مدخل:
لم نعرف موقف مذيعي الفضائيات المصرية إلا بعد أن وضحت الرؤيا للجميع عن حقيقة الثورة المصرية، التي أطاحت بحسني مبارك وكأني إلى الآن لم أستوعب أو أتأكد من يقين "تنحي مبارك" عن السلطة وكأن هذا كان أبعد من المستحيل بل وأبعد بكثير جداً جداً، والسبب أن المذيعين مجرد أدوات إعلامية فقط لا غير.
خالف ولن تعرف:
أحد المذيعين يوماً ما حاول أن يعمل بحكمة خالف تعرف وعرف حقيقة مشاعر التشريد والسلطة الجائرة، التي يستخدمها البعض بمجرد قول كلمة حق، والبعض الآخر اتجه إلى الطرف المعارض من أجل أن يجمع الشهرة والسلطة والمال والدين.. وكل هذا بالطبع تجده عند مذيعي الفضائيات اليمنية في بلادنا.
عن السعيدة البعيدة:
بالرغم من الزخم الجماهيري الذي تعيشه "قناة السعيدة" عن طريق برنامج "صدى الأسبوع"، إلا أن السعيدة بعيدة عن كل ما يدور داخل الوطن ويبدو أن الاتفاقات من وراء الستار تتم مع أصحاب القرار وكذا مسؤولي الداخلية من أجل تزويدها بالمطلوب من أجل الحفاظ على نجاح "صدى الأسبوع" والبحث عن المطلقات وكلاب الشوارع وحمار أبو رأسين والسكوت عن كل ما يحصل في الشارع اليمني.. وبالطبع هي سعيدة.. وكيف تريدون أن يكون فيها نكد يا جماعة الخير؟.
شكرا للوزير:
وزير الإعلام تكرّم مشكوراً بالاجتماع بالمذيعين وألقى عليهم كلمة وقيل: إنه سيبحث متطلباتهم، ولكن كالعادة في المشمش يا جماعة والاجتماع عبارة عن لقاء روتيني وأهم شيء بقاء بعض المناصب في أماكنها وتوجيه الكلام بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى المذيعين وبطريقة أخرى احمدوا الله غيركم مش لاقي!.
إضراب بدل المظهر:
حين قرر بعض مذيعي الفضائية الامتناع عن استلام بدل المظهر والذي تناولته أنا في مسالة وطرح سابق قام البعض الآخر بالجري وراء "12" ألف ريال وهي بدل المظهر لواجهة اليمن الإعلامية، والسبب أننا لا نمتلك الإرادة الحقيقة وهذا ما جعل البعض يتقبل الأمر مجبراً بقبول الواقع وارضى بالحاصل الناصل واحمد ربك صبح وليل وقول اللهم احفظ الوزير وآل الوزير وحتى آل ابن عم عيال حارس البوابة حق الوزير، ويا عالم هل هناك من يتكلم بحق الله.
مذيعين مساكين:
لا نقابة ولا جهة رسمية أو حتى أهلية تجمع هؤلاء المغلوب على أمرهم وتصرفات المسؤولين في التلفزيون اليمني هي نفس التصرفات.. بل وقد تجد أن بعض الأسماء هي نفس الأسماء منذ ثورة "26" سبتمبر، وإن مات هؤلاء الأشخاص تخلد ذكراهم وتبقى أسماؤهم الرنانة في المكان ولا بد من توريث الوظيفة لأحد أبنائه.. لكي يبقى لنا من ريحة المرحوم شيء نتبارك فيه، وعلى هذا نعيش نحن والأجيال القادمة وكل من يحاول أن يكون منصفاً أو حيادياً أو حتى أحمقاً لكي يتكلم بمشاكل إخوانه المواطنين حتى وإن كانوا من معشر بني الموظفين وهو من معشر آل العاطلين، ولا تربط الصنفين أي صلة أو قرابة ولو من بعيد.. ولكن هو مجرد واقع يفرض نفسه، وتراحموا ترحموا.
شكواكم مقبولة:
سمعنا أن هناك جهات بدأت تستقبل شكاوى المواطنين أو الشباب أو الأطفال.. المهم شكاوى وخلاص والله أعلم ما هي هذه الشكاوى وصدقوني لو أحضرت أقرب مواطن تلاقيه في الشارع بين يدي مسؤول.. وقلت له قل ماذا تريد؟، سيشرح لك مشاكله حتى يشيب شعر رأسك، من أين يبدأ.. هل يبدأ بالسكن الإيجار.. أم بفواتير الكهرباء أم المياه.. أم التلفون المفصول أم الشارع المخرب.. أم العمل الواقف أم عياله الكبار.. العاطلين أم عياله الصغار ومصاريف المدرسة أم مشاكل الصحة ومرض أحد أفراد أسرته.. أم هموم جاره أم قضايا المجتمع.. أو يتوقف ويقول لك "يا منعاه الغاز المنزلي غالي جور" يا عالم ويا ليت يتراجع سعره "200" ريال بس لو سمحتم فقط "200" ريال خفضوه، ركّزوا يا جماعه نقصوه مش زيدوه، ناهي؟.
نماذج إعلامية:
الأستاذ/ أنور الميرابي- نموذج رائع للمذيع اليمني الراقي والناجح والذي استطاع أن يتقبل وضعه كيفما كان.. كما هو الحال في باقي أو أغلب مذيعي الفضائية، وأنا أقول "مذيعي" لأن تاء التأنيث مرتاحة والبركة في مؤهلات الجمال والرشاقة وصحة البدن وطيب الرائحة وكله على حساب المساكين بني آدم، تحية حب وتقدير لكل من يحمل هموم الوطن لكل من يتكلم باسم الوطن من أجل الوطن وليس من يتكلم بحقوق المواطن وهو يعيش على معاناته ويقتات من أحزانه، وتباً لمعارضة لا تعي ما تريد.. فالشارع يغلي وقادة المعارضة يتحدثون عن الحوار، وشكراً لكل الأحبة ومن يسألون عن إخوانهم ولو مجرد سؤال جبر خاطر.
مرسى القلم :
وشيفيد إن تعلّمت الزّبور

والله أني ما عشقت إلا بكور          
          وما جنيت من القطوف إلا أوّله
ماني الفلاّح لو خفت الطيور          
          وما استحق الحب لو كنت أهمله
وما هو من طبعي عنادي والغرور          
          كل واحد في الهوى له منزله
ما حملت الزيف بس لنّي غيور         
         ومنهو يقدر يخفي ذاك ويحمله
معشر العذّال من ذيك النمور          
          تندثر حسره وسيفي يكمله
إيه سيدك وسيدك أهلك وأنت غور         
         ولا تظن إني بأيدك مهزلة
شامخ(ن) كالسيف لي فيها حضور         
         زمهري الحدّ برّاق الوله
وكم على واطي ثراي وكم بحور          
          لي سمو(ن) ما تمون وتوصله
كان لك في عشقتي عمر ودهور         
         إي وربّ الكون إنّك تجهله
العنا والويل وزيفك والنّفور         
          يا صغير السّن اسمي حنظله
ومسكني في عرش مرصود وقصور         
          وفي جمال الزين وصفي أجمله
ريحة البارود أزكى من العطور         
          في قواميسي ولا هي مرجله
وش يفيدك أن تعلّمت الزّبور          
          وأنت ما تعرف معاني (البسملة)
a.mo.h@hotmail.com