ما يجري في اليمن الشقيق من مواجهات دامية بين أبناء الشعب الواحد واضطرابات لا تسعد أي إنسان، وبخاصة العرب والمسلمين، وبخاصة أبناء المملكة والخليج؛ فاليمن تربطه بالسعودية وبالخليج العربي وشائج قربى وتداخل تجعل من اليمن جزءاً من إقليم الخليج والجزيرة العربية، كما أنه عُمْق استراتيجي لأمن المنطقة؛ فأمنه ومصيره يهمان ويؤثران كثيراً فيما يحدث في كل مدنها ومناطقها؛ ولهذا جاء تحرك مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإن تأخر كثيراً؛ فاليمنيون يثقون كثيراً بالسعوديين والخليجيين لمد اليد لهم للخروج من محنتهم الحالية؛ لأنهم واثقون جداً بأن السعوديين والخليجيين ليس لهم مصلحة في اقتتال اليمنيين، بل إن مصلحتهم في أن يبقى اليمن موحَّداً مستقراً خالياً من القلاقل، وليس ساحة لتصفية حسابات الآخرين الذين يريدون استلاب قرار المنطقة المستقل، وأن يؤسسوا لهم نفوذاً يكفل لهم نهب ثرواتها.
الرئيس والحكومة والمعارضة والشباب المعتصم بساحات الاحتجاج والعلماء وكل أهل اليمن رحبوا بوساطة دول مجلس التعاون؛ لأنهم متيقنون بأنه إنْ كان هناك حلٌ فسوف يأتي من الرياض؛ حيث تلتئم الأطراف المختلفة اليمنية مع الوسطاء الخليجيين، وتمتزج الحكمة اليمنية المشهود لها، التي نوه بها الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، بحكمة وحرص قادة الخليج العربي الذين لا يريدون إلا الخير والاستقرار لليمن خاصرة الخليج العربي وعمقه الاستراتيجي؛ إذ إن بقاء الأوضاع المتردية الحالية في اليمن ستنحدر به للأسوأ إنْ لم يتم إصلاح الأوضاع وإعادة اللحمة لأبناء الوطن الواحد وتنقية النفوس مما علق بها من أثر التدخلات الخارجية التي لا تريد الخير لليمن وللمنطقة جميعاً؛ ولهذا فإن الاستجابة السريعة من كل اليمين، المعارضة والحكومة والشباب والعلماء والمشايخ، للوساطة الخليجية تُعدُّ مؤشر خير نبتهل إلى الله جميعاً أن تقود إلى حل يسعد أهل اليمن جميعاً ويسعدنا كثيراً بوصفنا أشقاء لهم وأهلاً نشاطرهم الألم، وسنشاطرهم الفرحة بعد أن يخرجوا من الرياض متفاهمين متحابين، وليس هذا على الله بعسير.
نقلاً عن الجزيرة السعودية
رأي الجزيرة
الحكمة اليمنية تمتزج بالحرص الخليجي في الرياض 1722