إن هدفنا جميعا واحد وهو إسقاط هذا النظام الفاشل ، ولأجل هذا خرج الشعب من أقصاه إلى أقصاه في ثورة تتجسد بساحات التغيير وميادين الحرية ويناضل الشباب الثوار سلمياً من أجل تحقيق أهدافها العادلة ،قدموا في هذه الثورة عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، وعبر ثورتهم المباركة تجلت الصورة الحضارية والمشرقة لهذا البلد الطيب ولشعبه الحضاري، رغم الصورة السلبية التي كرسها علي عبدالله صالح ونظامه وما يزال حتى اليوم.
وهاهي الثورة الشبابية توشك على تحقيق هدفها الأول، الاتفاقية الخليجية الأخيرة، وستبقى الثورة الشبابية حاضرة لأن لها ثلاثة أهداف رئيسية : (صياغة الأهداف – تحقيقها على أرض الواقع – مراقبة اكتمالها وتجسيدها في واقع الناس) أي أن ساحات التغيير وميادين الحرية هي صاحبة الكلمة الفصل ومصدر القرار وستبقى مفتوحة على الدوام كلما جد جديد وتطلب الأمر الاحتشاد لتوجيه المسار إذا ما حدث الانحراف أو برزت ثورات مضادة.
وعليه فكل محاولات البعض اليوم لجرنا إلى معارك جانبية بعيدة عن الهدف الأول الذي لم يتحقق بعد ، أو تضخيم أفعال فردية وأحداث صغيرة على الطريق، ومثلها صناعة أعداء وهميين، كلها تصرفات تحاول التشويش والإرباك لن يلتفت لها شباب الثورة وسيترفعون عنها، لأنها أفعال صغيرة ربما قادمة من مطبخ النظام المتهالك التي فقد السيطرة على كل الأمور وما عادت تصدر عنه سوى مثل هذا التفاهات.
وللتوضيح أكثر وحتى لا يلتبس الأمر على البعض فإننا لا نقصد تخوين الرأي الآخر أو رفض النقد البناء، فإننا ونحن ننشد الحرية ونكافح لإسقاط هذا النظام القمعي ننحاز بشكل كامل لقيم الحرية وحق التعبير وعدم مصادرة قناعات الناس ووجهة نظرهم وسنحترمها ، إنما نقصد بحديثنا تلك الاتهامات التي صدرت على شكل ( الاختلاط في ساحة التغيير) وعلى شاكلة ذلك التخويف من سيطرت الحزب الفلاني وأن التيار والشخص الفلاني هو الذي سيحكم في الفترة القادمة، لاحظوا أنها لا تختلف عن كل الفزاعات التي صورها حسني مبارك وزين العابدين والقذافي من قبل، ومن يرددها اليوم إنما يقتفي أثرهم ويسير في نفس المنهج، وسيكون مصيرها نفس المآل عندما فشلت وانتصرت الثورات هناك.
يا هؤلاء نقولها صريحة بالفم المليان: إن الثورة الشعبية التي ستقتلع نظام عمره ثلاثة عقود ، يستحيل بأي حال من الأحوال اختزالها في تيار أو حزب ، وإن الهتافات والروح المعنوية العالية للملايين الثائرين في طول الوطن وعرضه هي صرخة شعب ، لا يمكن احتواؤها في جلباب شخص ماء.
يا هؤلاء: ستنتصر ثورة الشباب وستحقق جميع أهدافها، وستسير القافلة دون الاكتراث بتلك الأقاويل من هنا أو هناك ،وهذا ليس من باب العاطفة وكلام الأماني، هي إرادة جمعية لشعب أراد التغيير وإرادة الشعوب من إرادة الله سبحانه.
عبدالرقيب الهدياني
نجاح الثورة هدفنا الوحيد 1952