من عدم الاهتمام بالمواطن واللامبالاة بحقوق الشعب في العيش الكريم وهم في كراسي المسؤولية ، تحولوا فجأة إلى مدافعين عن حقوق الإنسان!! ومن كبار المفسدين إلى دعاة إلى القضاء على الفساد.. هكذا بسهولة!! فهل بمثل هؤلاء وبهذه الطريقة السمجة يعتقدون أننا سنقـتـلع الفساد بين ليلة وضحاها!!.
كم أتمنى من هؤلاء الذين يعطوننا المواعظ بسخاء، أن يكون سخاؤهم الكريم علينا هو قرارات تنحيّهم عن المسؤولية والكراسي، التي أصبحوا ملتصقين بها لا يريدون أن يتزحزحوا عنها، عليكم تخفيف فواتير الكهرباء والماء والتلفون، عليكم النزول إلى المناطق الفقيرة المهمشة لمعرفة كم من الفقراء والمشردين والمتضورين جوعا داخل الوطن، عليكم في البحث وفضح المشاريع والشركات الوهمية،لا مستشفيات ولا خدمات صحية، لا نريد مماحكات، فالطبخة حرقت وليست محتاجة للمحللين وعتاة الطباخين من أهل السياسة لفك رموزها وأسرارها.
فكر ولو قليلاً بشأن مستقبل الشباب اليمني، وليس الكهرباء والماء، إبحث وفتش عن واقعنا وحياتنا وليس عن تفاهات الحياة، ابحث عن من يستنزفون خيرات البلاد، ابحث في مصلحة الأراضي على من يتلاعبون بالأراضي وتوزيع البقع لمن يملكون الأموال ولمن لا يحتاجون لها ولأنفسهم وذويهم، والمواطن يقولون له ( الصرف سابق ) يعني صرفت لك بقعة لا داعي للثانية، وهم يملكون من الأراضي الكثير والكثير، قم من مكانك وانزل أنت ليس أفضل من الصحابة، الم تقرأ التاريخ، أو أنكم ملتصقون بكراسي المسؤولية، فتش عن من لا يدفعون الفواتير كأنهم فقراء وهم من أصحاب المقام الرفيع، حاسب مدراء الخدمة المدنية والعاملين بها، الذين يتلاعبون بالوظائف وبيعها لمن يدفعون، وخريجين وابتلعهم الدهر، لا توهمونا بحماية المصالح، مصالحنا هي معرفة الفاسدين ومحاسبتهم، وتغيير حكومي شامل، وليس في الوقت الضائع تأتي لنا وتقول ناكر ونكير، فاعل ومفعول، لا تعرف معنى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع الفواتير ولا تفهم معنى الاحتياج، لكل مواطن يمني، لماذا الآن صحوة الضمير هذه، صحوة التنظيف، تريدون ساحة خالية من الفاسدين لماذا الآن مهتمين بالعمال ومشاكلهم، الم ترونهم وتسمعون عنهم من قبل.. إننا في بلد محتاجة لخلطة تنظيف قوية ( كلورلكس+ فلاش+ ديتول= بياض ناصع) نظافة أكيدة من ماما فريدة.
وصل المواطن اليمني الجائع والمقهور إلى مرحلة مزرية، إننا في غابة لا يعلم بنهايتها إلا الله سبحانه وتعالى، هو أعلم بالأرواح التي تموت من الجوع بالبحث عن الريال، ومتشرد ضائع يبحث عن مأوى بعد أن خربت ديارهم.
المواطن مازال صابراً يتلقى الوعود التي لا تنفذ ويسمع التصريحات والقرارات الرنانة، بلا جدوى ولا تحقيق ولا حتى أمل صغير في حياة كريمة، إنها رسالة من الصابرين حين ينعدم الصبر، المكافحين حين يندر الرجال، إذا عجزت السلطة بتحقيق الوعود التي وعدت بها ستكون الكارثة، الناس سوف يغضبون إذا السلطة لا تستطيع تنفيذ كلامها ووعودها.
نريد حكومة غيركم خلاص أنتم جميعاً محرقون، وجار عليكم ( خلاص ضبحنا منكم مش عاقلين) ، نريد أناس يحسوا بهموم الشعب وإظهار الحرص على مصالحهم وليس الانزلاق في ملذاتهم، نريد حكومة تدس أنفها بكل صغيرة وكبيرة لمصلحة هذه الأمة وليس حكومة تسد أنفها وآذانها وعيونها أمام المواطن.
 ابحثوا يا مسؤولين في الزوايا عن هموم المواطن وكونوا أصحاب عفة وطهارة، لا أصحاب حصانة، أقول لن تنفعنا التوسلات والتمنيات وأيضاً الحديث بكل مجريات الأمور معكم لا جدوى منه، حتى المسكنات أصبحت عديمة المنفعة من كثرة ما أعطيتمونا من الكلام المفبرك الفاقد للمصداقية والمليء بالنفاق والأكاذيب.