إعلام رسمي:
لا أدري هل يعي المسؤولون في إعلامنا الرسمي ما ستؤول إليه الأمور في حال ما نجحت ثورة الشباب، والتي بدأت ملامح نصرها ترتسم في الأفق من خلال التضحيات التي يقدمها شباب الثورة وبالروح بالدم نفديك يا يمن، والإخوة في الفضائية اليمنية يتكلمون عن الحوار وعن المخربين وعن نهب في أمانة العاصمة وبالطبع تفرغوا هذه الأيام كثيراً لانتقاد قناة "سهيل" وتصوير مشاهد غير لائقة بهم كمنبر إعلامي من خلال التزييف وما حصل مع المبدع/ محمد الاضرعي من خلال تصوير مشاهد من مسرحيته، والتي قام الإخوة في الفضائية بتقديمها كأنها صور واقعية، ولكن بتمثيل وتشويه للمشاهد.
ولم أعد أدري هل يستحقون كلمة إخوة أم أن الأخوة تناسوها منذ أن بدأت مجازر النظام، وهم يبررون ليل نهار، إذاً باختصار النظام يتهاوى وسيسقط لا محالة بإذن الله، والرئيس سيرحل كما رحل السابقون، ولكن من سيتقبل هؤلاء في وطنهم وقد تبرأت منهم أمهاتهم وآباؤهم وذويهم بسبب مواقفهم الزائفة ووطنيتهم المدفوع ثمنها، وكل واحد في الفضائية بالطبع لديه درجة عسكرية في الحرس أو الأمن المركزي وطبعاً قالوا: ما فيش ازدواجية بالوظائف لأكثر من وظيفة واحدة، أما لو كانت أكثر من وظيفتين، فهو مسموح على طريقة "رئيس القضاء، رئيس الجمهورية، رئيس المؤتمر الشعبي العام، القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس الدفاع الوطني، ورئيس كل مواطن في اليمن ومدير ووزير كل وزارة ومدير كل إدارة"، وقالوا ما فيش ازدواجية.
اتجاهات وآراء:
البعض ينشغل في التصويت للبعض، والبعض يحاول تمجيد أشخاص، والبعض بدأ يؤمن بحقيقة رحيل النظام أو بالأصح رحيل الرئيس وتنحيه، بالرغم من الارتباط الوثيق بين التنحي وتناحة "معمر القذافي" ومن بعده سيأتي دور "بشار الأسد" وقبلهما كان رأس النظام اليمني الراحل.
ولائم أم حوارات:
ضحكت كثيراً بالأمس وأنا أقرأ أن نتائج لقاء الرياض انتهى بتحديد مواعيد أخرى للحوار، ولا أدري هل أصبح المشترك هو المتحدث عن الشباب، ثم هل هناك ممثل واحد للشباب، والشباب أعتقد تحت سن الخمسين وليس ما فوق هذا السن، والتي تكون أكبر من المطلوب لرئاسة الجمهورية، وعلى العموم الحوار حوار، والضحايا من الشعب في الشوارع ليل نهار في ساحات التغيير في عموم محافظات الجمهورية، والبعض يتحدث عن الحوار والفترة الدستورية ولا تركنوش على الرحيل مادام والخطط شغالة ليل نهار، والأفكار الجهنمية كل يوم تولد لنا شيطان جديد يدّعي حب الوطن.
حوار ومجزرة:
في كل مرة يقوم أطراف الخلاف السياسي بالحوار سواء في الداخل أو الخارج، سريعاً ما تحدث مجزرة مواتية ومناسبة وعلى قدر الحوار، فمثلاً لو كان بالأمس تم الاتفاق ولو مبدئياً على انتقال السلطة سلمياً، بالطبع كان سيسقط ما لا يقل عن ألف قتيل، بدلاً عن أكثر من ألفين وأربعمائة مصاب وعدد من القتلى، ولو كان تم فيه تحديد لتسليم السلطة صدقوني لكانوا زرعوا الوهم في عقول المواطنين، هم من سيعملون على خراب الوطن قبل رحيلهم وبكل الطرق والوسائل التي لم تعد مشروعة لا في الدين ولا العرف ولا في شيء.
وفقط هو تساؤل لكل مسؤولي الجيش في الوطن، لماذا التعبئة الخاطئة لأفراد الجيش ضد أبطال الفرقة الأولى مدرع، ولما نحن لا نحمل لكم إلا كل الحب، ونحن مواطنين معتصمين مطالبين بالتحرر من قيود الاستبداد والحكم المطلق، لماذا نكن لكم كل الحب وتقابلونه بتصرفات لا تمت إلى الوطنية في شيء، ثم هل بقى فيكم شيئ من الوازع الديني والضمير، حين توجه سلاحك على أخيك المسلم، أخيك في التراب، أخيك في الوطنية واللغة والدين والمصير، ولكن هدانا الله وإياكم جميعاً لما فيه الصواب.
مرسى القلم :
مشكور يا جيش الوطن مشكور لا يوم النشور
بأغلى تحيّه شامخة من صدق أفواه الرّجال.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
إعلامنا والحوار ومجازر النظام 2162