;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

الرحيل.. الرحيل 1497

2011-04-13 09:11:56


بعد "30" عاماً من وفاة الرسول محمد بن عبدالله [صلى الله عليه وسلم] استعاد بنو أمية سلطتهم وخلف معاوية بن أبي سفيان أباه في قيادة قريش، مدعياً خلافة المسلمين بعد نبيهم وخلفائه الراشدين، مؤسساً الدولة الأموية كأول دولة في الإسلام تقوم على العصبية والتوريث.
ووجد الإسلام نفسه غريباً في فترة وجيزة ليس له من مدافع أو نصير سوى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الذي عزف عن الرئاسة والخلافة، ثم لما وجد الحال كما ذكرنا رفض أن يفوز الذين عادوا الإسلام ورفضوا الدعوة في أولها بما كسبه المسلمون من الله ومن قتالهم وجهادهم في سبيله وفي سبيل إعلاء كلمته في الحق والعدل.. والتف حول الإمام علي خيرة صحابة رسول الله وتابعيه، غير أن الغلبة كانت للسلطة الدنيوية التي أسس بها معاوية دولة لا علاقة لها بروح الإسلام وما جاء به، وإنما كما يقول بعض المؤرخين وتشبهاً بالقياصرة والأكاسرة غير أن الدعوة والتغيير والعدل والحق لم تنته باغتيال الإمام ولا بتأسيس دولة معاوية دولة بني أمية، امتدت سراً في الأمصار المترامية وكان بعض نتاجاتها تأسيس الدولة العباسية في بغداد والفاطمية في مصر والزيدية والمهدوية في اليمن.
 ووجدت في التاريخ وفي المساحة الكبيرة التي انتشر فيها الإسلام فرق في مختلف الاتجاهات والتيارات السياسية التي كانت تعمل من أجل قيام دولة العدل والحق.
فهناك القرامطة والزنج بعد الخوارج والجعفرية والإسماعيلية والزيدية وغيرها من الفرق الإسلامية التي أخذت بمذهب التقية تجنباً لبطش الدولة الرسمية والتزاماً بما تعتقده الدين الصحيح، ومن هذه الفرق خرجت أهم كتب التراث العربي الإسلامي وأبرز الكتاب والمؤرخين والمؤلفين وأشهر الفقهاء والدعاة ولم تقدم الدولة الرسمية "الأموية-العباسية" شيئاً للفكر والثقافة الإسلامية وانشغلت بأمور دنيوية أبعد ما تكون عن الدين وعن الناس البسطاء والمظلومين الذين جاء الإسلام لتحريرهم والإعلاء من آدميتهم.
أخذ ماوية بن أبي سفيان إبان خلافة عمر بن الخطاب على هذا الخليفة الراشد أنه كان يلبس ثوباً مرقعاً ويجري بعد جمل شرد من إبل الصدقة وهو الخليفة الذي يحكم الجزيرة والعراق والشام، وكانت هذه الانتقادات أهم ما روجها معاوية ضد الخلافة الإسلامية الراشدة وضد التواضع والروح المتقشفة التي جاء بها الإسلام.
واليوم تقف الدول الرسمية "ومنها سلطة اليمن"ضد كل معارضة باعتبارها تدعو إلى الحق والعدل والتغيير وعدم نهب المال العام وتجويع عامة الناس والتبادل السلمي للسلطة وعدم التوريث والتأبيد.
فالمعارضة "وجه جوع" والسلطة هي وجه النعمة والمال السائب والبذخ ما يستتبع ذلك من فساد وظلم، ولعل ما يعتقده المرتبطون بالسلطة أبرز مثال على الضياع والغفلة وفساد السلطة، فما تقوله المعارضة "صحيح" وما تقدمه السلطة "أفضل" أو كما قال بعضهم "الصلاة بعد علي أعظم والغداء مع معاوية أدسم"، لذلك أصبح الرهان على إصلاح السلطة من داخلها من سابع المستحيلات، لأن السلطة وفية لعقلية الحكم التي كان عليها معاوية ومن ذلك مآخذها على المعارضة وترويح أتباعها بالشحة والفقر، الذي يبدو عليه وجه المعارضة.. لذا فما على هذه السلطة سوى الرحيــــــــــــــل.. الرحيــــل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد