;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

هكذا تقرأ السلطة ثورة الشعب السلمية 1670

2011-03-19 02:53:42


في مناخ يجتر الماضي الحربي غير المشرف لنظام الحكم.. لوحت المراجع العليا النافذة ـ ومازالت ـ عبر منابرها الإعلامية وقياداتها.. بترسانات أسلحتها الحربية الفتاكة ضد الداخل، الصدئة في مواجهة تحديات الخارج، لوحت بأسلحتها في وجه الفعل المعارض وممارسة الترهيب والضغوط والابتزاز، للتأثير الفج على القراءات التحليلية، لواقع سياسي غير سوي مأزوم ومضطرب وفاسد، واقع كارثي رشح من مطابخ الحكم ودوائر صناعة القرار بحلقاته الضيقة، ورموزه المهووسة بوهم احتكار الحقيقة واستحضار كل مكنونات ورواسب الاستئثار بالحكم.
وهستيريا كتلك إنما تقف على حوامل من ثقافة العنف، وإدارة البلاد عبر صناعة الخصوم، وتحضير أجواء الأزمات واستبلاد نتائجها.. وهذه الذهنية الانقضاضية ليست بالنهج الجديد الصادم.. الاستثناء الشاذ.. هي جزء من الطابع العام والخط المتصل لنظام لا يجد خارج نظرية المؤامرة وشماعة الاعداء معنى لوحدته واصطفاف قواه المتخلفة، المتخندقة في "دشم" المواجهات الحربية، في حالة تحفز لسماع صوت النفير، وفي حالة توثب لإخماد أنفاس وأصوات الشعب الساعية إلى التغيير السياسي السلمي، دون عنف أو استخدام الفوهات، و"الأوالي" والغازات السامة وأسنة الرماح، كما يفعل الحكم ممارسة وابتزازاً.
ولم تكن تلك الأعمال والممارسات القمعية والدموية التي قامت وتقوم بها السلطة ضد أبناء هذا الوطن الذين خرجوا يعبروا عن رأيهم ومطالبهم المشروعة التي كفلها الدستور والقانون وكل الشرائع السماوية والنواميس والأعراف الإنسانية.. خارجة عن النص السائد، لثقافة أنتجت هياكلها ورموزها ومؤسساتها الحاكمة من "أضابير" تاريخ متخم بالسلب والنهب والغزو، ثقافة اغتصب مشروعيتها من ساحة الحروب والبطش بالآخر المختلف جغرافية وسياسة ومذهباً.
والحال بهذا القدر من القتامة والاستبداد.. لم يكن غريباً. وإن كان مريعاً.. أن تخرج من شرنقة ثقافة ملطخة بدم الخصوم السياسيين وآمال الشعب، تنظيرات العنف وسفك الدماء، وتوسيع مساحات المقابر والأحزان، كمعادل أو بديل عن مطالب الشعب بالتغيير والإصلاح..
إن سلطة تقوم على اللامشروع وطني.. سلطة كل أرثها.. ومصدر اعتدادها تفريخ أزمات تقود إلى حروب.. وحروب تتناسل ثم لا تلبث أن تشكل حاضنات تخمير لأزمات أخرى متصلة الحلقات، تراكم مصالح عرابيها كأكاليل شوك تنغرز في جسم ولحم الوطن، تطرح أو طرحت بثورها على هيئة تصدعات وشروخ.. وانقسامات رأسية وأفقية أفضت بالبلاد إلى ما هي عليه اليوم من عدم استقرار وانفجار مجتمعي شامل.
وبمثل هكذا ذهنية، يهرب نظام الحكم من استحقاقات وطنية وعالمية، بحثاً عن شماعات وحمالات تلقي عليها الأسباب الحقيقة للفشل، وترمي على خلفيتها مبررات تسويف وإبطاء ممكنات التغيير، وبعثرة دمه بين الحركة أو الثورة الشعبية السياسية "الحكم الفاسد العقيم".
هكذا تحاول السلطة خلط الأوراق، وتصدير أزمتها الداخلية المحكمة التي تمر بها صوب دعاية التغيير واجتثاث النظام من جذوره.. وأحزاب المشترك.. وعدو خارجي وهمي.. وهكذا.. تقرأ السلطة ثورة الشعب السلمية.. خيانة وخطط انقلاب على الشرعية الدستورية!!.
ربما ـ وهذا هو الأرجح ـ إن السلطة بهذا التوصيف إنما تقرأ حال نفسها وراهنها المحتقن الماضي دون التفات.. في فراغ التاريخ والذاكرة شبحاً لا يستحق الحياة.
Alhaimdi@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد