في الوقت الذي تتناقل فيه وسائل الإعلام العربية و الأجنبية الأحداث الجارية حالياً بكل اهتمام ومصداقية وخاصة الجريمة الشنعاء التي حدثت في ساحة التغيير في صنعاء بعد صلاة الجمعة مباشرة والتي أسفرت عن مقتل "47" شخصاً، وبدلاً أن يأخذ هذا الاعتداء السافر وهذه الجريمة النكراء التي اهتزت لها كل الضمائر الحية من مختلف طوائف اليمن وعلى مستوى العالم العربي والعالم أجمع كافة نصيبها في أعلامنا المحلي (تلفزيون اليمن) نجد هذه القناة في نفس وقت حصول الجريمة وبعده تبحر في عالم غير العالم وكأن هذه الأحداث الجارية لم تحدث في اليمن ولا في أي مكان آخر في العالم، وبدلاً من ذلك تقوم بعرض مقابلات، الهدف منها التحريض ضد المعتصمين السلميين وكأنها تبرر ما حدث.
وبدلاً من أن يسّخر الأعلام الرسمي في خدمة الشعب ونقل اهتماماته والقضايا التي تشغله مما من شأنه تحسين أوضاعه وإيصال همومه إلى الجهات المعنية وتناول كل القضايا بموضوعية وعدم انحياز لأي طرف نجده يسخر في خدمة النظام ولا يذكر سلبيات وإيجابيات كل طرف بمصداقية وشفافية.
وكان الأجدر بقناة "اليمن" أخذ العبرة والعضة بقنوات الأنظمة التي سقطت والتي كانت تسخر في خدمة النظام لا الشعب، مما أدى إلى إثارة حنق الشعوب ضد هذه القنوات ورأينا ما حصل لمبنى التلفزيون المصري حينما حاصر الثوار المبني لأيام عدة وكيف تغير منطق التلفزيون المصري الرسمي "360" درجة، ليظهر بعد سقوط النظام بثوب مختلف تماماً عما كان في السابق لأنه في الأخير لا يصح إلا الصحيح وحبل الكذب قصير.
أرجو من التلفزيون "قناة اليمن" وكل القنوات الأخرى سواءً كانت مؤيدة للنظام أو المعارضة التفكير ملياً ومناقشة الأمور والقضايا بكل مصداقية وشفافية واحذوا نفس النهج الصحيح التي تحذوه قناة "السعيدة" التي تعمل وبكل حياده في كل برامجها ولذا فقد حازت على اهتمام كل طبقات الشعب وأصبحت القناة الأكثر متابعة لكل اليمنيين داخل وخارج اليمن، فالفضاء الإعلامي الآن مفتوح على مصراعيه بكل وسائلة المقروءة والمرئية ولا يستطيع أحد حجب قرص الشمس فالحقيقة ظاهرة ولو بعد حين والحق ظاهر والباطل زاهق.
محمد محفوظ سليم
يا تلفزيون اليمن ما هكذا تورد الإبل 1663