زمن التغيير:
ندرك جيداً أننا على مشارف بل في خضم زمن التغيير.. زمن متغير.. وأن القديم، البالي، الفاسد يلفظ أنفاسه الأخيرة.. نستطيع أن نطالع ملامح هذا القادم..في نضج الوعي الشعبي العام.. وفي العزم على المضي لطرح بدائله على الأرض.. وتغيير قواعد اللعبة السياسية.. من إعادة إنتاج الفاسد.. ونظام سلطة وحكم الفرد الواحد الأحد.. إلى الإطاحة به سلمياً وعبر إدارة الشعب.
لم يعد التغيير رغبة متوارية تحت ركام الأماني المجهضة، لم يعد الخلاص من سلطة الاستبداد توقاً شعبيا يتداول سراً في الأقبية، وهمساً تحت الأرض، خوفاً من جبروت وبطش أجهزة القمع. وعسس النظام، ما يجري الآن هو تفكير علني بصوت جهوري مسموع، إنضاج وتخليق أدوات التغيير الممكن والحتمي.. في الضوء وتحت الشمس.
ليس هناك من خيار للشعب.. لمغادرة هذه الدائرة الجهنمية.. المنتجة للآلام والأحزان والمخاطر سوى المضي في التغيير بخطى واثقة.. وبإرادة شعبية واضحة المعالم والأهداف إرادة تعلن للملأ أن زمن احتكار الحقيقة وتأبيد السلطة قد ولى إلى غير رجعة وأن الخطر الذي يرتقي إلى مصاف الكارثة الوطنية إنما يكمن في التشبث بقارب الحكم المثقوب من قبل ترويكة المصالح وشبكات الفساد وصناع مآسي وويلات الوطن.
كتاب المناسبات:
من أكثر من يبعث على الملل كتابة المناسبات التي تنحصر في "أقنومين" هما المدح والإشادة، والقدح والذم، وغالباً ما يجمع كتاب المناسبات بين الحالين، فيذمون مثلاً عهد ما قبل الثورة ويمجدون العهد الثوري المشرق، أو يسقطون نفس المفردات على عهد التشطير، وقيام الوحدة في 22 مايو 1990م.. غير أن كتاب المناسبات إياهم يجمعون ما بين نقيضين هما: الوحدة بالسلم والوحدة بالقوة والحرب في 7 يوليو 1994 وشتان ما بين الحالي، ومع ذلك لا يجد كتاب المناسبات غضاضة في تمجيد المناسبتين بند الوحدة والتوحيد.. الخ.
الطبيعي.. وغير الطبيعي:
من الطبيعي أن يحمل أي حزب حاكم فكراً مسكوناً، بهموم وإشكالات الواقع المحلي، ومن غير الطبيعي أن يستبدل الحزب الحاكم" مطلق حزب" انشغالاته على ملفات وطنية بحملات علاقات عامة وإعلانات تجميل فساد سياساته والتهوين من أدائه الإقصائي لشركاء الحياة السياسية.
الطبيعي يمكن الاستدلال عليه في أكثر من حزب حاكم وفي أكثر من مكان في العالم.. أما غير الطبيعي في مثل هكذا حزب يرهن احتقانات داخله "بفتوحات" خارجية.. فلا يمكن الاستدلال عليه سوى في اليمن.. حيث تتحول طاولات الحوار التي يدعو أودعنا "الحاكم "الفرقاء الفلسطينيين لعقدها في اليمن.. إلى عصي وقمع وهراوات وتخويف إذا ما تعلق الأمر بمطالب الشعب بالتغيير والإصلاح وحلحلة الأزمة السياسية المحكمة، الإغلاق في البلاد..!!