;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

هستيريا ما قبل السقوط 1493

2011-03-26 06:13:03


هستيريا.. جنون عظمة وعدائية ضد الشعب.. ضد الآخر.. احتكار كل شيء للحاكم.. وظيفة ومالاً عاماً.. إعلاماً رسمياً.. وإلغاء كل شيء للمعارضة.. حقوقاً مشروعة.. ملعباً انتخابياً متكافئ التقسيم.. ندي الفرص.
ما الذي يخشاه الحاكم.. وبين أصابعه تستقر مفاتيح ثروات وخيرات وأمن البلاد؟.
إذن ما الذي يحيل أداء الحاكم أو الحكم... إلى حركة منفلتة خارج سلطة العقل.. كفيل هائج في معرض زجاج وخزف.. يحطم ما حوله ليمضي بالبلاد في خط توسيع دائرة الحطام وتطهير صورة حاضر وقادم الخراب.
الحاكم لا يرى أن البساط وإن كان وهما من شغل يد البطانة الفاسدة، يحسب من تحت قوائم كرسي سلطته.. وإن شحن وعيه بالألوهية السياسية.. وقصص الإجماع الوطني..والزعامة الكارزمية المتجاوزة.. قد بهتت وتصدعت.. ولم تبق في ذهن صاحبها سوى مرارة الذكرى الكذوبة ووهم السراب.. لم يبق له سواى أضحوكة: لا زعيم إلا الزعيم.. لا رئيس إلا أنت.. في بلاد العقم وشحة الرجال..
على الحاكم.. أن يستدير من حوله دورة كاملة.. أن يلتفت إلى كل هذه الالاف البشرية المتفقة باتجاه ساحات التغيير والحرية في معظم محافظات الجمهورية.. عليه أن يكسر دائرته الطباشيرية.. أن يتجاوزها ـ إن أراد ـ لا عناء ـ ليرى أن غدو مستقبل البلاد.. يتسرب من بين أصابع قبضتيه.. وإن اليمن تفك عن معصميها.. قيود الإنشداد إلى مربع الاستبداد وفواجع سلطة الفرد/ نقيض الحرية عدو ودولة النظام والقانون والمؤسسات.. على الحاكم الإصغاء جيداً لهدير وحركة التحول والتغيير.. عليه التعاطي بواقعية وعقلانية إن كان يملك عقلاً مع توق شعبي ملاييني.. ينشد تجديد حيوية أحلامه.. حقه في وطن قانون.. يلوذ إليه.. يحميه من سيادة سلطة الفوضى.. من ذراع الفساد وأيدي مراكزها الطولى النافذة.
على الحاكم أن يكف عن فرش الأرض ورداً من حول.. وليس من تحت أشواك أقدام الفقراء الحفاة.. عليه أن لا يمن على الناس بطريق، بأطلال مشفى وجدران مدرسة، هي كل حاصل نهب الثروة.. طوال عقود ثلاثة وأكثر، فليس من العقل مجاراة إجابة الملكة "اليزابيت"، وهي تسأل عن وظيفة زوجها "الأمير فيليب" فتجيب: أنه زوج الملكة وكفى!!. وليس من العقل أن يغدو تنفيذ حفنة مشاريع نفاية.. في عهد رئيس البلاد.. فرادة خارقة.. تستوجب صمت الشعب والمعارضة والاقتناع بل الانخداع بمثل هكذا حفنة أو فئات من مشاريع "دهفة".. "سفاري" أو حسنة ومكرمة أو بالوعود المعسولة بالفذلكة والفهلوة.. والمبادرات الآنية "السمجة" وغيرها من "المهدئات" ومعها استمرار الحاكم وبقاءه سنوات أخرى.. وتنتهي برئيس مدى الحياة.. زعيماً لما بعد الممات..
ومجمل تهجمات الحاكم .. وهو يستذكر مشاريع حكمه الضامرة البائسة المبعثرة.. تثير لدى الناس ذات السؤال: عن عمل الرئيس، عن وظيفته طوال الـ33 عاماً.. سؤال لن يفضي إلا إلى استيلاد المزيد من الأسئلة.. وتقود بدورها إلى تتبع مسارات نهب الثروات.. وتصريف يريايونات المال العام..والاستحواذ عليها.. من قبل تراكيبة "الحاكم" الحلقية العصابية المتنفذة.
اللافت أن مهرجان الحاكم "الاراجوزية" "البهلوانية" مدفوعة الثمن.. شراء الولاءات.. لن تعفيه من مساءلة طوابير البطالة والفقر.. وعوائل متوسطي وعديمي الدخول.. منكوبي تردي الخدمات، قتلى وجرحى ميزانيات التسليح والقمع الداخلي، وجرائمه البشعة التي تعرضت لها أغلب محافظات الجمهورية مروراً بالحروب العبثية ضد الشعب في الجنوب عام 1994م وما بعدها وحروب صعدة الستة وحروبه ضد مواطني العديد من المحافظات اليمنية. تحت يافطة مكافحة ما بات يسمى بالإرهاب الدولي وتوجيه نيران أسلحته نحو صدور الأبرياء العزل عندما أخطأت نيران أسلحته هذه وجهتها لأوطان والرموز الموسومة بالإرهاب واتجهت صوب المدن المأهولة بالسكان التي خلفت الدمار وحولت مدنها وقراها إلى أطلال وعشرات الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ كما حدث في مأرب والجوف وشبوة وصنعاء وأبين، وانتهاء بما ارتكبته الأجهزة الأمنية والجيش وبلاطجة الحزب الحاكم في الوقت الحاضر من انتهاكات صارخة وقتل بدم بارد للمعتصمين المحتجين في شوارع وساحات التغيير والحرية في معظم محافظات الجمهورية والتي كانت أكثر بشاعة ودموية، مجزرة يوم الجمعة الدامي في ساحة التغيير بصنعاء.
كيلو مترات الإسفلت.. المشدودة بخدمة حمل التخوين والتهديد لن تعيد ضحايا "33" من سياسات القمع وسفك الدماء، وحروب التتويج والتجويع.. أن تعيد هم ثانية إلى الحياة.
إن أبناء الشعب وفي مقدمتهم الشباب وقود ثورة التغيير وزيت شعلتها.. هم اليوم أنضج فهماً، أقوى مراساً، أصلب عزماً وإرادة.. ولأنهم كذلك فهم الأقدر بثورتهم الشعبية السلمية المباركة.. على تسريع أفول سلطة الفرد الواحد الأحد.. والتوريث والتأييد.. تسريع بزوغ فجر الدولة المدنية العادلة.. ولهذا الحلم لاستعادة آدمية شعب.. وكرامة وطن.. لهذا الحق المشروع.. غداً ننتصر.

Alhaimdi@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد