ما يشهده الشرق الأوسط من اضطرابات عمت معظم الدول العربية وخصوصاً بعد نجاح الثورتين العظميتين "تونس ومصر" لأمر يجلب الحيرة وإن دل على شيء فإنما يدل على الماضي الأسود للزعماء العرب.. فقد اختلف المحللون في وجهات النظر عن جذور هذه الاضطرابات وثوران الشعوب فكل بلد له بيئة وثقافة الخاصة فلعلي أتطرق الآن إلى مظاهرات اليمن ومظاهرات اليمنيين السلميين وما يرتكبه بلاطجة الحاكم.
هل فهم رجال السياسة في اليمن مطالب المواطنين السلميين هل أدركوا مايعانية الشعب من جور وظلم ألا يدرك رجال السياسة في هذا البلد أن إرسال مثل هؤلاء البلاطجة لبث الرعب وجرح وقتل الشرفاء السلميين يؤجج الأزمات ويصاعد المظاهرات ويحمس الشباب ضد الحاكم، ألا يعلم أصحاب السياسية العمياء أن هؤلاء الذين يجُرحون ويقتُلون هم من أبناء هذا الوطن إلا يعلم هؤلاء أن الذين يُقتلون ويُجرحون هم أصحاب حق وان مطالبهم هي مطالب حق وفي أي زمان يقتل صاحب الحق؟ أم نسوا قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم "الساكت عن الحق شيطان أخرس" ولعلي كمواطن يمني لا أرى أي إصلاح في الحكومة أو حتى إقالة بعض الوزراء المفسدين لإرضاء الشعب أو حتى عمل أي خطوة تسلي على خاطرهم.. هل فهم الحاكم ماذا يريد المتظاهرون والشباب المضطهدون وتغافل عن ذلك "طنش" أم أنه فاهم ولا يريد التجاوب مع مطالب الشباب، هل فهم أم أنه لا يريد أن يفهم؟! هل فهم أن الشعب لا يريد خطابات وإنما يريد أفعال حقيقية.

إن الشباب الذين خرجوا ويخرجون إلى الشارع ويتعرضون لهجمات من بلاطجة الحاكم ويتحملون الرصاص وتحملون الجروح والهراوي والمسدسات والكلاشنكوف ويطالبون السيد الرئيس بتصليح الأوضاع لن يتقبلوا كل هذه الإهانة ألا لما يعانونه من جوع ظلم وفقر وبطالة وفساد ورشوة وما إلى ذلك بالرغم من الثروات المديدة التي ينعم بها أبناء هذا البلد .. فهل فهم المسئولون في هذا البلد ماذا يريد هؤلاء الشباب أم أنهم لا يريدون أن يفهموا ام انهم يطبقون المقولة الشعبية "سبحان الذي خلق الدعممة".
احذر وأحذر واحذر من يقومون بإرسال البلاطجة من القبائل ومن غيرهم ، الذين يحملون الأسلحة ويتصرفون بها بهمجية عميا كأنهم يطلقون الرصاص على حشرات وليسوا بشر ان يعوا عواقب أفعالهم، إن مثل هذه الأعمال قد تنعكس ضدهم لأن بعد الظلم والقهر فوز ونصر وبعد الإهانة وبعد المعاناة النجاح وأقول لهم أن يعتبروا من الشعبين "المصري والتونسي" وأن يقوموا بإجراءات إصلاحية في هذا البلاد قبل فوات الأوان وأقول كلمة أخيرة: على أصحاب الشأن في هذا البلد أن يحترموا حق المواطنين في الاحتجاج السلمي والمطالبة بحقوقهم  كون ذلك حق ممنوح في القانون الدولي لكل مواطن .