شعب عظيم :
أثبت الشعب اليمني انه سيتفوق حتى على روعة وجمال وسلمية الثورة المصرية من خلال أسطورة الثورة التي ترتسم ملامحها يوماً بعد يوم وبطريقة سلمية ستجعل العالم كله ينظر إلى الشعب اليمني من منظور آخر ، لشعب يمتلك اكبر مخزون أسلحة شخصية ولكنه لا يستخدمه من اجل إثارة الفوضى ، ولا من اجل الانقلاب على الحكم ، وأيضاً ليس من اجل قتل المواطن لأخيه مهما اختلفت الرؤى لكل طرف، فهذا مؤيد وهذا معارض ، وان كانت بعض الأحداث التي حاول النظام اختلاقها من اجل تفجير الوضع بين المواطنين وبين الإخوان وبين أبناء الوطن الواحد ولكن فشل فشلاً ذريعاً ولم يعد يسمع حتى كلام العقل
دعوة خليجية صادقة:
بالأمس وجّه مجلس التعاون الخليجي دعوة صادقة للرئيس بالتنحي وتسليم المهام لنائبه ووفروا علينا عناء البحث عن أمينه ، ولعل الجميع سمع بهذه المبادرة والتي سيمتهن النظام طريقة شيخ الجعاشن في التعامل مع التشريد والترحيل واغتصاب الأراضي والأملاك في الجعاشن وتطنيش كل دعوة لحلها سلماً، بل ووصل الأمر به لتحدي كل اللجان التي كانت تنوي أن تقوم بالتحري فقط التحري يا عالم ، ولأن الشيخ من أصحاب الرئيس ومن أصدقائه فبالتأكيد يملك صك الغفران لكل ما اقترفته يداه ، ولا يزال يعبث وينهب.
إعلان توبة:
جاءني أحدهم ليقول كيف تدخل ساحة التغيير وأنت كتبت يوماً من الأيام ديوان شعر ألفية المجد والشموخ ، وكان من الأولى بك أن تعلن استقالتك وبعدها تعال لتصبح من شباب الثورة ، فهل يعقل هذا يا أخوان ؟ لم اخفي أنني يوماً من الأيام كنت من محبي الرئيس ، ولم أنكر يوماً من الأيام بعض المنجزات التي شهد لها التأريخ ، وقد جسدت هذا الإعجاب بديوان ألفية المجد والشموخ، ولقد أصابتني لعنات عديدة ، منها لعنة البطالة ، ولعنة القهر ، ولعنة الفقر ، ولعنة الحاجة ، ولعنة المقت والكراهية من بعض المعارضين في حينها ولعنة من كانوا محبين له وأصبحوا معارضين ، ولعنة الدجل والنفاق والتي وصمني الكثير بها ، والحمد لله أنني لم اعتذر بعد رحيله ، بل اعترفت قبل أكثر من عام ، أن اكبر خطأ لي كان في حياتي هو ديوان ألفية المجد والشموخ ، ولربما سيظل ملازماً لي طوال حياتي وبعد مماتي ، ولن ينسى البعض كل ما نفعل وكل ما نتحمل وكل ما نحاول أن نقدم لهذا الوطن الذي يحترق يوماً عن يوم، وها أنا ذا أتحمل كل عواقب هذا الحب الذي كان يوما من الأيام زائفا ، أو لربما أن حب الكراسي هو ما جعل الكثير من زعماء العرب يفقدون ما حاولوا أن يصنعوه من انجازاتهم خلال عقود من الزمان لتنهار في لحظات ، ويصبحوا رموزا للقتل والفساد والذل والبلطجة ، وليتني كنت ابحث عن غرض شخصي ، فقد لاحت لي الكثير من الفرص حينها وأقسمت على نفسي عهداً أني لن استخدمه كوسيلة ، والآن ادفع الثمن حين يأتي اصغر أحمق لا يعني شيئاً للكثير من الأغبياء والجهلة وفوق هذا يقول كيف أني لم أعلن التوبة؟؟
رؤيتي لما بعد الثورة:
في مصر في مثل هذه الأحداث والتي كانت تبشر بقرب نجاح ثورة شباب مصر ، تنبه الجميع إلى نقطة هامة وهي تشكيل لجان تطوعية من الشباب وتقسيمها لتقوم بواجب الحفاظ على الممتلكات إلى جانب الأمن والجيش والذي عادة ما يكون له مقدرة وحدود معينة ويحتاج إلى تعاون الشعب ، فكان تقسيم العديد من الشباب إلى مجموعات وكلها تطوعية ومنها مجموعة قامت برفع كل مخلفات الاعتصامات وبلطجة النظام الراحل ، ومجموعة مهمتها الحفاظ على الممتلكات العامة من مباني حكومية ومجموعة مهمتها الحفاظ على الممتلكات الشخصية ومجموعات التوعية والتسامح بين المواطنين ومجموعات متعددة بالاسم فقط ولكن كلها تصب لمصلحة الوطن ولتكمل لوحة الثورة العظيمة التي جعلتها أسطورة القرن الواحد والعشرين ، وهنا تجد في ساحة التغيير بأمانة العاصمة العديد من الائتلافات، قلما تجده في ساحات أخرى، ولكن ما رأيكم لو تغيرت تسمية الائتلافات المذكورة وتم توزيعها باسم لجان ما بعد الثورة وخوفاً من أن يقوم بعض القلة ممن لا يخافون على ممتلكات الوطن ويعتبرونها أنفال حروب ، ولأنني متأكد وواثق تمام الثقة أن اغلب المؤيدين الآن سيكونون أكثر أماناَ وحرصاً على ممتلكات الجميع ولا اعتقد أن حب الوطن لديهم يتمثل في حب علي عبدالله صالح فقط ، وإنما هو حب الوطن ومن اجل الوطن وقد عرفت الكثير منهم بدأ يتقبل فكرة تنحي الرئيس ومرحبا بأي رئيس وأهلا باليمن الجديد ، وأهلاً بجيل الثورة.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
شعب عظيم ووطن يحترق 1999