كان الأمل في الأشقاء بأن يحترموا عقول إخوانهم الثوار في اليمن، لأنهم النخبة التي تثمل كل فئات الشعب اليمني الباسل، وليسو أغبياء حتى تنطلي عليهم مثل تلك المبادرات الهزيلة، التي تمكن الحاكم من رقاب الشعب.
فإذا كانت إسرائيل والغرب الكافر يتلاعب بألفاظ الاتفاقيات والمبادرات المبرمة بين العرب واليهود، بما يتناسب مع مصالح اليهود، فإن اليمنيين يدركون الفرق بين الألفاظ ولن ينطلي عليهم ما ينطلي على حكام الأنظمة العربية من خدع لفظية أو إغراءات وهمية، لأنهم وحدوا رسالتهم على اختلاف رؤاهم ومفكريهم ولن يرضوا الدنية، ولن يتنازلوا عن حقوقهم حتى ولو وقف العالم بأسره ضدهم، لأنهم أصحاب حق وصاحب الحق أقوى بعون الله.
أما إخواننا في مجلس التعاون الخليجي، فكان الأجدر بهم أن يفعٌلوا المبادرة التي صيغت على أساس التنحي مع عدم الملاحقة والمحاكمة مع أنها أيضاً مرفوضة، لأنها حق أولياء الدم الشرعيين الذي لا يسقط إلا بعفوهم وحدهم، إلا أنها لا تستهبل الشعب اليمني ولا تحط من قدراته الذهنية والمطلبية.
أما المبادرة الأخيرة، فقد جاءت مخيبة لآمال الشباب الثائر، الذي كان يظن في أشقائه بأنهم يحملون همومه ولن يخذلوه كونهم الأكثر دراية بسلوكيات الرئيس/ صالح من غيرهم, وكما أنها مصادرة لجهودهم وتضييع لدمائهم التي أريقت في سبيل إعلاء كلمة الحق والعدل, والحق والعدل أن يتنحي الرئيس صالح عن منصب رئيس الجمهورية وكل المناصب العسكرية والمدنية الأخرى, ويحاسب عن دماء الشعب وأمواله, وليس من العدل أن يبقى رئيساً فعلياً ونائبه رئيساً فخرياً ويدير هو الأمور الفعلية ونائبه للخطابات الإعلامية والشعب يصفق والدماء تضيع والقضية ترحٌل وتنسى والأمة تموت وتفني.
سلام سالم أبوجاهل
مبادرة.. أم مصادرة؟! 1906