اختلق النظام خلال أيام الثورة الماضية عدداً من الحجج الواهية التي حاول منها إخافة المواطن اليمني البسيط من الاقتراب من هؤلاء الشباب الذين يدعون إلى الفوضى والتخريب بحسب تصريحاته المتكررة .
فتارة يهدد بنشوب حرب أهلية تجعل الناس يتقاتلون من طاقة، لطاقة وتارة يهدد بأن هؤلاء يثيرون البلبلة والقلاقل والفتن وتارة يهدد بالحوثية والقاعدة .
ولكن حين تكشفت كل تلك الأوراق سعى النظام لافتعال مشكلة جديدة تهم حياة المواطن بالدرجة الأولى , فالنظام اليوم بدأ يلعب بورقة الوضع الاقتصادي المتردي للبلد , وبدأ يروج له بأنه سينهار مابين لحظة وأخرى إذا ما استمرت هذه الاحتجاجات وأعمال الفوضى التي تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني ـ حد قوله .
وبدأت الشائعات تنتشر حول إفلاس البنك المركزي أو نفاذ الاحتياطي من العملة الصعبة فيه لتختفي تلك العملات عن السوق وتقل الحركة التجارية ومن ثم يتم قطع إمدادات الغاز المنزلي تحت حجة أن المعتصمين في مأرب هم من قطعوا هذه الإمدادات إلى جانب تفجيرهم لمحطات الكهرباء وتقطعهم لقاطرات النفط التي شكلت مؤخراً أزمة في البترول , فما تكاد تخلو محطة من ازدحام للسيارات أو تضع أمام مداخلها أحجار وبراميل كبيرة إعلاناً عن نفاذ مشتقات النفط منها.
ولم تكتف بذلك بل قامت بتأخير مرتبات أغلب العاملين في القطاعات الحكومية المختلفة دون أي سبب ظاهر حتى يشاع بينهم أن الحكومة لم تعد قادرة على الإيفاء بالتزاماتها , في الوقت الذي تقوم به مؤسساتها الخدمية بتوزيع فواتيرها على المواطنين مبكراً بأسعار مرتفعة وعليها شعارات مختلفة لسرعة التسديد كان آخرها الأكثر سخرية ما جاء في فواتير الكهرباء من عبارة ( الكهرباء خدمة تهمك فحافظ على التسديد للوفاء بالتزاماتنا واستمرار الخدمة ) والتي أثارت سخط الكثير من المواطنين الذين بالكاد يحصلون على خدمة الكهرباء المتذبذبة في تردداتها والتي أثقلت كاهلهم بإصلاح الأجهزة التي تتعطل نتيجة لذلك .
وأصبح هاجس المواطن اليوم هل سيحصل على راتبه هذا الشهر وهل ستستطيع الحكومة الإيفاء بالتزاماتها نحوه أصلاً لتطالبه بالإيفاء بالتزاماته تجاهها حتى وصل البعض إلى حد التهديد بالتوقف عن العمل وإعلان العصيان المدني في حال لم تعد له الخدمات كما كانت وفي حال لم يستلم الموظفين رواتبهم ولينقلب بذلك السحر على الساحر.
فحين تحاول الحكومة إلقاء اللوم على المعتصمين يتذمر كافة أبناء الشعب على الحكومة وينقلب عليها في تضامن غير مباشر مع ساحات الحرية ليعلن رفضه التام لكل الألاعيب والحيل التي تمارسها تلك الدولة البائسة خلال الأعوام الماضية ... ولسان حاله يقول ( سئمنا خطباً .. سئمنا جرعاً ... هرمنا ولم نجد يوماً نهنأ فيه بالعيش في كرامة وأمان دون الخوف من المستقبل .. سئمنا فارحل بكل زوبعاتك وتهويلك وكل أكاذيبك ... فلن نرى أكثر مما نراه اليوم على يديك ... إرحل علنا نستعيد يمننا السعيد بدونك ).
بشرى العامري
انهيار الاقتصاد .. ورقة جديدة يلعبها النظام لإفشال الثورة 1878