;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

دبابيس ......... 1735

2011-04-17 11:16:01


* ويل لأمة لا تأكل من صنع يديها:
العبارة أعلاه قالها من قالها ومضى، لكنها عبارة تحمل من الإشارات والدلالات بما يكفي ويزيد في الوصف لحالة التردي التي أصابت عالمنا العربي ـ مسلوب الإرادة حالياً ـ الذي اعتاد استهلاك المزيد والمزيد من السلع ووسائل المعيشة الحياتية اليومية، وفشل حتى في صناعة رغيف الخبز ، لكنه ربما يكون قد برع إلى حد ما في توفيره من منافذ وأسواق غيره كي يسد رمق أبنائه من الجائعين!!.
لم تفلح دولة واحدة من دولنا في صناعة "قطعة" صغيرة في ماكينة أو سيارة مع أننا نملك مخزوناً علمياً ومعرفياً لا ندرك قيمته، يجعلنا في رفاهية صنع رصاصة نصوبها نحو صدر عدونا، لكننا أحياناً نشتريها منه ولا نقوى حتى على فعل.
ويصبح ضرباً من الخيال أن نتصور أنفسنا ذات يوم أصحاب صناعات ثقيلة في مجال الطائرات والدبابات والحاسبات، و غيرها من وسائل العيش في عصر العولمة، والتي تتطلب تحديات كبيرة، كل ذلك لأننا يوماً قررنا أن نفرغ عقولنا من أية بنية علمية سليمة تكون لنا زاداً في رحلة الحياة، عند ما قررنا أن تهاجرنا عقولنا إلى دول العالم الأول بلا رجعة، وتصنع له كل سبل ووسائل تقدمه، الذي يمنحه الفرصة ليصوب الرصاص نحو صدورنا ونستقبله بروح رياضية عالية جداً ونحتسي نخب الهزيمة والانكسار!.
* أم وإنسانية تاجر:
إهتز الرأي العام في مدينة "بور سعيد" بجمهورية مصر العربية لانتحار أم عجزت عن سداد الرسوم المدرسية لأبنائها الأربعة فتقدم على الفور أحد التجار إلى مديرية التعليم بشيك بمبلغ "250" ألف جنية مساهمة منه في سداد الرسوم المدرسية لغير القادرين.
ما رأي التجار هنا في يمن الحكمة اللذين كل هم معظمهم صعود الدولار لمزيد من ابتزاز مواطنينا الذين لا حول لهم ولا قوة أمام جبروتهم؟!.
* الاغتيال:
في لحظات معينة.. يشعر المرء أنه يغتال للمرة الألف .. هو شعور ينتاب المرء فجأة، لذلك تراوده الرغبة أن يسطره على بعض الصفحات.. إنه تعبير عن المرارة التي ما أنفك الإنسان عن التعبير عنها في أحلك الظروف وأقساها.. إنها الظروف المرة التي يجد الإنسان يغتال مرتين في اليوم الواحد!!.. من قبل "أخ" أو "صديق" أو "زميل" أو "تلميذ"..إلخ.
إن تعبير الاغتيال يأخذ أكثر من معنى وأكثر من بعد، لكنه في الأخير يأخذ معنى "التداعي" الذي يشعر الإنسان في لحظة من اللحظات الزمن.. إنه لابد أن يبوح بما داخله.. سيما عندما يقترب بنوع من أنواع المرارة.
في لحظة كهذه شعرت أنني لابد أن أتحدث مع نفسي بصوت مسموع.. ليس لأني راغب باستجداء الشفقة أو الرحمة من أحد بل العكس ـ لأنني طوال حياتي التي أعرفها ـ أعرف نفسي قوياً صادقاً ومتماسكاً في مختلف مراحل العمر الذي مضى.. لكن؟ وآه من لكن؟.. فما مضى قد مضى ولم يتبق من العمر إلا القليل لكنه القليل الأجمل.
إن جماله أنصع مما يعتقد البعض.. إنه الذكرى والمعرفة رغم اختلاطه مع الأحزان المزمنة.
أن يغتال المرء "مرتين" في اليوم فتلك مشكلة.. لكن أن يغتال ألف مرة فتلك مشكلة المشاكل!!.. وفي لحظة من لحظات الزمن يشعر المرء أنه لابد أن يعبر عما في داخله.. أن يعبر عما يجيش في النفس من بؤس ومرارة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد