ـ أيها الكرسي ما هي كلمتك في رياح الثورة التي هبت مؤخراً على الوطن العربي؟!
ـ إذا تأخرت الشعوب أكثر كانت الكراسي عازمة بالفعل على تشكيل مجالس الثورة لتحرير الكراسي.
ـ يعني الكراسي مظلومة أكثر من الشعوب؟!
ـ بالفعل نحن لا نملك حق الاعتراض، أما أنتم خرجتم مظاهرات وتجمعتم في ساحات التغيير بمعني إخرجتم الكبت الذي داخلكم، أما نحن فلا نستطيع ذلك؟!
ـ لماذا لا تستطيون؟!
ـ لأن الحاكم جالس أربعة وعشرين ساعة ولا يقوم حتى دقيقة فتخيل الضغط والثقل الذي علينا كيف نتحرك!
ـ أيها الكرسي هل تعتقد أن الثورات هذه صناعة عربية بحثة، أم أن هناك أيادي أمريكية أو إسرائيلية تقف وراء ذلك؟!
ـ مش فاهم هذا الكلام؟!
ـ يعني رياح الديمقراطية التي هبت بسرعة هي ثمن قيام الدولة الفلسطينية بجوار الدولة الإسرائيلية مثلما يعتقد البعض؟ّ!
ـ ما أعتقد لأن هناك كراسي سقطت كانت صمام الأمان للوجود الإسرائيلي في المنطقة وهناك كراسي أخرى عميلة لأمريكا في طريقها نحو السقوط.
ـ ما رأيك فيما قاله الحاكم عن تقسيم البلاد إذا رحل فلذلك هو متمسك بالبقاء؟!
ـ أنا كرسي جماد لكني طوال هذه السنين لم أشعر بالوحدة إلا يوم مانزل الشعب للساحة..
ـ لأنك الأقرب للحاكم ما رأيه في ثورة الشباب؟!
ـ مرة سمعته يقول: هذه هي الديمقراطية الحقيقة وهي إحدى منجزاته العظيمة للوطن وهو مؤمن بفكرة الرأي والرأي الآخر.
ـ يعني أيش؟!
ـ يعني في ناس بيخرجوا للتأييد أيضاً.
ـ يدخل الحاكم فيس بوك؟!
ـ عنده صفحة أضاف فيها القذافي مؤخراً.
ـ يعني مش بيرحل؟!
ـ لأنه حريص على وحدة الوطن.
ـ تدافع عنه وأنت أشد المظلومين والمقهورين؟!
ـ "أنا فهمتكم فهمت الحاكم وفهمت المحكوم، بس أنتم ما فهمتم الكرسي".
ـ طيب كلمة أخيرة تحب تقولها للشعوب عشان تفهمك؟َ!
ـ أصمدوا في ميادينكم ولا تعودوا للبيوت أرجوكم أنقذوا الكراسي من الحكام.
ـ ما هي رؤيتك لما بعد الثورة؟!.
ـ أتمنى أن يدعو الرئيس القادم ويقف لمرة واحدة حتى أجدد حيويتي وأستعيد نشاطي أو أن يكتبوا في الدستور الجديد مادة تمنع جلوس الحاكم على الكرسي وأن يحكم بلاده وافقاً.. صدقوني من جلس ما عاد يقوم إلا بساحة التغيير.
شيماء صالح باسيد
حوار مع الكرسي 1628