إلى وقت جد قريب حاولت السلطة والحزب الحاكم المراهنة بورقة علماء اليمن والتلويح بها في وجه كل معارضيها من شباب وأحزاب مشترك، وسعت إلى كسب هذه الورقة بعديد مسكنات وخطوات وقرارات لا تعدو عن كونها "حبراً على ورق" وما نُفذ منها فيما ندر لا يحاكي إلا أصحاب عقلية "نحن أغلبية نعمل ما نريد".. الأمر الذي دفع الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني إلى الحضور إلى ساحة التغيير وإفشال تلك المراهنة.
يوم أمس الثلاثاء ذهبت السلطة والحزب الحاكم – الذي بدأ عقده ينفرط قبل أن تغادر السلطة – إلى توظيف كلمة الشيخ/ الزنداني، التي ألقاها في اللقاء الذي جمع الرئيس بعدد من علماء اليمن يوم الاثنين، محاولة إظهار أن الزنداني وعلماء اليمن يقفون في صف السلطة ويؤيدون إجراءاتها القمعية والإجرامية بحق الشباب المتظاهرين والمعتصمين في جميع محافظات الجمهورية، الذين خرجوا من أوساط حواري وشوارع وأزقة البؤساء والبسطاء والمسحوقين والمقهورين، ينشدون التغيير وإسقاط السلطة بطريقة حضارية فاقت وتجاوزت بفعلها الخلاق وشبابية توقدها كل الثورات لعديد أشياء أهمها: أنها عزمت بشكيمة على إجتراح طريق التغيير بأسلوب سلمي، وتنطلق من قيم الانتماء الوطني ورؤية معاصرة تؤمن بأن الآخر الموجود في الساحة السياسية هو شريك وأن عصر الاستبداد والقهر والاستحواذ والفساد قد ولى ولابد من طي صفحاته وإن تجاوز عددها ثلاثة عقود..
الشيخ/ الزنداني بنزوله إلى الشباب المعتصمين في ساحة التغيير بجامعة صنعاء أمس وتأكيده على مشروعية اعتصامهم وثورتهم السلمية واعتباره لذلك الفعل الراقي من قبل الشباب الأكثر روعة وجمالاً بأنه جهاد في سبيل الله، وأنهم يستحقون براءة اختراع لأن ثورتهم السلمية اكتسبت وسيلة جديدة وفعالة وسريعة وغير مدمرة في تغيير الأنظمة، وتأكيده على "أن الذي دفعكم أيها الشباب إلى النزول للشارع هو اليأس الذي دب في نفوسكم بسبب سلطة فاسدة أفقرت شعباً عظيماً وعطلت قدرات شبابها وشوهت كل شيء جميل ومسخت كل ما هو إبداعي"، هذا النزول والتأكيد من شخص مثل الشيخ/ عبدالمجيد – وأنا هنا لا أتحدث عنه كشخصية دينية أو حزبية- وإنما أتحدث عنه كشخصية شعبية يحظى باحترام وتقدير شرائح وأوساط سياسية وثقافية ومجتمعية كبيرة وما عرف عنه بالشخصية "الكارزمية" المؤثرة ما جعله شخصية قادرة على التأثير في الغير بشكل لا يستهان به، هذا التأييد يجعلكم أيها الشباب الأنيق أكثر عزيمة وإصراراً للتمسك بمطالبكم التي طالما تحشرجت بها حناجر المظلومين، حتى أتيتم أنتم أيها الشباب الأتقياء والانقياء بفعلكم وضمائركم الحية، التي تأبى إلا أن تعيش حرة كريمة في ظل مواطنة سوية وعدالة اجتماعية وبُحت بها حناجر أولئك المقهورين والمعدمين.
مرايا:
- في البداية سيتجاهلونك، ثم يحاورونك، ثم يحاولون قتلك، ثم يفاوضونك، ثم يتراجعون، وفي النهاية سننتصر.
- أنا مستعد لأن أموت، ولكن ليس هنالك أي داعٍ لأكون مستعداً للقتل "غاندي".
- سيدي الرئيس إعلم أن من يحشدون لك اليوم الآلاف أو حتى عشرات الآلاف، هم أكثر الناس عليك كذباً وخداعاً لسبب بسيط هو إخفاؤهم عليك أن النصف على أقل تقدير -ممن يخرجون حاملين صورك والأعلام التي نعتز بها لتأييدك من الموظفين الحكوميين والطلاب الذين أجبروا على الخروج لهكذا عمل وهُددوا من قبل المعنيين بخصميات إذا لم يشاركوا، فهل ترضى بذلك!!.
إبراهيم مجاهد
وللمظلومين براءة اختراع!! 2148