;
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

حكمة الرحيل وخيار البقاء 2568

2011-03-13 01:42:47


حقيقة:
لم يعد أمام السلطة في بلادنا سوى إعلان الرحيل في أقرب وقت ممكن بعد المجزرة الدامية التي حدثت صباح الأمس وسالت أودية من دماء المعتصمين على ساحات التغيير والحرية ، وكل هذا بالطبع من أجل الديمقراطية والمبادرات المزيفة والكذب المتواصل ليل نهار والمهرجانات المدفوعة إكرامياتها قبل المشاركة ، وكل هذا من أجل بقاء سلطة الفساد والتي اقترب رحيلها لا محالة.
للحاكم حرية الاختيار:
سيضع الشعب هذه المرة الخيار للحاكم من أجل الرحيل أو الرحيل ، وبما أن المبادرات التي قدِّمت لم تتجاوز مشاكل السلطة مع السلطة ولا سواها ، وأما الشعب وما كان يأمله وينتظره على أقل تقدير من قرار بإقالة الحكومة وإسقاط بعض المفسدين والمطلوب تغييرهم على وجه السرعة ، وإن لم يعد هذا الخيار مسموحاً به، بل ولم يعد خيار للنقاش إذ أنني أيقنت حتماً بأحقية الشعب بالمطالبة برحيل سلطة الفساد والتي تتحدث عن خيار الشعب، وبما أن المسالة لم تكن استيلاء على المنصب فوق ظهر دبابة وإنما كانت كما قيل على الصندوق ولا ندري هل هو صندوق المعونات أم صندوق مفتاح المدينة الرمضاني ، المهم الصندوق وخلاص، فمن الأفضل بدلاً من إراقة الدماء على الشوارع وقمع المعتصمين بهذه الطريقة الهمجية والتي تنم عن حقد ٍ دفين لكل من يقول "لا" في وجه الحاكم ، فإن الشعب سيقول بأجمعه.. لا لسلطة الفساد والتشريد.. لا لسلطة الحكم المطلق.. لا للمزاجية والتفرد.. لا وألف لا لسلطة تمتهن إراقة دم الشعب على ساحات التغيير.
للتوضيح بدون تجريح:
أحمق من يعتقد أنني أدافع على نظام فاسد من رأسه حتى أخر موظف فيه ، وأحمق أيضا من يعتبرني ممن لا يريدون رحيل هذا النظام ، ولكن كنت قبل فترة أحاول أن أقنع من حولي بالمطالبة أولاً برحيل بعض أعمدة الفساد والذين سيموتون فوق كراسي مناصبهم التي ورثوها عن جدود الجدود ، ولكن اليوم اقتنعت أنه لا يوجد خيار سوى الرحيل أو الرحيل.
نسألك الرحيل:
إلى كل من يتحدثون عن أحقية الشعب في تقرير مصيره ، إلى كل من يحاول أن يجعل هذا الوطن ساحة للعبث والفوضى ، إلى كل من يستخدم الأجهزة الأمنية تحت إمرته ومن أجل الحفاظ على بقائه في سدة الحكم ، إلى كل من يحاول أن يعبث بوطننا.. نسألك الرحيل، ولا سوى الرحيل ، ويبدو أنه الخيار الأمثل قبل أن تهدم كل ما صنعته من مجدك خلال "3" عقود من الزمن ، وقبل أن تجعل منجزك الكبير في مزبلة التأريخ ، وقبل أن تفسد كل ما حاولت إصلاحه وإن كان نظامك كله فساد في فساد.
تأملات في مبادرات وهمية:
كم كنت آمل كما هو الحال بالكثير من أبناء هذا الوطن أن تكون مبادرة الرئيس الأخيرة جدية قليلاً من عدة جوانب ، وليست مبادرة من أجل حل نزاع السلطة فقط ، كنت آمل بل وأتمنى أن يعلن بشجاعة استقالته من المؤتمر الشعبي العام وأنه رئيس لكل مواطن يمني، كنت آمل أن يعلن عن إقالة الحكومة الحالية ، كنت آمل أن يعلن أنه سيرحل في أقرب فرصة إذا ما فشل في إصلاح بعض مكامن فساد السلطة خلال فترة وجيزة ، كنت آمل أن يعلن عن عزل بعض الأقارب من المناصب العسكرية ويحاول امتصاص الغضب الشعبي في عموم محافظات الجمهورية ، ولكن لا جديد سوى كلام في كلام ، وفي نهاية المطاف تقتحم القوات ساحات التغيير وتقوم بالاعتداء على المعتصمين وكأنهم ليسوا من أبناء هذا الوطن وليسوا ممن يطالبون بإصلاح هذا الوطن وكأنهم أغراب أو محتلون وعلى طريقة القذافي اللعين، والذي يزهق الأرواح ليل نهار وكل يوم له قرار.
أقلام بلاطجة النظام:
هناك نوع آخر من بلاطجة النظام والذين يقتاتون من الكذب وعلى طريقة قناة "سبأ" الفضائية ، والتي استطاعت خلال فترة وجيزة التوفق على أكبر كذبات التاريخ في بلادنا وحتى فاقت كذبة الكهرباء النووية والسكة الحديدة والمطارات التي ستشيَّد تحت البحر على سواحل سقطرى ، ولعل هؤلاء البلاطجة هم فئة المتعلمين والمتشدقين بالعلم وبمظاهر أبو كرفته، وكأنهم بالفعل من أبناء هذا الوطن وغيورون عليه ، وتجدهم ينشرون الدسائس في كل مكان، وبما أننا نعشق المظاهر تجد بعض الناس يصدقونهم ، حتى وإن كانوا متعصبين لآرائهم بشكل ممقوت جداً، وفوق هذا تجد بعض كبار السن يتحدثون ويدافعون بطريقة توجب علينا نحن الجيل الجديد الاستماع إليهم بحكم أنهم أكبر سناً وأكثر فهماً، ولكن للأسف في ظل عهد الكلام والخرط ليل نهار ، ماذا ستسمع غير إعادة للاسطوانة المشروخة ولا جديد سوى كلام في كلام ، والرحيل الرحيل لا محالة يا سادة.
اقتحام واجتماع:
بعد ساعات قليلة من اجتماع مجلس الدفاع الوطني من أجل مناقشة بدء تنفيذ المبادرة الأخيرة للرئيس ،اتضح لنا كثيرا قبل أن يجعلنا نتساءل ، هل هذا الهجوم على المعتصمين من ضمن ما أقره مجلس الدفاع الوطني أم ماذا؟؟.
هل يعقل هذا:
يقولون والعهدة على الراوي أن كل مشارك في مهرجان الحاكم الأخير استلم مبلغ "50" ألف ريال ، وبما أن بعض مشاركي محافظة مأرب لم يستلموا مستحقاتهم فقد هتفوا برحيل النظام ، وإذا كانت هذه المبالغ صحيحة، فإن النظام يحتاج إلى "20" عاماً أخرى من أجل تسديد ما دفعه للمرتزقة، من أجل البقاء في الحكم ومن أجل الحشد الجماهيري وعلى طريقة "تعال وحقك في جيبك"
مرسى القلم :
الشعب يريد رحيل النظام
a.mo.h@hotmail.com
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد