;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

دبابيس..... 1574

2011-02-16 04:18:36



* المكتسبون:
يتفق معظم رجال الاقتصاد أن العمل هو مصدر الثروة، لدرجة أن المرحوم رجل الاقتصاد الإنجليزي "آدم سميث" استبعد الموظفين والجنود ورجال الدين والمحامين والكتاب والممثلين والمطربين من دائرة العمل الإنتاجي، واعتبر أعمالهم مجرد خدمات، وذلك في كتابه "ثورة الأمم".. ولكن ما موقف "سميث" لو عاش بيننا اليوم عندما يشاهد في بلد "الحكمة" جيشاً من المتكسبين لا يدخل ضمن دائرة الإنتاج، ولا ضمن دائرة الأعمال الخدمية، وهذا الجيش يسمى بالمرافقين: فكل عضو من أعضاء مجلس النواب والشورى وشيخ قبيلة لديه مرافقون، وكل "مزمر" لديه مرافقون، وهؤلاء المرافقون ليس لديهم عمل سوى الأكل والشرب والنوم مجاناً من نثريات الدولة "الشعب".
ولو اقتصر المرافقون على درجة وزير وما فوق لهان الأمر، إذ أن حراسة الوزراء في بلادنا واجب قومي؟!.. ولكن إن عاقل إحدى القرى التي لا يتجاوز عدد سكانها "ألفين" نسمة أيضاً لديه مرافقون،ولديهم ميزانية من الدولة بهدف حراسته كونه مؤتمري "خطير".. هذا ما ظهر وما خفي كان أعظم!.
* البنادق المنكسرة:
كل صباحات العرب "حامضة".. كل بنادقهم مكسورة فاسدة.. منذ تلك الليلة "الحزيرانية" القاتمة.. تيبست الصباحات تحت أقدام الهزيمة.. وغدا الحلم العربي منقبض السحنة.. غريب الأهل غريب الوطن.. كل الأسلحة معطلة.. مصلوبة على جداريه الفرجة.. كل الجياد محنطة في زاوية التاريخ المنسية.. والصهيل أخرس.. والفوارس البواسل خلعوا "الكاكي".. ارتدوا "السموكن".. وراحوا يثرثرون عن الطقس.. والنفط.. وأسهمهم الصاعدة منذ تلك الليلة "الحزيرانية".. ألبسوا حلم العرب اللون الرمادي.. حقنوه بمساءات الهزيمة.. أشهروا كواتم الصوت في وجه "الأنبياء" الحالمين.. جدفوا بالنصر وقالوا بصوت عسكري آمر: إن لا أمل للتحرير.. وإن لا خيار أمامنا سوى التحوير.. تحوير الشعارات.. وتغيير وجهة البنادق من ساحة المعركة.. إلى داخل الأوطان.. ومن أرتال العدو والرابض على الأرض.. إلى لحمنا المنثور على امتداد الدويلات.. والطوائف.. والممالك والضياع.. وإن طاولات التفاوض.. خير من "دشم" المواجهة!!.
* تساؤل:
كنت أتساءل وما زلت، لماذا تحولت الصحافة في عالمنا العربي إلى منحى جديد علينا، في السابق ما إن تدخل إلى إحدى مكتبات بيع الكتب أو المجلات إلا وترى مجموعة من الصحف والمنشورات الرصينة محدودة العدد، وعندما تقلب صفحاتها الأولى ترى أن من يشعل فتيل الفكر فيها هم الأدباء والكتاب والمثقفون، المنحى الجديد هو تحويل الصحافة من مشروع ثقافي إلى مشروع تجاري، وهذا أقرب إلى المشروعات التجارية المختلفة، التي تقدم لمستهلك ما يريد أي " ما يريد الناس أن نقدم لهم".
* من أين قوتهم؟!:
إن إيمان المرء بالمبادئ وتمسكه بها مهما ناله جراء ذلك من متاعب ومصاعب إنما هو تعبير عن تقديره واحترامه لذاته قبل كل شيء، وعندما يندم على تمسكه بمبادئه كأنما يندم على احترامه وتقديره لنفسه، وماذا يبقى له بعد ذلك؟ إننا لا نستطيع أن ننكر إعجابنا وتقديرنا واحترامنا لأولئك الأشخاص "الرجال" الذين يتعاملون بمبدئية وبأخلاق عالية في كل أمور حياتهم حتى وإن وصفناهم ظاهرياً بـ"الدونكيشوتيين" الذين يعيشون خارج عصرهم.. فنحن رغماً عنا نشعر نحوهم في دواخلنا بالغيرة والحسد ونندهش من أين تأتيهم كل تلك القوة والشجاعة على مواجهة ذلك الكم من الإرهاب والتهديد والمغريات.. ذلك الجم من الفساد والفوضى، والجواب بساطة.. إنها تأتي من احترام الإنسان لذاته وتصالحه معها.
* لمن كل هذا النشيد؟!:
حين تتحول صحف وصحافيو الحكم. إلى "دراويش" يلقون بأنفسهم إلى "التهلكة" و"النار الموقدة".. يضعون أعناقهم.. "عذرية" أقلامهم تحت حد "السيف".. يجزون الصدق من الوريد إلى الوريد.. علهم "يسلون" أطفال الحكم ببسمة شفة.. يغمرونهم بنشوة تخوين "الناشزين" عن النص.. المخالفين.. غير "المدجنين".. حين يتحول الوطن إلى قفص اتهام.. هم فيه الجناة والجلاد والحكم.. الخصم والقضاة.. قفص نحن فيه الضحايا المدانون.. المجرمون المنتهكة حقوقهم.. حين يختزل هؤلاء الوطن بـ"كاكيهم".. يضعون الثروة تحت "قبعاتهم".. يشدون على أحزمة الفقراء.. ويطلقون أحزمتهم و"كروشهم" وضمائرهم حد الانفلات والخدر.. حينها نسأل على ما كل هذا الضجيج وضوضاء صنجات الاحتفال ولماذا تحتفلون؟!.. ولمن كل هذا النشيد؟.
alhaimdi@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد