إنها عدن تاج الجمال ووردة المدائن ولؤلؤة التاريخ وياقوتة البحر ومستودع التراث وجوهرة العمارة والصهاريج وأرض المدرجات والقلاع ووردة الحضارة وتحفة الزمن، وغاية الدهر ومنجم الأسرار ومتحف الآثار وآية الحب وذكريات المحبين.
عدن: هي نسمة الصباح وعبق الدهر وزهرة المدائن ومهبط الفؤاد وزهرة الزهور وريحانة الدنيا ومهجة الفؤاد وهناء الديار وروعة الحياة وحاضنة اليمن واليمنيين جميعهم.
عدن: روح التسامح والتصالح عبر الدهور منذ فجر التاريخ.
عدن: أيها البحر الزاخر والأمواج العاتية وهي تسبح بحمد ربها.
عدن: يا حلم الصغار وأمل الكبار ونبتة العلم ومشعل النهضة وحاضنة العلماء.
عدن: الشيخ عثمان، خور مكسر، عدن كريتر فوهة البركان وحاضنة التاريخ حاضنة جبل شمسان الأشم، عدن بسواحلها الذهبية التي تحتضن الزوار بلطف ورحابة صدر.. فساحلها المسمى ساحل أبين على امتداد 70 كم تقريباً، من دوفس أبين، وساحل جولدمور، العروسة، وسواحل البريقة، الحنبة، كود النمر، صلاح الدين، عِمران، قعوة، حتى رأس العارة.. سواحل الدفء والحنان تجذب عشاقها، فيطول بهم البقاء وتتوقف عقارب الساعة، لكي لا تنكسر قلوب المحبين.
لا تجرحوا عدن.. لا تجرحوا شوارعها، وحافاتها بالحقد والكراهية، فلقد سالت دموعها ودمها من قلوب لا تعرف الرحمة.. فمنذ خروج المستعمر وكلما أرادت عدن أن تفرح بأبنائها آثرتم لها الجراح من جديد.
عفواً حبيبتي عدن، فقد لطخوا سواحلك الجميلة بنوازع الكراهية أولئك الفاسدون الذين ردموا أروع وأجمل سواحل الدنيا وحولوها إلى ساحات للنهب والثراء، وحرموا أبناءك ونساءك من ارتيادها وتنفس هوائها ونسيمها الجميل، والنظر إلى لحظات غروب الشمس تلك اللحظات الجميلة التي تجعل الروح تسبح في الهواء.
عفواً حبيبتي عدن: فقد لطخوا سواحلك الجميلة بنوازع الكراهية وشوارعك وحافاتك بعبارات تجرح مشاعرك وأحاسيسك..
عدن: هي حاضنة اليمن وبسمة التاريخ وهي وردة جميلة يسعى الفحامون لتناولها، فتذبل أوراقها لا سمح الله.
عدن: شواطئ هدى وهديل، وأربعة فرسان مع أرض وسماء جابوا سواحلها بروعة وحنان، عانقوها بابتسامة سكن لها موج البحر وأزيز الرياح.. فخيم السكون بروعة الحب ولوعة المحبين.
عدن: هي كل اليمن وروح اليمن وريحانة اليمن وهي عروسة البحرين وفاتنة الدنيا لا يمتلكها إلا من يحبها بلوعة ولهفة.
عدن: برجالها ونسائها تحس بدفء المشاعر وبساطة المجتمع لا يهم لديهم من الآتي، بل ما هو سلوك القادم وأخلاقياته.
عدن: نبل الأخلاق وروعة المشاعر، ومشعل الهداية، عدن ليست للبيع ولن تباع لتجار الموت ومصافي الدماء ولن تقبل عليها وصياً بعد اليوم.. فشروق يوم "22 مايو" لن يغيب ولن يعود إلى الظلام مرة أخرى ولن تنطفئ أنوارها وستدفع عن نفسها سفاهة السفهاء وفساد المفسدين.
عدن: ستثور، ولكن لا كما يحلم دعاة الفتن، بل ستثور على الظلم والظالمين، ستثور على الجور الذي عانت منه طويلاً، ستثور بعلم ويقين وستعلم الجميع دروس المحبة وستحتضن المخلص وستلفظ كل فاسد.. فهي كبحرها لا تقبل إلا طيباً.
* محطة:
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد كل من سقط شهيداً في ساحات عدن وشوارعها جراء التظاهرات والاعتصامات الأخيرة.
ونلفت انتباه الشباب، شباب عدن الواعي ومثقفيها أن كل ما أنجز في هذه المدينة الباسمة هو ملك لأبنائها، لا يجوز بأي حال من الأحوال تدميره أو تخريبه، والتعبير السلمي الواعي هو الطريق الصحيح والسليم لتحقيق كل تطلعات وآمال الشباب.
نور الدين محمد علي
في هوى عدن 2080