نحن في الثورة الطلابية الشبابية السلمية ثوة "15 يناير"- طلاباً وشباباً- نعمل بشكل مستقل منذ الخامس عشر من يناير الثوري، اليوم الذي أعقب سقوط الرئيس التونسي، ذلك اليوم الذي شهد مسيرة طلابية انطلقت من بوابة جامعة صنعاء، متجهة إلى السفارة التونسية مناصرة للشعب التونسي والمطالبة بإسقاط النظام الفاسد.
والملاحظ في هذه المسيرة أن الذين خرجوا هم قيادات لقطاعات طلابية معروفة بثوريتها ونظامها ومواقفها المناهضة لهذا النظام منذ زمن طويل، وكذلك العديد من طلاب جامعة صنعاء بأغلبية من كلية الإعلام.
فاستمرت المسيرات المناهضة والمطالبة بإسقاط النظام من قبل الطلبة والشباب ودعوتهم من خلال القصاصات الورقية والإنترنت والفيسبوك والمواقع الإلكترونية، لحشد أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب اليمني العظيم، فنجحت هذه الدعوات ونزل العديد من الطلاب والشباب المستنير والشخصيات البرلمانية ومنظمات المجتمع المدني والحقوقيين والناشطين وغيرهم لمساندة أبناءهم وإخوانهم الطلاب .
وكنا حينها نعمل بعفوية وبدون إطار معين يحتوي الطلبة، فبرزت شخصيات انتهازية وريدكالية تحاول الالتفاف على الثورة وسرقة مجهود الطلبة والركوب عليهم واستغلال ظروفهم المادية واستطاعتهم بطريقة أو بأخرى تلميع أنفسهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة بإعازة من السفارة الأمريكية التي تمنحهم مبالغ طائلة من الدولارات، تمكنهم من شراء أضخم الفلل لكي تدعو الناس لعمل اجتماعات داخلها وشراء الكاميرات وغيرها من الوسائل المساعدة على التوثيق والبروز الإعلامي والتلاعب بالتاريخ حسب المزاج وتصنيف الثوار حسب الاجتماعات التي حضرها كل فرد في هذه الفلة الجميلة، التي تقدر ثمنها بعشرات الملايين مقارنة بطالب كل ما يملكه قلم يشعل ثورة.
فعندما استشعرنا هذا قمنا بإنشاء هذه الحركة الطلابية الشبابية السلمية "15" يناير، لتأطير الطلاب تحت هذا المسمى ودعم الثورة وحفظ مسارها من الانحراف بصدور عارية وبطرق سلمية والاستمرار في الاعتصام، حتى تحقيق كل المطالب ونحن عمدنا في هذه الحركة العمل بشكل مستقل وعدم الاندراج تحت أي ائتلاف أو تكتل أو حزب، حتى لا تفرض علينا الوصاية من أحد لنظل أحراراً كما خلقنا أحراراً.
ونقول لكل من تسول له نفسه وكل من تأخذه العزة بالإثم، كونه صديق أو بالأصح عميل للسفارة الأميركية، بناء مجد زائف غير ذي أصل وسرقة مجهود الطلاب وممارسة الانتهازية والأسرية وغيرها من الممارسات، التي سنقف لها بالمرصاد.
ومن الملاحظ ممن تدعي أنها ملهمة الثورة عندما سئلت على من يقود المسيرات وعن القيادات التي انطلقت من أمام بوابة الثورة أعطت اسمها وزوجها وسكرتيرتها وآخرين من أسرتها، ألا تعلم أننا خرجنا من أجل قمع الإنتهازية والأسرية وحكم الفرد والتسلط ونفي الآخر.
نقول لهم بأن الثورة فعل مستمر، وأن أقلامنا كانت وما زالت وستظل مرفوعة إلى عنان السماء، بارزة الأسنة هي الأقلام التي أسقطت النظام الفاسد المتجذر منذ "33" عاماً قادرة على إسقاط كل رموز الانتهازية في الوطن، وإن كانت منظمات حقوقية مدعومة من أميركي.
وما شد انتباهي مقال للسيدة ملهمة الثورة - حسب رأيها- تقول لقد عاتبت الطلبة على خروجهم يوم "15" يناير، بأي صفة أيتها الملهمة تعاتبيننا؟ هل أفهم أنكم قادتنا في حين أن جامعة صنعاء كانت عاجزة على إنجاب أو صناعة قائد أو هي خالية من القادة أصلاً، حتى نستعين بأحد موظفي السفارة الأميركية؟ أم أننا مجرد قطيع نقاد ونقتاد لكل من أمسك بالخزام؟ قفوا جميعاً أيها الأوصياء هنا جامعة صنعاء فيها ناب الضيغم ومنها زئير الأسد.
وبدورنا نناشد الجميع ونقول لهم: دعونا نحلم جميعاً بدولة مدنية تسودها الحرية والعدالة والديمقراطية، دولة يحكمها القانون والدستور، دولة يحلم بها كل اليمنيين وتستوعب كل فئات الشعب، دعونا نفكر جميعاً بصناعة وطن معطاء نستطيع من خلاله بناء جيل يكون زهرة في حديقة المستقبل القريب، ونقول لمن يفكر في ذاته ويغلب مصلحته على مصلحة الوطن ومحاولة فرض الوصايا، إذاً ما الفرق بينك وبين النظام الذي نثور ضده؟