1. الجرح الفلسطيني:
اعتدنا واعتاد الشعب الفلسطيني البطل الذي يدافع عن كرامة وشرف العرب نيابة عنهم، اعتدنا أنه حين يصاب العدو الصهيوني بالمس، بسبب عجزه عن إضعاف مقاومة الشعب الفلسطيني الأبي الحر، تشتد وحشيته وهمجيته في قتل وسحق الفلسطينيين وتدمير منازلهم وتشريدهم وووإلخ.
اعتدنا كعرب –وأقصد الدول والأنظمة العربية- أن ننظر إلى هذه الوحشية المتكررة، من زاوية الربح والخسارة، وليس من زاوية الموقف العروبي والإنساني، الذي ينبغي أن يجابه هذه الوحشية، وكأنها تمارس ضده، ويكون دورنا لا يتعدى الشجب والاستنكار، وأحياناً الصمت، أو الدعوة إلى مؤتمر قمة عربية، في أحسن الأحوال، وفي معظم الحالات لا تجد هذه الدعوة الاستجابة، على الرغم من عدم فاعليتها –أي القمة- فيما لو تمت.
ويكون الشعب الفلسطيني وباستمرار هو الضحية الأولى والأخيرة، ومع مرور الأيام يكبر الجرح الفلسطيني، ويزداد نزيفاً، وبالمقابل تزداد عنجهية ووحشية العدو الصهيوني ويتضاعف عدد القتلى، وتتسع دائرة التشريد والإبادة، ونجد في النهاية أن الموقف اللاإنساني الذي تتخذه أميركا وبعض الدول الأوروبية، التي تدعي أنها راعية حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات، لا يختلف في شيء عن موقف الدول العربية المخذول والتابع والمتآمر على الشعب العربي الفلسطيني منذ نكبة "1948" وما بعدها من مذابح بربرية ضد الفلسطينيين، ومع كل ذلك، فإن صمود الشعب الفلسطيني وصلابته كفيلة بتحقيق النصر ولو بعد حين.
2. أنا فين رايح؟
إبان الاحتلال التركي "العثماني" لليمن، قيل أن أحد جنود الاحتلال أُرسل للجباية إلى إحدى المحلات.. حيث نسي الوجهة التي يقصدها، وأثناء تخبطه في الطريق وجد مواطناً يمنياً وأخذ يستجوبه بعنجهية عثمانية شهيرة قائلاً: أنا فين رايح؟.
السلطة في اليمن شأنها شأن العثماني إياه، لا تعلم إلى أين تتجه، ولا مآل الأمور التي تقودها في متاهة أعجب منها ساستها وجهابذتها الذين يبنون أوهاماً في الهواء، فيما مستوى حياة المواطنين المعيشية تتدهور بسرعة لم تشهدها البلد من قبل، ويستبدلون التدخين بالتبغ المسحوق "الشمة".
هؤلاء المواطنون الذين لا تستفتيهم السلطة في أمورهم يحارون في إيجاد إجابة وافية لسؤال المرحلة الراهنة "أنا فين رايح؟".
وإلى أن يحن الزمن الذي تخلي فيه السلطة المحل الذي تشغله حالياً لسلطة أخرى جديدة، يدور السؤال نفسه في لغة مقيتة لم تعرفها اليمن في عصورها المختلفة.. اليمن التي ينتظر إنسانها كلمة وداعٍ من سلطة العثماني الذي يستوجبه: تحيات كثيرات أفندي".
alhaimdi@gmail.com
محمد الحيمدي
دبوسان ....... 1591