"اتفاقا فبراير 2009م ويوليو 2010م ، هما الأساس للعودة إلى الحوار أو المفاوضات والاتفاق بشأن التفاصيل.. إن كافة تفاصيل الحوارات تصل إلينا ونحن مطلعون على أدق التفاصيل ، وتصلنا معلومات دقيقة عما
يجري في الحوارات.. أي فوضى لا تخدم الشعب اليمني.. بنظرنا عملية المفاوضات هي المثالية"..
العبارات السابقة ليست صادرة من أعلى سلطة في البلاد أو لرئيس الوزراء أو راعي النواب أو أحد فتوات الحزب الحاكم، ولم تكن أيضاً صادرة عن أي من قيادات المعارضة أو جاءت في بيانات المشترك أو تحضيرية الحوار
الكثير، ولم يتحدث بها اتحاد منظمات المجتمعات المدنية أو أي منظمة يمنية.. ولا حتى من المجس الأعلى للدفاع اليمني ـ طبعاً وليس المصري ـ وحاشى وكلا أن تكون صادرة من أحد قيادات الحراك بالمحافظة الجنوبية أو
أحد قادة التمرد الحوثي بصعدة، أو حتى من عاقل حارة "المنكشفين" و"المنبطحين".
من خلال ما سبق أعتقد أن شيئاً من الغموض قد زال جزئياً عنك عزيزي القارئ وبدأت تخمن من هو هذا الشخص المطلع جداً على تفاصيل حوارات السلطة والمعارضة ـ التي تقول قيادات الحاكم والمشترك لأبناء الشعب اليمني
الذين ليس لهم دخل بما يدور، إن الحوار لم يبدأ بعد ـ ومن هو هذا يرقب عن كثب تحركات الشارع اليمني ويفهم بأن هناك خصوصيات تجعل هذا الشارع بعيداً عما حصل في مصر وتونس، عوضاً عن تشديده على ضرورة
التوصل إلى اتفاق بين السلطة والمعارضة في بلد قد يتحول فيها السفير إلى شيخ مشائخ أو حتى رئيس حكومة.
السفير الأميركي بصنعاء "المدرب" جيرالد فيرستاين كان مساء أمس الأول يريد مقابل تشديده على الأحزاب اليمنية المتناحرة، أن يوصل أوامر وتوجيهات بطريقة غير مباشرة للطرفين اللذين يحكمهما ـ عفواً يحكم بينهما ـ
الأستاذ/ أوباما، والخالة "هيلاري"، يطمئن من خلالها الحزب الحاكم بموقف المشترك من مبادرة الرئيس ويحذر المعارضة من الخروج بموقف مغاير لتوجيهات وأوامر أوباما ووزيرة خارجيته نهاية الأسبوع قبل الفارط، والتي
ألزم فيها السلطة بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، والمعارضة بالتجاوب البناء مع مبادرة الأخ رئيس الجمهورية..
طبعاً السيد جيرالد دعا لعقد مؤتمر صحفي مغلق عشية الإعلان عن انعقاد مؤتمر صحفي للمشترك ـ الذي عقد أمس وأعلنوا خلاله ترحيبهم بمبادرة الرئيس.. ترحيب المشترك بمبادرة الرئيس ليس عيباً، بل إنه عين العقل ،
سيما وأن موقف المعارضة نابع عن قناعة راسخة وليس إملاءات، كما أنه ليس من المعيب في حق الحزب الحاكم الذي يحشد "المبترعين" بـ"2000" ريال ويوزع البطانيات في ميدان التحرير -أن يصدر بياناً يبادل
المشترك الترحيب ويشكره ويحدد موعداً باتفاق مع المشترك ـ "مش بعدين يقولوا مش احنا عساكر نسير متى ما يشتي المؤتمر"ـ لوضع جدول زمني لكي يخرجونا من هذه الدوامة التي يبدو أن زوابعها قد تفلتت من أيدي
الطرفين.
العيب هو أن يقول السفير الأميركي أنه مطلع على أدق تفاصيل حوارات المؤتمر والمشترك ـ طبعاً المغلقة ـ ونحن كمواطنين يمنيين مسحوقون لا نعلم بشيء، والمشترك يقول لنا اليوم الحوارات لم تبدأ بعد وما تم في فترات سابقة
تمهيد أو تهيئة.
بالله عليكم هل نظل نحن كشعب يمني نتفرج على منازلات الحزب الحاكم والمعارضة التي يضحكون بها علينا ويقولون إنها من أجل الشعب، وهي لا تمت لنا بصلة.. وإلا أين قوت المواطن ولقمة عيشه الكريمة ومرتب
الموظف وتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للشعب اليمني وحريته وكرامته من مبادرة السلطة وترحيب المعارضة؟!.
بالله عليكم ماذا يعني ملايين الجوعى والمعدمين ، مئات الآلاف من الشحاتين وملايين العاطلين من الخريجين وغير الخريجين، وعشرات الآلاف من العساكر والموظفين الذين يعتاشون في اليوم الواحد بأقل من دولارين ـ ماذا يعنيهم
عودة طرفي العملية السياسية إلى الحوار ـ بتوجيهات أميركية طبعاً ـ طالما وظروفهم المعيشية لم تكن محل نقاش هذا الحوار؟ وماذا يعني هذا الحوار للسواد الأعظم من اليمنيين وهم لا يجدون لهم فيه محلاً من الإعراب ؟!
وهل ستلزم المعارضة الحكومة إعادة سعر الكيس القمح إلى "2000" ريال ، وسعر دبة البنزين إلى "700" ريال، وتعيد لنا غازنا المنهوب بعقود رسمية وثروتنا السمكية المهدرة باتفاقات حكومية؟.
* مرايا
ـ الأستاذ/ سلطان العتواني ـ أمين عام التنظيم الناصري ـ إذا كنتم اليوم فقط تعتبرون الشعب هو الضمان الوحيد لإنجاح أي اتفاقات بين الحاكم والمشترك، فأين كان هذا الشعب منذ أكثر من عشر سنوات على أقل تقدير؟ أم أننا
لم ندخل قواميسكم إلا اليوم؟.
ـ علينا كصحفيين يمنيين أن نحدد موقفاً حازماً تجاه السفير والسفارة الأميركية بصنعاء، وأن نعلن قطع وإيقاف أي تعامل مع السفارة حتى يعدل السفير عن تصريحاته بحق زميلنا "عبدالإله حيدر شائع" وأن يعتذر له ولجميع
الصحفيين عن تلك الاتهامات "الوقحة" التي ستبقي زميلاً لنا في غياهب السجن، هذا إذا كانت النقابة ونحن كصحفيين نحترم أنفسنا وكياننا النقابي؟!.
أجزم بأن الشارع سيسبق الجميع ولن يلتفت إلى مناورات السلطة والمعارضة ولن ينتظر خروج "مبترعي المؤتمر" من التحرير وميدان السبعين واسع وقريب.
إبراهيم مجاهد
جيرالد فيرستاين.. مدرب السلطة والمعارضة!! 2422