لم يجد النظام في طريق بحثه اليأس عن طوق نجاة عندما ضاق الخناق ليطيل أنفاسه الأخيرة الظاهرة إلا ورقة الانفصال ورفع أعلام التشطير التي طالما قتل وأعتقل وأثار الفتن تحت مبرر محاربة الانفصال وحماية الوحدة "حاميها حراميها" ليبين بالملموس وبما لا يدع مجالاً للشك لمن لم يفهم ويستوعب بعد أن الوحدة لم تكن لعصابة النظام إلا جسر عبور وحماية لنهب الثروة والتسلط على رقاب العباد وإثارة الخلافات من منطلق"فرق تسد".
ففي هذه الأيام التاريخية التي تشهدها منطقتنا العربية عامة وبلادنا اليمن خاصة أيام الفخر والاعتزاز بثورة الشباب التي أدهشت العالم بأسلوبها الحضاري وصمود وثبات روادها وجماهيرها ، يحاول النظام اللعب في الوقت الضائع بعد أن خسر شوطي المباراة التي حاول فيها تحدي فريق الشعب بأكمله بحثاً عن قشة يتعلق بها إلى بر الأمان بعد أن طمرته أمواج طوفان ثورة الشعب ممثله بشباب الثورة المدعوم بالقوى السياسية بما فيها المنشقون عن الحزب الحاكم بعد أن أيقنوا سقوط شرعيته التي تعمد بطلانها بدماء اليمنيين في الساحات والطرقات في عموم البلاد.
وفي طريق بحثه اليائس تعلق بقشاية الانفصال أحد الزوارق المتهالكة للنظام التي أسقطتها وحدة الشعب في ساحات الشرف والنضال في صنعاء وعدن من أجل اليمن الواحد.
ومن حلاوة الروح مازال أزلام وكتائب النظام المتهالك يعمل على جر الشباب المحتاج لأبسط مقومات الحياة الكريمة ممن تربوا في ظل نظام الظلم والظلام الذي حول الحلم الجميل وحدة الأرض والإنسان إلى كابوس في وضح النهار بسياسة الفساد والنهب والإستحواذ واستغلالهم في رفع دعوات الانفصال وأعلام التشطير للوطن وتحريض مباشر للإصطدام بإخوانهم شباب الثور وجعلهم كبش فداء يحمي ظهر النظام باسم القضية الجنوبية التي يظن البعض أن الانفصال حل لها، غير مدركين الأسباب الحقيقية التي يعرفها عصابات الفساد علم اليقين ما رفعت إلا نتيجة لسياسة الاستحواذ والإقصاء والضم والنهب وما هي إلا رفع لسقف المطالب المشروعة التي تجاهلها النظام حتى تفاقمت، وما دعوات الانفصال الإنتاج اليأس من العيش الكريم في ظل نظام لا يطيب له العيش والبقاء إلا في مستنقع الأزمات ولا تعني له الوحدة التي يتغنى بها ليلاً ونهاراً إلا بقرة حلوب وجسر عبود لنهب الثروة ورقاب العباد.
ورغم فشل رموز النظام في استقطاب الأعداد المطلوبة لتمرير مخططاته للتشويش على شباب الثورة نراه يكرر المحاولة لضرب شباب الثورة بأموال الشعب رامياً إدعاءاته حماية الوحدة وراء ظهر بل تحت أقدام المصالح الشخصية لبقاء نظام الفرد الذي لم يبق ولا يزد حصد الأخضر واليابس .
ومن هنا نتقدم باسم الوطن والأرض الطيبة ندعو بل نحذر من التهاوي في جر الشباب للاصطدام بإخوانهم في ساحات الشرف والتلاحم التي سالت فيها دماء اليمنيين شمالاً وجنوباً، لذا لابد من الصمود والثبات وتضافر الجهود وضرورة الانضمام لساحات الشرف لمن بقي يتفرج لأن الثورة هي المخرج والضمانة لحياة كريمة وعيش مشترك بعيداً عن الضغائن والأحقاد المصطنعة بفعل نظام الخراب المستفيد من رفع دعوات الانفصال وليست القضية الجنوبية لأنها كما تأكد من ثورة الشباب في ربوع اليمن من أقصاه إلى أقصاه ليست القضية وإن كانت قضية محورية وكلنا ذقنا من ظلم النظام فتريد "يمن" شراكة دون تمييز إلا بحسب القرب والبعد من طبول الزمر وسياسة التسلط التي يرفضها شعبنا قاطبة.
أسماء الحمزة محمد
دعوات الانفصال ليست حلاً للقضية الجنوبية بل خدمة للنظام 1955