أعجبني كثيراً موقف دولة قطر الشقيقة، لأنها فهمت اللعبة التي يلعبها الرئيس/ صالح، وكم كنت أتمنى أن تتخذ بقية دول المجلس قراراً مماثلاً، ولكن للأسف الشديد فإن دول المجلس لازالت تعمل على إحياء المبادرة الخليجية التي ماتت قبل أن ترى النور، لأنها لم توقع من قبل الرئيس، وهذا الأمر عجل بإنهاء المبادرة، علماً بأن تلك المبادرة لم تلق ترحيباً من قبل الشعب اليمني المتواجد في الساحات.
وفي الحقيقة تتكاثر الأسئلة في رأسي حول هذه المبادرة وحتى موقف دول مجلس التعاون الغير جدي تجاه الأحداث الجارية في اليمن.
وأجد أن موقف الحكام العرب لابد وأن يكون في صف الرئيس وليس الشعب، خوفاً من دوران العجلة، وبالتالي تنتقل حُمى الثورات إلى شعوبهم، ولذلك وقوف دول الخليج مع الرئيس/ صالح يعد أمراً طبيعياً جداً هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى، فكما تعرفون أن هناك مصالحاً قوية تربط بين بعض دول المجلس واليمن، فعلى سبيل المثال ومع احترامي وتقديري لدولة الإمارات، فهذه الدولة تم إبرام صفقة الموانئ المشبوهة معها، لذلك هي حريصة كل الحرص على إرضاء الرئيس، وكذلك السعودية الشقيقة، فهي حريصة على إرضائه، لأنه وهبها منطقتين يمنيتين، فكيف لا تحرص على إرضائه.
لذلك أرى أن الكل حريص على مصالحه، فخروج الرئيس من السلطة يعني إلغاء أي اتفاقيات غير مرغوب بها، أو غير مرحب بها من قبل الشعب اليمني.
عموماً قد أكون مخطئة، وأتمنى أن أكون كذلك، فالمبادرة الخليجية أصبحت بالنسبة للرئيس اليمني الورقة التي يلعب عليها، ربما كان سيوقع الاتفاقية في عام 2013م، كل شيء ممكن في هذا الزمن الأغبر، زمن رخصت فيه الدماء.
فهل تصدق عزيزي القارئ أن الأستاذ/ عبده الجندي –نائب وزير الإعلام- يقول: إن كل ما نراه من قتل ليس صحيحاً إطلاقاً، وإن تلك الجثث التي يتم عرضها هي أساساً لأشخاص ماتوا في حوادث مرورية، وأن أحزاب اللقاء المشترك يأخذون تلك الأجساد ويعرضونها كنوع من التضليل للرأي العام؟!
يا أستاذ: عبده إلى هنا ويكفي، إذا كنت لا تريد أن تعترف بالواقع، فعلى الأقل لا تشوهه، و لا تستهن به أو تقلل من قيمة الدماء المهدورة، فهذه دماء شهداء قتلوا بدم بارد على أيدي السلطة التي لم تريد أن تستمع لصوت الحق والحقيقة التي طالما رفضت السلطة الاعتراف بها.
عموماً لتعلم يا أستاذ عبده ولتعلم السلطة أن الشباب المتواجدين في كل ساحات التغيير بربوع الوطن، هم الحقيقة والواقع الذي تأبون رؤيته، فلا داعي للمغالطات.
وأنتم أيها الشاب في كل ساحات التغيير والحرية، في كل محافظات الجمهورية، أصبروا وصابروا، فالنصــر حليفكم إن شاء الله.
كروان عبد الهادي الشرجبي
تحية للشقيقة قطر 2311