لقد اعتذر الأخ الرئيس عن الإهمال الحاصل واعترف بتقصيره ولم يكن اعترافه سرا، بل كان علنا وعلى مسامع كل اليمنيين , والاعتراف هو أول عتبات النجاح والاعتذار هو أول مراقي الفلاح، فالاعتراف ليس عيباً والاعتذار ليس ضعفاً كما يظنه الآخرون ولو انه جاء متأخراً، بل إن الاعتراف بالخطأ والاعتذار عن التقصير صفة النبلاء الشجعان التي يفتقدها الجبناء وكذلك فان الاعتراف والاعتذار ليس عيباً إلا إذا كان ذلك عبارة عن جرعة تخديرية والعيب كل العيب في التمادي وتجاهل الأخطاء التي يقع فيها الإنسان .
إن اعتراف الأخ الرئيس لا بد له من براهين ودلالات على مصداقيته وأولها الإسراع في تفعيل الإصلاحات المالية والإدارية ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين و محاصرة الفقر والبت في حل كل القضايا العالقة والتوجيه بإزالة كل المعوقات التي عرقلت عجلة التنمية وصنعت العقبات في طريق العدل والمساواة ولا بد أن يتم ذلك في وقت وجيز لان الصدق يصنع المعجزات .!!
ومن الجانب الأخر فان المعارضة يجب أن تقوم بدورها الحقيقي وتتحمل مسؤولياتها الكاملة دون الإجحاف في عرض القضايا، فالمعارضة يجب أن تكون هي المرآة التي تعكس للسلطة أخطاءها وتريها عيوبها ولا يجب أن تكون شيطاناً يعين السلطة على التمادي في الظلم والعناد ومصادرة الحقوق وانتهاك الحريات , لان الشعب ليس في حاجة إلى ذلك فهو لا يريد معارضة لأجل المعارضة فقط، بل يبحث عن معارضة ذات رسالة سامية تحمل همومه وتتلمس آلامه , فعلينا إذا أن نمنح الأخ الرئيس فرصة جديدة ليبرهن للشعب على مصداقية اعتذاره ونعينه على ذلك لنجنب الوطن والمواطن ويلات الخلافات والتنافرات, فالشعب هدفه التغيير الذي لا يزيد من معاناته بل يريد التغيير الذي يحفظ كرامته ويعيد أمجاده ويألف بين أبنائه ويحافظ على أمنه وسيادته على أرضه.
لقد اعتذر الأخ الرئيس وحق له أن يعتذر لأنه المسؤول الأول أمام الله عن كل المظالم التي حلت بشعبه الصبور المثالي في قيمه ووطنيته , لأنه المسؤول عن كل من اغتصبت أرضه وسلبت حريته وصودرت حقوقه ومسؤول عن التاريخ الذي سيكتب بألم الحرمان الجائع واليتيم والأرملة والمسكين .
فهل انتم معي لنمنح الأخ الرئيس الفرصة الأخيرة لنشهد التغيير الحقيقي ينبثق عن نية صادقة وثقة كاملة، فان كان صادقا وواثقاً فإننا سنشاهد ذالك التغيير عياناً ونلمسه حقيقة ونعيشه واقعاً .فهل آن للأخ الرئيس أن يصدر توجيهاته بشجاعة وحزم إلى اللجان المعنية بحل القضايا العالقة ويمنحها الثقة المحاطة بالمراقبة والمتابعة بسرعة البت في حل تلك القضايا من مظالم وتعويضات ومرتبات وغيرها ، فان ذلك سيكون له مردودا ايجابيا ً وقبولا معقولا لدى الجماهير التي لن تحتاج بعدها إلى معارضات مغرضة تقودها إلى أحداث وفتن لا تحمد عقباها ولا يحتاج إلى قوى خارجية توجهه إلى تحقيق أهداف لا تخدم إلا أعداء الأمة .
سلام سالم أبوجاهل
الاعتراف بالتقصير والإصلاحات المطلوبة 1898