جميعنا يدرك ما يقوم به الإعلام اليمني من أجل تضليل الحقائق وطمسها ،ونقل صورة سلبية عن ثورة الشباب ،ومحاولة تشويه صورة الشباب الحر، الذين يريدون إنقاذ اليمن من الوضع المأساوي الذي عاشته اليمن طوال الثلاثة العقود الماضية، ولكن دون جدوى!! وكلما حاولوا تزييف حقيقة ما ،تكون فضيحة لهم.
فالشعب اليوم أصبح واعياً ومدركاً لما يدور حوله ،فقد كثرت فضائح النظام السقيم ،خاصةً ما يقوم به من ممارسات خاطئة ضد الإعلاميين والصحفيين من قمع للحريات وملاحقة النشطاء السياسيين وسحب تراخيص القنوات الإعلامية العربية ،التي لا تعمل لصالح هذا النظام طبعاً،فإن أي قناة أو صحيفة تسعى لتصوير ما يحدث في اليمن بالشكل الحقيقي تلاقي حتفها حتماً في أيام ،إما بقتل الصحفيين واعتقالهم أو بسحب الترخيص منها ،بعد إيقاعها في أي شبك من شباكهم التي ينصبونها ،وكل هذه الممارسات إنما تعبر عن جرائم يريد النظام ارتكابها في غياب الرأي العالمي، وتضليل الرأي الخارجي، كما عهدنا ذلك سابقاً، كقتل الشهيد الإعلامي القدير/ جمال أحمد الشرعبي (رحمه الله) الذي ليس له ذنب إلا أنه يقوم بواجبه العملي والوطني ،وبعد كل هذه الممارسات العنيفة يتحجج الإعلام اليمني أنه يحاول إلقاء الضوء على ساحات التغيير والحرية ولكن كانت هناك اعتداءات مسبقة على الإعلاميين والمصورين في قناة اليمن الفضائية.
فلماذا كانت هذه الاعتداءات عليها؟، هذا إذا كانت هناك اعتداءات !! طبعاً، بالطبع لأنها تحاول تزييف الحقائق وتسعى لجلب المفاسد من خلال تأييدها للفساد والظلم وكلنا يعرف ذلك ، مع علمنا جميعاً أن ثورة الشباب سلمية لم ترم حتى حجراً واحداً ولكن هناك بلاطجة من النظام نسأل الله أن يهديهم يندسون بين الشباب ليثيروا الفتنة بين قوات الأمن والشباب، فتحدث المجازر المألوفة في كل يوم من غازات سامة ورصاص حي ،فما ذنب أولئك الشباب الذين يقولون كلمة الحق والذين رفضوا الفساد والظلم ،ويتحدث أحد ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام خلال اتصال هاتفي مع الجزيرة يقول: لماذا لا تغطون الأحداث في المسيرات التي يقوم بها المؤتمر الشعبي العام كما تغطون الأحداث في ساحات التغيير؟، فأقول لهؤلاء، لماذا لم يعتد الشباب في ساحات التغيير على قناة الجزيرة ؟ ولم يعتدوا على قناة سهيل؟ ولم يعتدوا على غيرها من القنوات ؟، طبعاً أترك الإجابة لهم فهم يعرفون تماماً أن الشباب في ساحات التغيير يطالبون بحقوقهم وحقوق كل مواطن يمني، سواءً كان في المؤتمر أو كان في غيره ،فالشباب يرددون اليوم بشعار واحد (بالروح بالدم نفديك يا يمن)، ليس شعاراً لمصلحة شخص واحد كما يرددون، فليتقي الله كل واحد منا ،وأخص بالذكر وزير الإعلام وليعلم الجميع أننا موقوفون ومحاسبون في الدنيا والآخرة، فالشعب اليوم أراد الحياة (وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر)...ولم تعد تجدي نفعاً الحرب الإعلامية السوداء.
أنور عبدالقادر الفتيح
سوداوية الإعلام 1950