وسيلة وغاية :
أصبحت التظاهرات والاعتصامات السلمية هي وسيلة الشعوب المغلوبة على أمرها في البحث عن مطالب الحرية ولو بعض الإصلاحات، وبالطبع عكس مايحدث في ليبيا و كالذي حدث في تونس ومصر ولعل الإنصاف يكون للمواطن اليمني ولو لمرة واحدة في حياتنا من حكوماتنا التي توالت ولم نر منها سوى المزيد من التدهور الاقتصادي والكثير من الديون، وبالتأكيد قلة حياء في طلب المساعدات الدولية وأمام الخلق ومن أكبر مسؤول في الدولة إلى أصغر مسؤول وإذا لم تستح فاصنع ماشئت".
محاولات شق صف المعتصمين:
كثيرون من يتحدثون باسم الشعب وكثيرون من يستغلون الفرص من أجل الظهور وكثيراً ما تحدثت أنا في مقالات سابقة عن مقولة شهيرة لنابليون حين قال(من السهل أن ترى جملاً يعبر من خرم إبرة على أن ترى بطلاً يُكْتَشَف عن طريق الجماهير،وفي مسيرة جماهيرية، وهذا مايحصل بالفعل ، فأصحاب الأصوات كثيرون وللأسف الاتجاهات كثيرة ، والمطالب كنا نعتقد أنها تتمثل في مطلب رحيل النظام وسلطة الفساد ، وللأسف بعيداً عن شاشات الفضائيات وبعيدا عن مايدور في الشارع والاعتصامات والمطالبات تجد أيادي خفية تقود اللعبة وتحاور وتناقش بل وتتفق وتوقع وتأخذ وتعطي ، وكأن الاعتصام مهزلة وكأن الشعب مجرد دمى في أياديهم يثيرونه وقت ما يشاؤون ويتفقون وقت ما يشاؤون ، لتصل لدرجة اختلاف المذاهب وقبول كل نطيحة ومتردية وما أكل السبع وهذا ما كان ولا يزال يحصل في حكومة تبحث عن الفاسدين من اجل مواصلة مشوار الفساد .
وحين بدأت ثورة الإصلاحات من الشباب اليمني الثائر ، لم يكن لبعض المفسدين المتذبذبين بين هؤلاء وهؤلاء إلا الاتجاه مباشرة إلى أصحاب الشارع من اجل أن يكونوا أبطال المرحلة ولو على طريقة الصياح ، وكل هذا عمل كثيرا على شق صف المعتصمين والمطالبين برحيل النظام أو بالأصح برحيل الرئيس ، لأن البعض وليس الكل لم يعد يفرّق بين رحيل الرئيس ورحيل النظام ، أصبحنا نشاهد ولا ندري ماذا نقول ، لم أعد أحب الخروج كثيراً ، ولا أريد أن يأتي أحمق ليتهمني في وطنيتي بمجرد أنني تكلمت في مطالب تعود بالنفع للشعب اليمني.
قالوا وسخروا وثاروا :
كل هذا حصل في وجه ما اقترحته قبل أيام من خلال إصلاحات يريدها المواطن اليمني ويبحث عنها المواطن اليمني ، حين تحدثت عن فواتير المياه والكهرباء والغاز المنزلي ، قالوا وهل تحسبنا نرضى بأن نقبل ديّة دماء الشهداء كفواتير كهرباء وماء ، وسخروا حين اقترحت رفع وثيقة تحوي "3" آلاف خريج جامعي من أجل توظيفه مباشرة وقالوا لم نعد نبحث سوى عن رحيل النظام وطبعا يحسبون أن النظام هو الرئيس ، حين حاولت أن أشرح للبعض ما هو الفرق بين النظام وبين الرئيس ثاروا في وجهي وقالوا "لابد من رحيل الرأس ، ولم يفكروا ولو للحظة أن النظام كله يحمل شيئاً من الفساد المالي والأخلاقي بل وفساد التعامل وأيضاً الفساد الفكري والذي اتصف به للأسف بعض الشباب وأخذتهم العزة واعتبروني عميلاً وأني لم أكتب إلا لكي يبقى نظام الرئيس ، ولكن أنا لا يهمني أحد ولم يعد يعنيني شيء ، فقد تعبت من كثر التفكير والطموح بانتصار مطالب المواطن من الحكومة ومن القيادة ، ولكن أصابوني باليأس من كثر الكلام والصياح ، وكل من يحمل اسم "مشترك" يعتبر نفسه مواطناً يمني وما عداه فهو إما عميل وإما مشكك ولم يعد لمن ليسوا حزبيين مكاناً وقالوا "هي ثورة شعب وليست أحزاب" ، وكل من يتحدث في مهرجان لابد أن تسمع وظيفته ومركزه في المشترك أو في الحاكم أو في أي حزب والأفعال غير الكلام.
عفا الله عنكم وعني:
لكل من راهنته وأخذته العزة بالكبر وقام يصرخ في وجهي وتحداني أمام الجميع وقال: إن النظام سيرحل ، وهو يعتقد أن الأمر متعلق بالعواطف فقط ، هو اعتقد أن الحكاية أمنية ومانيل المطالب بالتمنّي ، لكل هؤلاء أصدقائي المقربين شكراً لكم وعفا الله عني وعنكم ، فلا ندري ماذا نقول ولمن نذهب ولمن نشتكي ، ولمن نقول اجعلونا مرة واحدة نصدّق أنفسنا أننا مصلحيون أو أني أبحث عن وظيفة شخصية ولو حارس في باب مكتب من مكاتب الحكومة أو حتى حوش من أراضي المسؤولين ، ولو بوظيفة عسكري وبراتب لايتجاوز عشرين ألف ريال ، واجعلوني أصدق لمرة واحدة أني كنت أبحث عن مصلحتي أنا وإني مشكك في اتجاهات وأهداف ثورة الخبر والكلام ، ولكن عفا الله عني وعنكم وقد سامحتكم من حينها
اتجاهات ومتطلبات:
بما أن الحاكم راوغ كثيراً واستطاع أن يجعل له الأسبقية في الإبقاء للأمور كما هي فان المطالب بالتأكيد لا بد أن تتشعب وتكون مطالب معقولة ومقدور عليها ، فكروا قليلا ، فالشهداء الذين ذهبوا نتيجة للمصادمات وعلى أيدي بعض الجنود سيتم تعيين لجنة للبحث والتقصي ، وعندما يبيض الحمار ستعقد اللجنة أولى اجتماعاتها ، وسنعود إلى كلمة لو ولو بصحبة الشيطان بنفسه وليس بأن تفتح عمله فقط ، سنطالب بمجانية فعلية للتعليم وإلغاء كافة الرسوم سواء كانت رسوم مائتي ريال لطالب الصف الأول من المرحلة الأساسية أو كافة الرسوم الجامعية التي تصل إلى مئات الآلاف من الريالات أحيانا ، سنطالب بمجانية الدواء وسنطالب بإلزام التجار بتسعيرة معروفة وتفعيل دور الرقابة .
سنطالب بإسقاط أساليب البلدية في ابتزاز المواطنين والصحة والزكاة والضرائب ، سنطالب بإصلاحات حقيقية لا تتمثل بإصلاحات شخصية بحتة وستسقط معه كل الرهنات التي أكدت على بقاء نظام الفساد ، سيسقطوا جميعا في فسادهم ، لأنهم تعودوا على النهب والسلب والابتزاز ، سنطالب بإلغاء كافة اللجان التي يتم تعيينها من باب الوجاهة وسنطالب برفع الظلم عن المواطن في كل مكان ، وسنطالب بمحاكمة كل يد ملطخة بالدماء وهي دماء الشعب بالتأكيد ، سنجعل المطالب أكثر عقلانية وواقعية وأكثر قبولاً من الطرف الآخر ، ولن تكون مطالب خيالية أو متعلقة بالتمني لدرجة أن من يطالبون بها لا يؤمنون بتحقيقها ، ولكن من يسمع ومن يعي ومن يقول نعم للإصلاحات وللمطالبة بالإصلاحات وما يخدم المواطن ، وسأتقبل كل آرائكم سواء على ايميلي أو مباشرة لمن يعرفني ويوجه لي كل مافي نفسه ليقوله ، ولكن أخاف أن يوجه لي أصحاب الأيادي الخفية تهمة الخيانة الفكرية ، وأنني عميل هذه المرة ولكن ياترى لمن سأكون عميلاً ، ر بما ستقولون بالتأكيد عميل للشعب!!
مرسى القلم :
رنة جوال
أطالع بيدي الجوال يا ليته رحمني رَنْ
وكني من كثير الشوق عاشق نغمة الجوال
يقولوا الناس عن حالي متيّم في غرامه جَنْ
وأنا المسكين كم عانيت من آهات قيل وقال
نظمت الحرف لأجل الطرف إشعاري بذوق وفَنْ
ولحن وكيف وكم أبيات أعمرها بطول البال
ذبحني الشوق وزاد الجرح من خلّي كثير الظَّنْ
آلا ويلاه من حبه إذا بيّن معايَ جدال
وجرّد سيفه وأشهر سلاحه لأجل قلبي سَنْ
وأعلن انه قاطعني عقب يبدأ معاي نزال
وحرّك جيشه الجرار وحربه في غرامي شَنْ
وحاصرني حصار السود واحرمني لقاه ليال
وأنا والليل وجوّالي وطرفي اللي لشوفه حَنْ
تعاهدنا نناظر لين ما يصفى معاه الحال
أطالع ليت يسمح لي أقلّه شوف قلبي وَنْ
ألا يكفيك هجراني وأنا صابر وصبري طال.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
مَنْ يُنْصِفُ مَنْ؟؟!! 2412