منذ أن اندلعت التظاهرات الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس، ورحيل نظامه ورحيل محسوبيته ورحيل حاشيته ، لم يصدر أي موقف أو بيان أميركي صريح وواضح ومؤيد لتطلعات وخيارات الشعب وهذا ما جعلنا نتساءل لماذا لم تطالب الإدارة الأمريكية من الرئيس إن يرحل مثلما عملت مع مصر وطالبت من الرئيس المخلوع حسني مبارك أن يرحل ووقفت مع تطلعات الشعب المصري؟
فمن الواضح أن مواقف الإدارة الأمريكية تجاه ما يحدث في بلادنا ضعيف وضعيف للغاية, ففي البداية أكدت على الحوار الذي تشارك فيه جميع الأطراف السياسية من أجل التوصل إلى اتفاق أو حل سياسي، بعد ذلك نددت وأدانت قمع المظاهرات و الاعتصامات وسقوط القتلى والجرحى في ساحات التغيير في جميع أنحاء البلاد، من ثم أعادت التأكيد على الاهتمام بالوحدة والأمن والاستقرار و الديمقراطية.
في بينما كانت الولايات المتحدة تركز بحماس وبقوة في أي تفاصيل قد يحدثه المشهد الداخلي وعلى أكثر من صعيد، من ضمنها السعي في التوصل إلى اتفاقات سياسية بين الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك والتي لم يتقيد بها احد.
فقد تقدم السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فيرستاين الذي يتدخل في جميع شئون الوطن الداخلية والذي فيما لم يخول له ذلك ـ بعدد من المواقف في شأن البلاد من خلال اجتماعاته بالصحفيين, ومناقشة الأزمات التي تمر بها بلادنا ودعوة السلطة وأحزاب اللقاء المشترك إلى الحوار بصورة مستمرة، كان أخر ما قاله جيرالد فيرستاين حين التقى بسلطان البركاني القيادي في المؤتمر الحاكم ـ قال إن أمريكا تتمنى إيجاد حلول سياسية للأزمات التي تمر بها البلاد مما يمكنها في مواجهة التحديات الاقتصادية وأكد بصورة خاصة انه يتطلع بالدور الكبير للمؤتمر الشعبي العام في المستقبل , وهذه دلالات تحمل الغموض والالتباس الكامل لموقف البيت الأبيض تجاه ما يجري في ارض السعيدة.
الجميع يعرف ما مدى أهمية بلادنا بالنسبة للولايات المتحدة وذلك في تعاونها في مكافحة الإرهاب ( في شبه الجزيرة العربية), فهي تعد احد الشركاء الأساسيين في حرب القاعدة ,حيث أن الولايات المتحدة تعتقد أن اخطر فرع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو متواجد هنا , وأنا أؤكد أن هذه النقطة على وجه الخصوص هي سبب تعدد المواقف الأمريكية حول الأزمة الراهنة وتطوراتها,وضعف الموقف الأمريكي حول خيارات الثورة وخيارات الشعب وتطلعات المواطنين.
حيث أن إدارة اوباما تخشى من أن تفقد حليفاً حميماً لها في محاربة الإرهاب مثل الرئيس الذي عمل جاهدا على التعاون المستمر مع الولايات المتحدة في الحرب ضد القاعدة والتي يتلقى منها ملايين الدولارات والمعدات العسكرية، التي نخشى ونخشى ونخشى أن يتم تحويلها واستخدامها ضد المتظاهرين العزل في عموم محافظات الجمهورية الذين خرجو بصدور عارية للمطالبة بحقوقهم التي كفلها لهم الشرع والقانون الدولي.
فعلى الرغم من أن القيم الأمريكية تتصف بالحرية والديمقراطية إلا أن موقفها إزاء ما يجري في أرضنا بدا غامضاً وذلك لتخوفها من تنظيم القاعدة وتخوفها من خسران الحليف الحميم وتخوفها من خسران اولاد الرئيس وأولاد اخيه الذين يديرو ن وحدات مكافحة الارهاب في البلاد.
وما يزيد السيد الرئيس إصراراً على عدم التنحي هو الموقف الأمريكي، حيث أن الرئيس لا يريد أن يخسر ملايين الدولارات يتسلمها من الولايات المتحدة الأمريكية لوحدات مكافحة الإرهاب التي يديرها أبناءه وأبناء أخيه من جهة ويحس أن الغرب يقف بصفه من جهة أخرى.
حيث أن هناك ثلاث ركائز تتوقف على الإطاحة بالرئيس أولها القبائل وثانيها الجيش وثالثها الغرب، فإذا اختل احد هذه الركائز فإن نظامه معرض للخطر , فقد شهدنا انشقاقاً في أوساط الجيش وفي أوساط زعماء القبائل، بقي معانا موقف الغرب , إذا تخلى عنه الغرب، فأنتظر بيان التنحي.
hashem8020 @hotmail.com
هاشم خالد الطرماح
موقف أوباما من تطلعات اليمنيين 1853