الحاجة لوزارة إعلام:
في التسعينات من القرن الماضي وجد تفكير بشأن الحريات الصحافية، الصحافة الحرة، ووسائل الإعلام الأخرى عامة وأن تعمل باستقلالية، لذلك كانت تبدو فكرة وزارة الإعلام في اليمن لا حاجة لها، وكتبت موضوعاً في صحيفة "الثوري"، وكتابات كثيرة بهذا الصدد من قبل عدد من الزملاء نشرت في الصحافة اليمنية، الملاحظ في الأعوام الأخيرة أن الصحافة هي وحدها التي تواجه المحاكمات والمساءلات القانونية وغير القانونية، وبقية وسائل الإعلام بمنأى عن الرقابة، كثرت القنوات التي تصل "تبث" لليمن من كل العالم تنشر ما تشاء وتبث ما تشاء والصحافة اليمنية هي المتابعة وحدها أمام "القانون" ووزارة الإعلام اليمنية أعطت قبل فترة رأياً يقول: إن عدم وجود وزارت للإعلام في البلدان النامية خاصة غير صحيح ومن الخطأ عدم وجود وزارات للإعلام، تراقب وتنظم تلقي المعلومات من القنوات الفضائية وغيرها.
هذه الأيام ومع كثرت القنوات الفضائية عثها وسمينها، جيدها ورديئها وجد ما يقلق على المتلقين وعلى قدراتهم الفكرية، بالإضافة إلى ما تسببه من إرباك في فهم ما تريد إيصاله إليهم، ويبدو أن كثرتها، أي القنوات وتزايدها لا بد وأن يحدث الكثير من الإرباك في وسائل التوصيل والاتصالات، كل ذلك يحتاج إلى وزارة إعلام تراقب وتنظم، ويكفي الصحافة ما تعانيه من متاعب؟!.
2 ـ طرد الغاز:
قيل إن "نابليون بونابرت" ذهب إلى صحن الأزهر ممتطياً حصاناً فوجد بعض المشتغلين بـ"الفذلكة" اللفظية يلغون، ما إذا حمل أحدهم قربة مليئة بـ"الفساد" أتنقض وضوءه أم لا؟!.
اليوم تهتم استخبارات العولمة واستعمار العقول بالبحث في المسألة ذاتها مع فارق أن "الفساد" في الزمن الراهن يأخذ أهمية أكبر من ذي قبل ويدخل في "مجال" الاهتمام بقضايا الإرهاب ومكافحته.!!.
النظام العالمي الذي طويت صفحته لا يحتاج لتأجير الالاف والعشرات من الالاف وإنفاق بلايين الدولارات على أولئك الذين يفتشون ويحققون في أنواع "الفساد" إلا إذا كانت لديه توجهات لإنتاج أكياس "فساد" بدون "رائجة"، أما البحث في الغازات وطردها فيرجع في الأساس إلى سياسة التجويع والإفقار وإشغال الشعوب الفقيرة وحكوماتها البائسة في ترهات لا معنى لها سوى تسويق سياسة عقيمة لا تجدي شيئاً وتعود بالضرر الأكبر على أصحابها وعلى من أوكل أليهم تنفيذها، ونظرة سريعة إلى ما في السياسات الاستعمارية تنبئ عن الكثير مما يعرفه "المتربول" ولا ينفك يعيد اسطوانته المشروخة التي لا بد وأن تفتت من كثرة الترداد والإعادة.. فعالم اليوم لا يقبل الأزمة "أعزفها ثانية يا سام"!!.
Alhaimdi@gmail.com