إلى شباب الثورة العربية المباركة: لقد أذهَلت أخوتكم العالم وأرعَبَت مسيراتكم السلمية الظلمة وسطرتم أروع البطولات في صفحة التاريخ، وما ذلك إلا لسمو رسالتكم ووضوح رؤيتكم ونزاهة مطالبكم, فأنتم اليوم نبراس الأمة الذي يضيء طريق حريتها وأمان الأوطان الذي يحفظ سيادتها وأنتم الأحضان الدافئة لكل يتيم فقد أبويه أو أحدهما، لأنكم ستوفرون له المستقبل الذي يحلم به بإذن الله , وأنتم الملاذ الآمن لكل ثكلى فقدت ولدها الذي كان يحميها ويرعاها ويوفر لها سبل العيش الكريم لأنكم ستكونون مكانه وتقومون بواجباته التي أصبحت اليوم واجباتكم.
أيها الشباب الثائر على الظلم والظلمة: اجعلوا هدفكم تحرير الإنسان وإرساء مبادئ العدل والمساواة, فأنتم اليوم سيوف النصر، ومدافع العزة، وصواريخ الكرامة، فأعيدوا للأمة مجدها وسؤددها.
أيها الثوار الشرفاء: احذروا الثأر والانتقام فإنها عقبات في طريق النجاح وهي التي فشل بسببها من كان قبلكم من حكام الأنظمة العربية ,فقد كان الثأر تفكيرهم والانتقام هدفهم، فعاشوا صغاراً بأفكارهم وبأعمالهم، سفهاء بأقوالهم ,لأن الذي يفكر بالثأر ضعيف والذي يفكر بالانتقام هزيل.. فعليكم أيها الشباب أن تتجاوزوا تلك الأفكار الهدامة التي ستفشل ثورتكم المباركة وستعيق تقدمكم الحثيث وستمحق بركة نضالكم لا سمح الله.
أيها الثوار الشرفاء: لقد انطلقتم لا لتثأروا لشهيد ولا لقبيلة أو ذات, وأنتم انطلقتم لا لتنتقموا من شخص أو قبيلة أو حزب بل انطلقتم حاملين هموم أمتكم، ساعين لتحقيق تطلعاتها متلمسين حاجتها، شاعرين بآلامها، محققين بإذن الله آمالها، رافعين الظلم عنها.
لقد انطلقتم لتكونوا سفينة النجاة في خضم الطوفان السلطوي الذي أغرق الأمة في وحل التجهيل ومستنقع التجويع ومجاري العمالة فاستغنى هو وذويه على حساب استدانتهم وفقرهم وشبع على حساب تجويعهم وعلم أتباعه في أغلى الجامعات على حساب تجهيلهم واستأثر بالمناصب العليا هو وذويه والوظائف الراقية على حساب بطالتهم وضياعهم.
أيها الثوار البواسل: لقد أحرجتم العالم و الأنظمة العربية بصمودكم وعلو همتكم وصبركم على تحمل البرد والجوع والبعد عن الأهل والأقارب.
لقد حملتم هموم أمتكم وعشتم لغيركم وهذا سبب نجاحكم وتقدمكم إلى تحقيق العدالة والاستقرار وإن ما يحدث لكم اليوم في ساحة التغيير والحرية وكل مواقع الشرف من قتل ومداهمات لهو دليل على نضوج ثمرات نضالكم وفشل مخططات عدوكم وتعثره وانتكاسته بإذن الله, فاصبروا وصابروا ورابطوا.. فأنتم من جمع الشتات الذي فرقته الأنظمة الظالمة و الحزبيات المغرضة.
سلام سالم أبوجاهل
إلى شباب الثورة الشرفاء 1808