كنت أظن –إلى وقت قريب- أن البلطجة حكراً على من لا ثقافة لهم ولا قيم تردعهم وهم مستعدون لبيع خدماتهم –البلطجية- لمن يدفع أكثر.. ورأينا الجنيهات المصرية كيف لعبت بعقول أولئك أشباه الرجال.. ففعلوا فعلتهم الذميمة في ميدان التحرير.. فلم تغن عنهم شيئاً وضربوا وبُهذلوا على أيادي قوى الثورة والتغيير وأظنهم الآن يلوذون بجحورهم كالفئران خوفاً من الحساب القادم لكل من أساء إلى ذلك الشعب الثائر العريق ثقافة وحضارة ووعياً.
لكن يبدون أن لا شيء يبقى على حاله في زمن التغيرات المتسارعة، لكن كلاً له طريقته في التعبير.. والشيء المستغرب أن بعض ممن نظنهم حملة مشاعل التغيير بالكلمة الصادقة المعبرة عن هموم وتطلعات الناس.. كل الناس، إنهم لم يستوعبوا الدرس المصري بعد ومازالوا يسبحون بحمد الحاكم وينتقصون من دعاة التغيير في زمن التغيير.
 العجيب أنهم يكتبون في صحف ليس من سياستها تمجيد الحاكم ولو إلى حين.. أما كتاب صحافة السلطة.. فليس بمستغرب ما يكتبونه دفاعاً عن ولي النعمة.. إن صحيفة "أخبار اليوم" أصبحت صحيفة مقروءة على مستوى الوطن بسبب مساحة الحرية التي تسمح بها بخلاف غيرها والحيادية التي جعلتها –في نظري على الأقل- أشبه بأصحاب الأعراف.. فلاهي مع السلطة ولا هي مع المعارضة ولكنها مع الاثنين وضدهما معاً.. لكن ميولها الأكبر لصف الشعب كان له الأثر البالغ في انتشارها على نطاق واسع وربما كانت الأولى انتشاراً على مستوى الوطن.
في حين أن بعض كتاب الصحف لا ينهجون نهجها ومازالت عقلياتهم لم تتحرر من دبة الماضي لفظاً ومعنى.. فلا فظاظة في النقد المنطقي البناء، لكن حين يتحول الناقد إلى "حاقد".. فهذه الطامة الكبرى.. فالبعض مثلاً ينتقد المرأة التي تطالب بالتغيير بألفاظ فيها شيء من السخرية التي تحط من قيمة الناقد لا المنقود.
وأخيراً إن النقد البناء ضرورة ملحة اليوم ولا ضير فيها أبداً، لكن "التكفير الضمني" والاتهامات الباطلة هي أمور مرفوضة من كل ذي عقل ولب.