الاثنين: أصغيت إلى مقابلة السيد الرئيس مع الـ«بي بي سي».. بدا فخامته متحفزا وحيويا. قال في صراحته المعهودة إنه قبل المبادرة الخليجية، وسوف يسلم السلطة إلى نائبه خلال شهر.
الاثنين مساء: أصغيت إلى خطاب فخامة الأخ الرئيس إلى مؤيديه، كان صريحا وواضحا وحازما وحاسما كالمعتاد. قال إنه لن يتنازل عن السلطة إلا بالطرق الشرعية. وقال وزيره إن الأخ الرئيس انتخب في أكثر المعارك نزاهة في العالم العربي.
لكزني ابني في خاصرتي وقال: ماذا يعني القياس بالمعارك الانتخابية في العالم العربي؟
الأربعاء ظهرا: السيد الرئيس على التلفزيون الوطني يخطب. عماد الخطاب ثلاث قواعد تكررت طوال نصف ساعة بصراحته المعهودة: الديمقراطية. الدستور. رفض الروح الانقلابية.
ترك المفاجأة حتى نهاية الخطاب: قبلنا المبادرة إكراما لإخواننا في الخليج وحرصا على الوحدة الوطنية.
الأربعاء مساء: الرئيس يتحدث إلى وفد زائر: الشعب معي. اطلعوا إلى الشرفة وانظروا. أنا الرئيس الشرعي ولن أتزحزح قبل نهاية ولايتي عام 2013.
الأربعاء ليلا: فخامة الأخ الرئيس يرد على سؤال مراسل دولي: أنا مع الديمقراطية والتناوب. لا أقبل إلا بحل ديمقراطي دستوري قانوني.
تسألني زوجتي وهي ذاهبة إلى النوم: غدا قبول أم رفض؟ أجيبها باستسلام: هذه أمور لا يحسم فيها أحد سوى الأخ الرئيس. ومن هنا وإلى غد حياة ورحمة.
الخميس ظهرا: يتصل ابني من عمله ليبلغني أن فخامة الأخ الرئيس سيوجه كلمة مهمة إلى الشعب. أنقل الخبر إلى أم الأولاد، وأسألها ماذا تعتقدين سيعلن الأخ الرئيس؟ تدخل إلى المطبخ مسرعة وهي تقول: لا بد أن الطبخة قد احترقت. تابع أنت الأخبار. أنا لدي عمل أقوم به.
الخميس مساء: الرئيس لم يتحدث بعد.
الخميس ليلا: الرئيس يخاطب الأمة: أنا معي الشعب والديمقراطية والشرعية والمجلس الانتخابي. أنا وحدة اليمن. (لا يقول إنه مجدها، مثل الأخ القائد). من أنتم؟ من أنتم؟ لن أترك الرئاسة للمندسين. كم أنتم.. كم أنتم؟ فليفهم الأخ السفير الأميركي والغرب ما معنى الديمقراطية. إنها حكم الأغلبية. كم أنتم؟ أقلية أنتم.
تقوم أم الأولاد إلى النوم وهي تقول إن المسلسل مشوق في أي حال. لكن المشكلة في النهاية.
سمير عطا الله
يوميات يمني في صنعاء 2033