"ومن الحب ما قتل" هذه المقولة سمعتها منذ صغري تتردد على ألسنة كثير من الناس، ولكني كنت لا أفهم معناها.
ومرة من المرات سألت أحدهم عن معناها، فضحك وقال لي (عادك صغير لما تكبر بتعرف) ونسيت الموضوع، وعندما ألقى الجزار القذافي كلمة قبل أيام على التلفزيون كنت أسمعه وبلهفة، لأنني كنت متوقعاً أنه سيعلن عن تنحيه من منصب الرئاسة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشته السفن، حيث أكد القذافي بعدم التنحي وقال: إنه سيضحي بنفسه حتى آخر قطرة دم، وقد قتل الكثير من أبناء شعبه حفاظاً على الكرسي، فحبه للكرسي وتمسكه به جعله يضحي بشعبه الطيب، ومن هنا تذكرت مقولة (ومن الحب ما قتل)، فلماذا هذا الحب المذموم بالكراسي عند الحكام العرب؟.
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ ** حَبيبُ الظَّلامِ عَدوُّ الحياةْ
سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ ** وكفُّكَ مخضوبة ُمن دِماهُ
وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ ** وتبدرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ ** وصحوُ الفَضاءِ وضوءُ الصباحْ
* "أبي القاسم الشابي"
- دعاء ودعوة:
دعاء: أدعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل لإخواننا الليبيين الأحرار مخرجاً مما هم فيه، وأن ينتقم لهم ممن ظلمهم وممن ساعدوا حاكمهم على ظلمهم.. إنه قادر على ذلك.
دعوة : وأدعو كل منظمات حقوق الإنسان وكل الجمعيات والمراكز والجهات والأحزاب والجماعات والحكام والعلماءـ أن يقفوا كلاً من موقعه يداً واحدة، ضد هذه الهمجية والمجزرة والبلطجة الغير مسؤولة، والتي يقودها إنسان لا يعرف معنى الحياة ولا الضمير ولا الإنسانية، إنسان أناني، عجوز، نكد، لا يعرف الرحمة ولا يعرف الله، فيعامل خلق الله معاملة إجرامية يستخدم فيها أبشع أساليب القتل والقصف العشوائي المتهور والحاقد.
فحماكم الله يا أحرار وأشراف ليبيا المخلصون، وجزاكم الله خيراً على ما فعلتموه، والنصر قريب بأذن الله.. فاثبتوا ثبتكم الله، ولتتذكروا إن قتلاهم في النار وقتلاكم في الجنة بأذن الله، وقد أفتى العلماء بأن ما تقومون به جهاد في سبيل الله، فلتصمدوا حتى يتحقق النصر إن شاء الله.
صدام الحريبي
ومن الحُب ما قتل 1771