بداية:
لطالما حاولت أن أكون منصفاً في أغلب الطرح أن لم يكن كله، في مرات عدة وأنا أتناول مديرية الحزم وأحاول أن أكون محايداً قدر الإمكان، ومصلحاً في أكثر الأمور ، ويبدو أنني في لحظات أصبحت كما قطر في نظر نظامنا الحالي، ولكن ليس لي قناة الجزيرة، فكل قنوات النظام تركناها للجيران ووكلاء النظام والفساد والمفسدين، ولم يعد لنا حتى حصة من اسطوانات الغاز التي أفاء الله بها على أصحاب السلطة ونحن صرنا خارج شرعية تقسيم الغاز ولو كان "أبو ألف وخمسمائة ريال" والسبب؟؟، لن أقول لا أدري ولكن كلكم تعلمون.
لماذا:
حفظ الله والدي ووالدتي، فهما لم يعودا قادرين على الجري والبحث عن اسطوانة غاز وليس لهما إلا الصبر، وقد تكون الظروف غالباً حين تتجاوز اسطوانة الغاز أربعة آلاف ريال داخل الريف اليمني، فهذا يمثل عبئاً كبيراً ولا يستطيع الكثير تحمله، باستثناء جماهير الشرعية المفقودة والتي ظهرت في وقت ما أعلن قبوله بمبادرة الرحيل خلال "ثلاثين" يوماً وهذا يعني الرحيل ، ليس الرحيل ثم العودة ، ليس الرحيل ومن ثم ثلاثة أثوار وجاه الله ويرجع ، لا انه رحيل وتسليم السلطة ليس لآمنة ولا غيرها وإنما تسليم السلطة لحكومة تترأسها المعارضة ، فهل يا ترى سيكون هناك في القلب حقد على أحد وسيبحث كل واحد على فيلم هندي يحمل عنوان الانتقام ليكون نهجه في الحياة؟؟ لا أعتقد ذلك فكلما كان المرء متسامحا، كلما كان ذلك يزيد من شيمه ومحاسنه وخصاله ، ولا اعتقد أنني كنت يوماً من الأيام كذلك وسأورد بعض ما في نفسي لعل البعض يقتنع.
عن ألفية الذل والخضوع:
أغلب أبناء الحزم ومشائخها وأعيانها يعرفون جيداً أن ذاك الإصدار والذي تبرأت منه في عدة أطروحات وتناولات هناـ لأنه لم يعد يشرفني أن أكون أحد منافقي نظام القتل والقنص والكذب والتزييف وقلب الحقائق ، تعلمون أن أكثر من "18" مليون ريال يمني كانت تكاليف طبع عدد محدود من نسخة وتعلمون من تكفل بإصداره وبطباعة فاخرة وكأقوى إصدار للعام 2005م داخل اليمن ككل، وتعلمون جيداً أنه لم يكن نسخة للبيع والتداول، وتعلمون جيداً، بل وقد لا تعلمون أنني رفضت حتى أن أطلب ما يسمى بتحسين معيشة ، أو حتى مقابل إصدار أو تحت أي مسمى مقابل هذا الإصدار والذي كنت يوما من الأيام اعتبره وساماً، ولكن للأسف لم يكن سوى وصمة عار في جبين مسيرتي الأدبية والذي لم يعد يشرفني حتى الحديث عنه ، وهذا كله لا يعني أنني حين قبلت مكرمة أحدهم قد أكون رضخت ، وأصبحت ممن قيل فيهم ، أشبع البطن تختشي العين ، ولله الحمد لم أكن بحاجة أحد، لأنني أحترم بعض الشخوص، فلم أتجرأ على كسر يمينه وحلفانه بمكرمته التي سبقته بيميني وحلفاني بعدم الرضا، ولكن تحملت أنا كفّارة يميني ولم أرض أن أكون ممن لا يحترمون أحد ، فهو لم يتجاوز حد الاحترام ولم يقل عن حد التقدير وإكرام الشخص ، ولو كنت اعلم أنني يوما من الأيام سأكلم احد أو اتصل بأحد أو أقابل احد من اجل مكرمة أو طلب ، فإنني والله من الخاسئين والخاسرين وعلي السخط إلى يوم الدين ، هكذا هي حياتي ، وإلا هل سأل أحدكم نفسه يا أحبابي في الحزم لماذا أنا إلى الآن لست موظفاً ، ولماذا لا استلم راتب من احد ، ولماذا لا يوجد لي أي مركز وظيفي حتى صوري سواء في الحزم أو خارج الحزم ، أو حتى رقم عسكري ، سواء في الأمن المركزي أو الفرقة الأولى مدرع؟ وهل يعتقد البعض أنني كنت ابحث عن مثل هذا فسأعجز؟
يكفيني أن احمل نسخة من ألفية الذل والعار والرضوخ واذهب بها إلى أي شخص من المعنيين ولن اخرج إلا بأمر مباشر بصرف رقم عسكري ، ولكن هل أنا أجرمت حين أقسمت أنني لن أخذ ما لا استحقه وأحياناً أكون استحق ولكن لن اطلب، فإن أكرمني الله بشيء فمنه وله الشكر والحمد والمنّة ، وان كانت العطايا لا تصرف إلا بالتذلل ، فاعتقد أن من الشرف للمرء أن يتذلل بين يدي الله سبحانه وتعالى، فالتذلل بين يديه طاعة وعبادة ، وما هؤلاء إلا شخوص ولا يغني العبد عبداً ولا يضره ولا ينفعه إلا بأمر الله .
تصرفات مجهولة:
حين أحاول أحيانا الاتصال بمن اعتبره بمرتبة والدي لا يعني أنني أريد منه شيء بقدر ما أكون ابحث عن رد لنقطة معينة أردت طرحها ، فهل هذا يعني أنني اضحك على احد ؟ حين يتصل بي احدهم من المجلس المحلي واسأله عن بعض المعلومات التي أود أن أوردها هل يعتبر هذا خيانة لأمانة القلم؟؟ ولكن بالأمس حين أحاول الاتصال والاستفسار عن اسطوانة الغاز التي لم تصرف لوالدي للمرة الثالثة ولم أتلق سوى (cancel) لكل مكالمة واردة مني، فهل هذا يعني أنني أصبحت من جماهير اللاشرعية ولم أعد من المقربين , وأنا بقدر ما كنت وسأظل بإذن الله محايداً في كل طرح ، فلن اعتبر نفسي محامياً عن أحد ، ولن اقبل على نفسي الهوان بأي شكل من الأشكال ، وسأرفض كل الهدايا إن وجدت وسأعيد الإكرامية الخاصة من والدي القدير لأنني والله لم اعد بحاجة إلى إكرامية وتهميش للوجوه وعدم تقدير من احمل له كل التقدير والحب والطهر ، فهل كنت من المنسيين في توزيع الغاز ، أم سأحتاج إلى مرات عديدة إلى طرح مناشدات حتى أصل إلى وزير النفط المقال بفعل فاعل والذي يدير شؤونه بطريقة تسيير الأعمال إلى حين العثور على آمنه من اجل أن يتغير النظام في بلادنا وبعض الناس يقتنع أن التغيير سيحصل لا محالة وسيتغير النظام ، وأول بوادر هذا التغيير قبول الحزب الحاكم بالمبادرة الأخيرة ، واهم شيء عدم الملاحقة أو المحاكمة أو الحبس ، لأنه ما يصلحش وعلى ما قالوا عيب وإلا بالله عليكم حسني مبارك وابنه كانوا رئيس وابن رئيس والآن محبوسين ، فهل هذا يعقل؟!
ليس آخراً:
كنت في كل مرة اعتذر في نهاية كل مقال لكل شخص قد أكون أسأت في حقه ، ولكن هذه المرة لا داعي للاعتذار لأنني أسأت في حق نفسي كثيراً وكنت اعتقد أن البعض يتعاملون بمبدأ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، لم أكن ادري انه أصبح جزاء الإحسان النكران ولو باسطوانة غاز وللأسف اسمكم مش موجود بالكشف ، والحمدلله أن أبي لا يملك سيارة وإلا لكان يضطر لبحث عن فيتامين "واو" من اجل نص دبة بترول ، والحمدلله انه يعيش في حاله، بل ويقاتل دفاعاً عن شخص الرئيس وكل مره يسمعني فيها أقول إرحل يقول لي إرحل أنت ، فهل تزر وازرة وزرَ أخرى يا مجلسنا المحلي ، وهل يحرم أبي من اسطوانة غاز وهو من جماهير الشرعية والبحث عن آمنة ، في ظل ما أصبحت أنا في الطرف الآخر وأصبحت ممن ينكرون الشرعية وينكرون حتى وجود آمنه ، فقط أتمنى أن تكون هناك إجابة على ارض الواقع ، لا إجابة تنحصر في الكلام ، وأنا اعد الجميع أنني عند يميني وحلفاني بإعادة كل مكرمة ولو كانت من والدي القدير وتعرفون من أقصد بوالدي القدير ولم اقل أبي ، وشكرا لكم يا جماهير الشرعية ومجالس الشرعية وشعب الشرعية لأنكم جعلتمونا نعرف الكثير والكثير مما نجهله.
مرسى القلم :
بصوت وألحان وأداء النجم الإنشادي الكبير داخل وطننا الأستاذ/ فواز الشهاب ، كان لحروفي المتواضعة شرف الحضور في أسطورة ((شباب الحق والثورة))
شباب الحق والثورة *** رسمتوا المجد وسطوره
عسى الله يحقق الآمال *** وثورة شعبي منصورة
_ _ _
لا للظلم والتغريب *** لا للهدم والتخريب
وصوت الحق لا ما يخيب*** يطوف أرجاء معمورة.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
دبة غاز يا محلي الحزم 2458