لم يعد في أجندة الرئيس/ علي عبد الله صالح غير قضيتين فقط ,قمع الاعتصامات السلمية بالقوة إلى درجة القتل, وشرعية عطلة نهاية الأسبوع في ميدان السبعين الصورية.
تنفذ الأولى من قبل أبنائه وأقاربه وأجهزتهم الأمنية وبلاطجة النظام بينما يتولى المهمة الثانية فتوة المشاريع الخاصة الذين فقدوا ارتباطهم بقضية وطنهم, وهروباً من مواجهة مصيرهم لم يعد أمامهم إلا أن يصوروا للرئيس أن الأمور كلها تحت السيطرة وأن يتشبثوا بقشة .
مشهد تدفق الجماهير التي تأتي إلى ميدان السبعين نهاية كل أسبوع لتقبض أجر وقوفها أمام عدسات فضائية اليمن لبضع دقائق ومن ثم تمضي إلى حال سبيلها ولاشك من أن أغلبهم يهرول باتجاه مقايل القات للحديث مع الأسف عن رغبتهم الشديدة في أن تظل الأوضاع في تأزم متواصل يقتل من يقتل، هذا لا يهم.. المهم ألا تتوقف الاعتمادات المالية لشرعية نهاية كل أسبوع في ميدان السبعين الصورية.
الإصرار على مواصلة السير في حملة إطلاق الرصاص الحي على الرؤوس مباشرة, كي يستمر نزيف الدماء التي تسفك على امتداد الوطن اليمني كله , وبتلك الطريقة الوحشية التي تقشعر لها الأبدان وتدمي القلوب والعيون والأفئدة ,والجرائم المفجعة والمشاهد الدموية والآلام التي لا تطاق وعدد الضحايا الذين يتساقطون يومياً, كل هذا والرجل الرئيس الصالح ليس دموياً إنما هي رصاصات الرحمة تلك التي يطلقها على رؤوس وصدور شعبه الأعزل والمسالم حتى يطهره من رجس المطالبة بداء الحرية والكرامة وشيطان الدعوة إلى رحيله من سدة الحكم وحرمان الشعب اليمني من مواصلة الاستمتاع بمشاهدة رقصة البرع على رؤوس الثعابين.
المحافظات كلها تقريباً تنزف دماً والشهداء والجرحى يتساقطون في ساحاتها وميادينها وحالات المواجهات تشتد ضراوة وقسوة يوماً إثر يوم من قبل بلاطجة النظام وأمنه , وهناك استهداف ليس مخيفاً فقط وإنما مميتاً وبشكل بشع يطلق رصاصاته باتجاه الأجزاء الحساسة من الجسم على أن تكون الرؤوس هدفه الأول بغية إرهاب المتظاهرين وقتل أكثر عدد منهم, والصور التي قدمت مشاهد من هذا العنف المروع ستظل عالقة في الأذهان تعكس دموية مرتكبيها وشجاعة وصلابة شباب ساحات التغيير وميادين الحرية المسنودة بإرادة لا تقهر.
دماء هؤلاء الشباب الطاهر وتضحياتهم الشجاعة يجب أن تقدر وتحترم وألا تضيع هباء، هم ليسوا أبطالاً فقط وإنما في منزلة أعلى وأجل من ذلك بكثير هي التي تدفعهم دون خوف أو تردد لمواجهة الرصاص الحي بصدور عارية، هم خيرة أبناء هذا الوطن وصانعو تاريخ مستقبله الجديد ,وإكراماً لدمائهم يجب أن نكف بدءً من الآن عن توزيع شهادات حسن السيرة والسلوك لنظام يداه ملطختان بدماء شعبه وأن الرئيس شخصياً يتحمل مسؤولية ما يجري ,لا أتجنى على الرجل بقدر ما أناقش ما يعتمل الآن على الساحة اليمنية من هذه الجزئية بالذات وأرى فيها صحة ما ذهبت إليه حينما يتخذ رئيس الدولة قرار استخدام القوة المفرطة ضد شعبه ويطلق الرصاص الحي على الاعتصامات السلمية وبتلك الطريقة البشعة بل ويتمادى في ذلك كثيراً ليتكرر مشهد العنف والقتل المتعمد في أكثر من محافظة ماذا علينا أن نقول؟.  
 حتى مع هذا الكم من الجرم المشهود لن نتوقع من أحمد عز وشلته وبلاطجة النظام في الشارع وفي أجهزة الإعلام والسياسة وغيرها من المجالات أصحاب المصلحة الحقيقية في شرعية الرئيس صالح الدستورية ,لا نتوقع منهم أبداً أن يروا الباطل باطلاً حتى ينأون بأنفسهم عن اتباعه ,فالمصالح والمنافع والمفاسد يبدو أنها أقوى من أن تلين قلوبهم لفظائع القتل المصوب على الرأس مباشرة، الذي أزهق أرواح شباب في عمر الزهور نزلوا إلى ساحات التغيير وميادين الحرية عراة حفاة وكلهم عزيمة وإصرار ألا يعودوا إلى بيوتهم إلا وقد تحرر اليمن وأصبح في قبضة يدهم ,مطمئنون أن استشهادهم يزيدهم مدداً وواثقون من أن قضيتهم ستنتصر وأن رحيل الرئيس أمر لا مفر منه.
لم يعد اؤلئك النفر المحيطون بالرئيس ميالون في تصريحاتهم لخدمة النفاق السياسي الممنهج الهادف إلى مكججة الأكاذيب وتزييف الحقائق فقط وإنما يرون أن المرحلة الراهنة تجاوزتها من نواح عدة لعل الفضل في ذلك يعود إلى سخاء البنك المركزي غير المسبوق الذي فتح ليس فقط أبوابه وإنما حتى نوافذه على مصراعيها ، شغله الشاغل الآن لا يتوقف على تمويل صفقات الأمس المشبوهة وإنما امتدت لتشمل صفقات اليوم المفضوحة فكان لا ضير من أن يتحولوا إلى أفاقين ودجالين والوقاحة منهم براء. amodisalah@yahoo.com