هناك مخطط إرهابي يتم تنفيذه منذ أكثر من عشرين عاما للاستيلاء على الحكم في البحرين بالقوة وإعلان جمهورية إسلامية شيعية المذهب تتبع إيران وتأتمر بأمرها وتدين لها بالولاء التام. هذا ما أعلنته الجهات المسئولة في البحرين قبل أيام ووعدت يوم أمس الأول على لسان المتحدثة الرسمية باسم هيئة شئون الإعلام بإعلان المزيد من التفاصيل قريبا حول ذلك المخطط. إلى هنا ولا شيء جديدا في الأمر إذ من المعروف والمتوقع أن هناك مخططات عديدة وليس مخططا واحدا للاستيلاء على كامل دول الخليج العربي وليس البحرين فحسب وإلحاقها سياسيا وعقائديا بإيران لتحقيق حلم تحويل الخليج كله إلى بحيرة فارسية خالصة والانطلاق منها إلى الاستيلاء على كامل الجزيرة العربية بما فيها اليمن ومكة المكرمة والمدينة المنورة لتصبح كلها تحت السيطرة الشيعية الإيرانية، لكن السؤال الذي نريد إجابة عنه هنا كشعب بحريني وكشعوب خليجية مستهدفة: ماذا فعلت حكومات دولنا وماذا ستفعل لدحر هذه المخططات وقطع دابر من يقفون وراءها؟! وأين كانت دولنا بكل أجهزتها الاستخباراتية والأمنية طوال تلك السنوات العشرين؟ لماذا ظلت غائبة أو مغيبة عن تنفيذ إجراءات مضادة لإفشال تلك المخططات الإجرامية قبل أن تصل إلى مرحلة التنفيذ؟! ليس المقصود بهذه التساؤلات استثارة حكومات دولنا وتحريضها على البطش بجميع المواطنين الشيعة في بلادنا، فهذا لا يقوله ولا يعتقده عاقل، لأن من الخطأ الجسيم أخذ الجميع بجريرة قلة متطرفة من الشيعة تم التغرير بهم والتلاعب بعقولهم لجعلهم وقودا يتم حرقه في معارك مفتعلة مع الأنظمة الحاكمة في بلدانهم لإدخالها في أتون حرب طائفية تقضي على الأخضر واليابس لتسقط لقمة سائغة في أيدي عدوها، وليت عدوها هذا مستعمر صليبي أو صهيوني إذاً لما أثار ذلك استغرابنا واستياءنا لأن هذا ديدن الصليبيين والصهاينة، لكن المصيبة الكبرى هي أن العدو دولة جارة تعاملت معنا طوال ثلاثين عاما من عمر ثورتها (الإسلامية) بالتقية السياسية والدينية القبيحة التي هي في حقيقتها منتهى الكذب والنفاق والغدر بدول مسالمة تنشد حسن الجوار وتفتح أبوابها على مصاريعها للإيرانيين عمالا وزوارا وتجارا وتفتح أسواقها بلا قيود لبضائعهم، بل وتمنحهم جنسياتها إذا استوفوا مدة الإقامة القانونية التي تؤهلهم للحصول عليها وتجعلهم مواطنين فيها بغض النظر عن مذاهبهم أو دياناتهم. إننا نحتاج اليوم إلى منع التحريض على أي فرد أو جماعة أو طائفة في البحرين، سواء عبر وسائل الإعلام أو منابر الخطابة أو الجمعيات الأهلية والسياسية أو غيرها، وترك المجال كاملا للدولة بأجهزتها الأمنية للتعامل مع ما بين أيديها من معلومات وأدلة تكشف خيوط المخططات المدبرة لبلادنا، كما نحتاج إلى تشديد مطالباتنا بمعاقبة كل من يثبت تورطهم في تلك المخططات الإجرامية عقابا صارما لا يتبعه أي عفو أو تسامح مهما كانت الأسباب، وشن حملات تفتيشية مكثفة لا تترك شبرا في البحرين من دون تفتيشه لضبط ومصادرة أي نوع من أنواع الأسلحة الممنوعة قانونا وذلك لنضمن أمننا كمواطنين وأمن المقيمين وزوار البلاد، ونحتاج أيضا إلى بسط سلطة القانون واستعادة هيبته بين الناس عبر تغليظ العقوبات على الجرائم والجنح إلى الحد الذي يجعلها رادعة للجناة ومنصفة للضحايا وذويهم.
salah_fouad@hotmail.com
* عن اخبار الخليج البحرينية
صلاح فؤاد عبيد
هذا ما نحتاجه الآن 1652