية شكر وامتنان للفريق الطبي الأردني الذي أجرى عملية زراعة لسان الشاعر اليمني التي قطعها المشترك.
لي صديق "مقطوع من شجرة " وسأبعثه إليكم في أقرب طائرة حتى تعيدوه إلى حالته الطبيعية في ظرف يومين كما فعلتم مع الشاعر الرميشي, فحالته لا يقدر عليها سوى " ليلة القدر", أو أنتم.
***
إلى الدكتور/ عبدالسلام الجوفي :
أكتب: "أنا أسوأ وزير تربية وتعليم في تاريخ اليمن المعاصر ولا أستحق أن أكون حتى بواب مدرسة "
أكتبها مرة بخط النسخ, ومرة بخط الرقعة.
لو كنت مكانك, وأنا أشاهد امتحان طلاب الصف الثامن بذمار الذي طلب فيه مدرس اللغة العربية من تلاميذه أن يكتبوا "الشعب يريد علي عبدالله صالح" مرة بخط النسخ, وأخرى بخط الرقعة, لقدمت استقالتي فوراً, وأعلنت انضمامي سريعاً إلى " ساحة خزيمة " بعد أن أشرب كرتون سم الفئران.
***
اليمن مثل تونس ومصر.. "صالح" هو الذي لا يشبه "بن علي" و "مبارك ".
لا يشبهه إلا "حجر السائلة" الذي لا فائدة منه.. لا تعرف أين وجهه وأين قفاه.
زكريا الكمالي
نقاط الحرس..... 2094