غربة واغتراب:
من يصدق أن المواطن اليمني دون كل مواطني كوكب الأرض لا يجد كرامته إلا خارج وطنه باستثناء من سرقوا كرامة الوطن والمواطن ويتحدثون عن النزاهة والحرية والدستور والشعب والمخربين، والجمهور والنسوان والجهال في حديث واحد ومنبر واحد ولحظة واحدة ، والكل يعرف أن بعض المغتربين حين يريد أخذ جرعة لعدم العودة للوطن يكفيه مشاهدة كذب وتزييف الفضائية اليمنية وقناة سبأ وأصناف الإعلاميين منافقوا الأمس وأحرار اليوم وغداً بالطبع هي مجرد قصة خرافية يخترعونها من أجل العودة إلى عهد النفاق بفارق تحسين معيشة وبدل مظهر وشوية زلط من زلط الشعب طبعاً.
نماذج إعلامية:
لا أخفي إعجابي الكبير بالأستاذ/ عبدالرحمن العابد والأستاذة/ مها البريهي ومواقفهما الرائعة في ساحة التغيير وجهودهما التي لا تخفى على أحد ، ومن هنا تجد الفرق بين معنى الكرامة وبين معناها الآخر من أجل حفنة من ريالات الوطن المفقود كرامته، وأبناؤه مشردون في كل مكان ومسؤولية يتحدثون عن مستوى الجهل الذي زرعوه ومستوى الفقر الذي بالتأكيد هم من وضعوا أسسه ومفاهيمه والشعب شعب الصميل ولا صوت يعلو فوق صوت الصميل .
تجاوزات خطيرة:
خلال هذه الأيام نسمع الكثير من قضايا اختطاف بعض المعتصمين والناشطين بصورة غير شرعية وتحقيق يمتد لساعات طويلة في أماكن مغلقة من قبل أشخاص يدعون أنهم في الأمن ، وأي أمن لوطن بلا كرامة ومواطن بلا كرامة ودستور مفقود لثلاث وثلاثين عاماً والمسؤولين الآن يتحدثون عن الدستور والحقوق الدستورية ، والاختطاف يتم بأسباب مجهولة والتحقيق لأسباب كلنا نعرفها وهي كلمة لا والتي بدأ الشعب يقولها في وجه الظلم والاستبداد والتخلف وانفراد الحكم المطلق للأسرة الحاكمة في بلادنا وما جاورها وناسبها وتقرب إليها بقربان فتقبل من كل المقربين ولم يتقبل من عامة الشعب المغلوب على أمره والمنهزم في كل شيء ، هنا تتضح للجميع ما يعنيه بعض رموز النظام من خلال الحديث عن الحرب الأهلية والانفلات الأمني والأزمة الاقتصادية والضياع وكأننا عبيد للبشر وليس لرب البشر ومن بيده مقاليد الحكم وكل شيء بأمره سبحانه وتعالى ، فالبعض يعتقد نفسه أنه يعز ويذل وأنه له المقدرة على أن يرزق فلان أو أن يقطع رزقه أو أن يكتب الأمن والأمان أو أن يخوف الشعب بتصريحاته وتهديداته بعدة وسائل ، وعلى طريقة الأجهزة الأمنية العليا التي تحول إلى أسواق سوداء لبيع اسطوانات الغاز المنزلي وعن طريق عقال الحارات وكشوفات الحزب الحاكم .
من كثر كلامه:
بالتأكيد قالوا قديماً: " من كثر هدارة قل مقداره"، وقالوا أيضا: "من كثر كلامه كثر لغطه (غلطه)"، ومن هنا لا تزال الحالة الصحية في تدهور مستمر للنظام في بلادنا من خلال إسهال التصريحات في كل حركة وحين ، ونحن نصرخ هرمنا.. شبعنا.. جانا الصداع والخبيط في كل وادي .
هل تصدقون إنني خلال عمري من يوم ميلادي لم أسمع مسؤولاً واحداً يتحدث في بلادنا في موضوع واحد من بداية كلامه وحتى النهاية ، حتى وأن كان يقرأ من ورقه تم مراجعتها من قبل سبعة مختصين في كتابة البيانات ولكننا شعب العشوائيات ونظام العشوائيات وكل شيء في حياتنا عشوائية لا أعتقد مطلقاً أن تجد أحد مواطني الشعب اليمني يكتفي بصنف واحد في الوجبة الواحدة وشهر رمضان خير دليل ، وحياتنا اليومية ووجبتنا الأساسية السلتة هي خير دليل على ذلك ، فالمسمى تركي والسلتة تعني ما بقى من مخلفات الأكل ، وهي وجبة ابتدعها بعض أفراد الجيش التركي قديما هنا ، بعد أن كان من يعلونهم رتبة يأكلون أولاً ويتركون لهم ما تبقى من الأكل فيجمعونه في قدر واحد ويتم طبخة من جديد .
وعليه فلا فرق سوى أن الوسيلة اختلفت نوعاً ما ، فقد كان الضباط في أيام الاحتلال التركي يتركون ما تبقى من طعام للجنود، وعلى سفرة واحد واليوم هانحن نأخذ ما تبقى من طعام الميسورين من براميل القمامة ، ولا ضير في اختلاف وسيلة الطعام وهي السفرة أو برميل القمامة ، لأن الكرامة كل يوم تجد ما يكتب لها الموت وعلى طريقة نظام فاسد بعقول فاسدة وحوار فاسد لا يحتاج سوى ثورة تقتلع الفساد من جذوره وحتى لو كان يمثل درجة 10% من تركيب شخص فالفساد هو الفساد والثورة هي ثورة الشباب ولكن إلى متى ستظل الهتافات ونحن صلينا صلاة جمعة الفرصة الأخيرة .
وبالأمس وصلني بيان لشباب الثورة فيه خطوات جادة لتنفيذ متطلبات الوضع الراهن بعد جمعة الفرصة الأخيرة ، وهي لم تصلني أنا فحسب بل وصلت كل من يستخدم الفيس بوك ولعل أغلب من في الساحة ـ ساحة التغيير ـ لا يعرفون عنها شيئاً لأنه وقت الحديث عنها في المنصة كان البعض مخزن أو في الحمام أو يمكن يصلي ، المهم هو في الختام هل سيدرك البعض معنى الكرامة وكيف تكون الكرامة وأين سنجد هذه الكرامة ؟؟؟! وكفى
مرسى القلم :
الظلم قالوا بالمساواة عباده
ووقت العواقب يا إلهي تلطّف
والفين شاكين تحتويهم عيادة
وان المناوب يعتذر أو تأسَّف
يالله السلامة وما بغينا زيادة
وماحنا بذاك اللي تبذر وأسرَف
A.MO.H@HOTMAIL.COM
على محمد الحزمي
كرامة وطن مفقودة 2649