;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

إننا نحن من نصنع الشخصيات الهزلية!! 1794

2011-05-05 04:15:13


* هل حدث والتقيت بالرجل "المنطاد" والمرأة "البالون"؟ إذا لم تكن قد تشرفت بهما، فذلك يعني أنك محظوظ، لأن كليهما يصيبانك إما بالذهول أو القرف في أغلب الأحوال.
* أما أنا فقد التقيت بهما أكثر من مرة وتغلبت على هذه النتائج، بأن وضعت نفسي في موضع الدارس الفاحص لهذين النموذجين الكاريكاتيريين،ووجدت فيهما شيئاً من الكوميديا وشيئاً آخر من المأساة التي نشارك نحن الصحافيون والإعلاميون في صنعها، ثم ننفصل عنها.. وبكل براءة نتساءل بيننا وبين أنفسنا: لماذا هذه الذات "البالونية" أو "المنطادية"؟، وما الذي أوصلنا إلى هذه الحال؟.. مع أننا نحن في مقدمة المذنبين.
* المرأة "البالون" تلتقي بها في كل موقع، خاصة إذا كانت في موقع مسلط عليه الضوء، تتحدث عن نفسها وعبقريتها وحق الأخريات عليها، وعن إبداعها وشهرتها التي لا تضاهيها شهرة، وعلمها الذي لا يرقى إليه علم، وتقرأ ما تكتب إذا كانت هي التي تكتب، فلا تجد شيئاً؟ وتسمع ما تقول، فتقول في نفسك: كان عليها أن تخجل مما تقول، فكله سفه وغرور وكلمات ذات رنين، ليس فيها مضمون أو فكر.. اللهم إلا رائحة الخيلاء وتضخيم الذات!.
* والرجل "المنطاد" كذلك يعطيه منصبه شيئاً من الوقار والعلو، تماماً كما يعطي غاز الهيليوم "المنطاد" فرصة للتحليق، لكن ما أن يتحدث، حتى تكتشف أن "المنطاد" فارغ، حتى من هذا الغاز، فتتمنى أن يصمت ليظل بوقاره، لكنه لا يصمت وإن صمت لا يدعه المنافقون يفعل ذلك، لأنهم يوهمونه بأن لديه الدرر، وعليه أن يقولها حتى يجدوا بغيتهم ويشيدوا بما لا يستحق الإشادة.
* قد يتساءل القارئ: ومالنا نحن القراء وهذه الشخصيات الهزلية؟، فأقول: إن الكارثة أننا نحن من يصنع هذه الشخصيات، ربما لأننا لا نجد غيرها في الساحة، وربما لأننا لا نملك الشجاعة لنقول رأينا الحقيقي فيها، وربما –وهذا المؤسف- لأنها أي هذه الشخصيات تجد أحياناً العون والمساندة لأسباب غير إبداعية وغير منطقة، فنحاول أن نرضي هؤلاء السائرين لها، وإذا كنت لا تصدقني عزيزي القارئ، فافتح أي قناة فضائية أو صحيفة أو مجلة، لتجد "بالونة" تتحدث بخيلاء وهي لم تزل بعد في عامها الأول من الشهرة، وأمامها "بالونة" اخرى من الإعلام أو الصحافة تخاطبها بـ"الصحافية البارعة" و"الفنانة المبدعة".
* وبالمثل تجد "منطاداً" يتحدث بغرور وزهو وهو ما زال يحبو في عالم السياسة أو الاقتصاد....إلخ، وأمامه أو يحاوره "منطاد"، يخاطبه بـ"المحلل السياسي" و"الخبير الاقتصادي"... إلخ، حينئذ ستعرف كيف أننا الصحافيون والإعلاميون نساهم في صنع هذه الشخصيات الهزلية، في نفخ البالونات وتحليق "المناطيد".
* تُرى من يملك وقف هذا السفه، وهذه التفاهة، أنا شخصياً لا أعرف من يملك ذلك!.
alhaimdi@Gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد