قناعات:
من النادر أن تجد من يمتلك قناعات وعليها يرسم مبادئه الخاصة والتي يعيش عليها ويحاول أن يكون إنسان يستحق العيش على كوكب الأرض ، و جميلٌ أن تكون صاحب مبدأ وأجمل أن تظل متمسكاً بمبادئك مدى الحياة مادامت هذه المبادئ لا تخالف الشريعة ولا العادات ولا التقاليد، أو أن تتضح لك الرؤية بعد فترة من الزمن وأنت تعتقد أن فلاناً يستحق منك الاحترام وهو مجرد مفسد في شلة المفسدين وعليها تظل تتنازل عن الكثير من أجل أن تصحح مجرد اعتقاد
فصول السنة في يوم:
بعض الأشخاص تجده يحمل بين طيات فكرة الفصول الأربعة ولكن للأسف يظهرها في يوم واحد وليته كان حتى لأيام ولو أن الأخيرة هي أهون من الأولى ، فأصحاب المبادئ المتقلبة عادة ما يشكلون خطرا ليس على أنفسهم فحسب بل وعلى المجتمع باكلمه ، فتجده هذا اليوم يتكلم ويقول ويتجرأ ويصرح وينتقد ، وتجده في اليوم الثاني يمتدح ويشكر ويشيد والدنيا بخير ولا تخافوش
مناخ الرغبة :
ولعل البعض قد يبحث عن المنفعة أو بصحيح العبارة المصلحة الشخصية، فتسمعه اليوم يتحدث مع الحزب الحاكم ويدافع بل ويسرد النكات على كل من يخالف اتجاهه السياسي وفي حال ما وجد أن ظروف العمل ستكون أفضل حالا في هذا المرفق أو ذاك ولكن يتطلب منه قليلا من المرونة الفكرية، فانه سرعان ما يقدم كل التنازلات ويتجه إلى الطرف الآخر ويتكلم بكل جرأة ويقول انه يعمل من اجل الجميع ولكن مثل هؤلاء بالفعل يكون الخوف الأكبر لان مردودهم سيعود سلبا على الوطن بأكمله
وما هو التغيير:
بالتأكيد اتضحت لكم فكرتي في سابق ما ورد حول التغير ولكن بالنسبة للتغيير فانه الاتجاه إلى عمل الشيء الصحيح من خلال منظور البنك الدولي بزيادة الأسعار والتحكم بصرف العملات وكذا أذون الخزانة والتي أثبتت فشلها رغم تداولها من سنين ولكن دون فائدة تذكر ـ حسب رأي احد خبراء الاقتصاد وليس الفقير لله لأنه لا يعي من أمور الاقتصاد شيء سوى مصروفه اليومي وكيف يسأل ربه أن يكون حلالا زلالا ، وأما من ناحية حكومتنا فهو تعيين المفسد مكان من كان اقل منه فسادا ، وهذا هو التغيير الذي نراه اليوم وبالطبع هو يحصل منذ سنين وليس منذ اليوم أو أمس أو حتى الأسبوع الفائت ، وإذا كانت المرحلة الراهنة التي يعيشها الوطن تتطلب تغييرا فإننا نأمل أن نجد أولا تغييرا في مسألة التثقيف الوطني والوعي الشعبي من خلال وحدة الوطن وما أكثر الكلام حول هذا الموضوع ولكن اتضح لنا جلياً أن كل ما كان يقام وتصرف الملايين بل المليارات من اجله باسم التوعية الشعبية والتثقيف إلا أن العقليات لا زالت هي ذاتها ،سواء من الشعب أو من مسؤوليه ، وبالطبع كيفما تكونوا يولى عليكم.
ماذا بعد:
اعتصامات هنا ومسيرات هناك وتداعيات خطيرة قد تؤدي إلى طريق مجهول ولكن آن الأوان للتغيير ولو إصلاح القليل من الوضع الحاصل في الوطن ، عاطلون ومتضامنون ومؤيدون ، وفروق كبيرة بين معتصمين يريدون التغيير والبحث عن الأفضل طمعا في أن ينالهم ولو الشيء البسيط مما حصل في تونس ومصر مؤخرا ، ومعتصمين ومؤيدين وكل هذا على حساب من؟ من أين تصرف أموال من يحملون اللوحات واللافتات ومن أي يتم إطعامهم وصرفياتهم وتخزيناتهم ، أليست هذه أموال الوطن يا سادة كرام ، أم أن هؤلاء يستحقون لأنهم مؤيدون والطرف الآخر يستحق أن يسحق ويهمش بل ويلغى من الخارطة الفكرية الوطنية باسم المناطقية والأسلوب الرجعي البائد ومنطق البعض ، ثم ماذا لو رحل كل إلى منطقته أو محافظته أو ديرته وقال اعتبرها دولتي واحكم فيها مااشاء ، أليس هذه هي الفوضى بعينها يا من تدعون للنظام والقانون ، ثم أليس من الظلم أن تجد الآلاف تحتشد من اجل الشكوى والصراخ بألم وانتم تعرفون جيدا ما هي المشاكل التي يعاني منها المواطن ، ثم ماذا هل نقول البطالة، هل نقول الفقر، هل نقول غلاء الأسعار، هل نقوم تفشي الواسطة، هل نقول انحصار الوظائف لآل المال والجاه وقد ساوانا الله بغيرنا من المسلمين وأكرم معشر بني الإنسان؟، هل نشتكي من ذل وعنجهية كل من تقلد منصبا؟ وهل نقول أن الحكومة تعمل كل الطرق من اجل تشريد الشعب وذبحه؟، هل نقول أن الجرعات المتكررة أصابتنا بشلل وأصبحنا لا نعي حتى ما نقول؟، هل نشتكي من الخوف الذي ينشره أحياناً بعض من يدعون أنهم رجال الأمن؟، هل نقول أن المواطن لا يعرف شيء من الحقوق التي تستحقها الحيوانات في دول الغرب ، هل نتكلم ونقول أن كل هذا يدعونا لنقول بكل صراحة أن وقت التغيير لا بد منه ؟ وأي تغيير سيكون على طريقة "ديمة وخلفنا بابها" والذي تعودنا عليه منذ الصغر لن يكون مقبولا ، وأي تغيير سيكون من باب نقل الوزير من وزارة كذا إلى وزارة كذا ، أم نجد أنفسنا في حال ما كنا نقول يا قيادتنا ارحمونا قليلا من هؤلاء الذين نهبوا ثروات الوطن ، لنجد أنفسنا خلف قضبان العدالة ونحن لم نطلب سوى العدل ، ونلقى القوانين ومشاريعها الجديدة تزيد من أوجاع الوطن وآلام الشعب، بل وتنشر الرعب بمجرد معرفة محتوياتها ،وهل نقول هذا هو التغيير المطلوب، أم نحاول أن نسال أنفسنا ماذا نريد أولاً؟، أم نسأل من عاشوا في الغربة وعرفوا مقدار قيمة الإنسان حتى وان لم تكن أوطانهم؟، ماذا نفعل بالله عليكم؟.. هل نستورد أخصائيين في التوعية الوطنية والتثقيف الشعبي وأهمية الوطن من اجل أن نعيش دون أن نسمع كلمة من أين أنت؟، قبل أن تشارك حتى في مسابقة شعرية تهتم بالأدب وتصبح بلا أدب ؟ متى سينتهي تقسيم المواطن إلى مؤتمر أو إصلاح؟، متى سيترفع البعض عن قول لا إصلاح بعد اليوم ؟ومتى سنجد أن الوطن وطن الجميع بالفعل وكل من يحمل اسم يمني بالفعل يستحق أن يعيش بكرامة على تراب الوطن؟.. هنا انتهى الكلام وان لم يفد الكلام شيئا فالسكوت أغلى من كل كنوز الدنيا ، ولكن كالعادة ستظل حكومتنا تعشق الصامتين وتجرعهم ليل نهار ، هذه هي بعض الهموم والتي يحملها كل مواطن عرف معنى البطالة ولم يتبق له سوى قليل من الكلام يخاف أن تذهب يوما وراء قضبان أصحاب الأيادي الطويلة ، وبالطبع ليست الأيادي الطويلة في الخير وإنما أصحاب الأيادي الطويلة والسريعة في النهب والاختباء دون ترك أي أثر ، وهنا سأترك سؤالي حائراً بين أيديكم معشر القراء : ما هو التغيير المنشود أيها المواطن؟
مرسى القلم:
حين تهاوى الطاغية
رحلت قواه الباغية
وقالها بحسرةٍ
لم يبق لي سلطانيَه
لا جند لي أو حاشية
ولم يبق لي من باقيَه.
A.MO.H@HOTMAIL.COM
على محمد الحزمي
بين التَغَيُّر والتَغْيِيِّر 2185