كيف ينجر الشباب إلى تنظيم القاعدة؟ ولماذا يتأثرون بفكرها المعادي لكل شيء في حياتنا من قيم وتسامح وتدين حقيقي؟
إن السبب في ذلك من وجهة نظري هي الأوضاع المأساوية والإحباط الذي يعاني منه الناس بسبب الفساد المادي والمعنوي، فيلجأ الشباب إلى هذا التنظيم المعادي للحياة الطبيعية، فمعظم أفراد هذا التنظيم هم ناس محبطون يكرهون الحياة ومشاكلها المعقدة والتي وصلوا إليها بدون قصد منهم بسبب قلة استرهبتهم واستولت على حقوقهم، وأبرز هذه الأسباب هو القضاء على طموح الشباب وأحلامهم.
إن شباب اليمن هذه الأيام قد خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بحقهم في تنحية من ظلمهم وقضى على آمالهم طوال ثلاثة وثلاثين عاماً، خرجوا وهم على يقين بأنهم قادرون على التغيير وبأن الجميع سيدعمهم سواء الأشقاء العرب وعلى وجه الخصوص الخليجيون وكذلك العالم الخارجي وخصوصاً أمريكا والأوروبيون، فتصوروا معي لو خاب أمل هؤلاء الشباب وفشلوا في إقصاء الفساد والاستبداد؟
كم سيصبح من هؤلاء الشباب محبطين وناقمين على من كان السبب في وأد حلمهم؟ وهل سيعودون إلى بيوتهم منكسري القلب منكسي الرؤوس؟
بالتأكيد هذا سيولد ليدهم الحقد والإحباط وربما تنجح القاعدة في استقطابهم وضمهم لها وسيكونوا أداة تدمير لمجتمعهم ولكل الدول التي حكمت على طموحهم بالفشل من خلال دعمها لنظام ظالم فاسد سحق كل طموح للإنسان في حياة مستقرة كريمة.
فنصيحتي للأشقاء في دول الخليج وأمريكا وغيرها أن ينظروا لحال هؤلاء الشباب وينصروهم قبل أن تنجح القاعدة في استدراجهم واستغلال إحباطهم، والشباب أفضل من نظام متخط دخل في موت سريري ولا فائدة من دعمه.
فليعجل أشقاؤنا وأصدقاؤنا لدعم الثورة وسيكون هذا جميل لن ينساه اليمنيون لهم وسيكون أفضل طريقة لإنهاء التنظيم المتطرف الذي يخشاه العالم، فلن يجد أعواناً من شبان حققوا طموحهم ونصرهم أشقاؤهم وأصدقاؤهم.