ليس هناك كتاب لتعليم فن الحب.. فالإنسان يتعلم الحب من الحب نفسه تماما كما يطير العصفور دون أن يدخل مدرسة الطيران وكما تسبح السمكة دون أن تلتحق بالبحرية . . فالحب عاطفة نبيلة يحتاج إليها الإنسان في

جميع مراحل حياته مند الطفولة في المهد حتى نهاية الحياة . . فهي الصدر الحنون الذي يهرع إليه الطفل ليشعر بالأمان . . وهي الروح القوية التي يلجأ إليها الشاب فتعطيه دفعات الحياة . . وهي الواحة التي

يهجم إليها الشيخ فيجد الراحة والاطمئنان .
ومن الملاحظ أن غالبية الأزمات العاطفية التي تصيب الشباب من الجنسين ناتجة من العبث بالعواطف تحت أسم الحب . . مع أن الحب أسمى وأجمل من أن يكون هدفاً للعبث . . فالحب أساس للتقدم والبناء وهو يقوم

على التضحية وإنكار الذات والثقة المتبادلة . . والفشل المتكرر يولد الرغبة الأكيدة في حياة مستقرة بعيداً عن التجارب القاسية التي هزمت معنويات المحب وأصابته بجروح غائرة لعلها تندمل يوماً إذا ماصادفت القلب الطيب

.
والحب وحده يعمي ويصم . . والزيجات القائمة عليه فقط غالباً ما تفشل عندما تخف حدة العاطفة ويواجه العاشقان واقع الحياة بكل أبعاده . . أما الحب الذي ينبع من اقتناع القلب والعقل معا فهو أقوى وأبقى حيث يبصر

الإنسان كل الحقائق المجردة بما فيها من عيوب ومزايا .
أن الإعتدال في كل أمر من أمور حياتنا شيء مطلوب في كل الظروف . . ومثلما الاعتدال مطلوب فإن التطرف مرفوض تماماً وذلك لان عواقبه وخيمة ولا يترتب عليه سوى الوقوع في مشاكل لا حصر لها . .

فالغيرة المفرطة تقتل الحب فهي ظاهرة غير صحية في أية علاقة عاطفية وذلك لأنها تعني انعدام الثقة وإذا ضاعت الثقة فإنه من المستحيل أن يقوم حب حقيقي له جذور أصيلة ومستقرة .
كما أن اللامبالاة مثل الغيرة الحمقاء تؤدي إلى هدم الحياة العاطفية . . فمثلما الغيرة الزائدة تخنق الحب فإن اللامبالاة تشعر الطرف الآخر بعدم المشاركة وتدفعه إلى الشعور بالوحدة . . وغلى ذلك فإن نجاح الحياة

العاطفية يكون رهناً بعدم التطرف في العواطف سلبا وإيجاباً .
 وعندما تكون العواطف المتبادلة بين طرفين صادقة المعاني و الأحاسيس ومتوازنة في الأخذ والعطاء . . فإن هذا يكون دليلا مؤكدا على الحب المنزه والذي يدفعنا الى المزيد من الاحساس بمشاعر الطرف الآخر فنبادله

حباً وإخلاصاً وتقديراً . . ومعظم النساء تغريهن الكلمة الحلوة والابتسامة الحنونة وتسحرهن قصص الحب الأفلاطوني أكثر من سحر الهدايا . . كما أن المرأة لا تحب الرجل الذي يتفاخر بماضيه مع النساء . .

وإنما تحب الرجل الذي يجدد عواطفه باستمرار . . أما المرأة التي لا تريد إلا الرجل الكامل الذي تجتمع فيه كل الحسنات والمزايا من أخلاق وماديات دون نقص أو عيب إنما هي تدور في حلقة مفرغة لا أول لها و لا آخر

. . وتجري وراء سراب خادع لا وجود له إلا في خيالها . . فالكمال لله وحده .
متى نفهم أن الزواج أقدس من أن يكون مجرد صفقة ؟ أن بعض الأسر تشترط أن يكون زوج ابنتها ثرياً أو سيداً من السادة. . وقد تنتظر البنت طويلاً إلى أن يفوتها قطار الزواج وبذلك يجني الأبوان على مستقبل ابنتهما بمثل

هذا التفكير البعيد عن العقل والمنطق . . متى يأتي اليوم الذي يكون فيه المهر هو الأخلاق والحب النقي ؟
سيدتي : أذا عجز زوجك عن تحمل تصرفاتك وإذا أحس أنه مجرد آلة تأتيك بالمال وإذا كنت تحاصرينه بالشكوك فعندئذ لا تلومي ألا نفسك إذا أرتمي بأحضان امرأة أخرى .
سيدي : لمادا تصاب العلاقات الزوجية أحيانا بالفتور ؟ الذي يحدث أنك تتجاهل مشاعر زوجتك وأحلامها وأمانيها . . وهي عندها كل ذلك أهم من حياة الرفاهية التي توفرها لها ومن هنا تفتقد فيك المشاركة . . فتبتعد

عنك إلى أن تصبح غريباً عنها . . وإن كان يجمعكما بيت واحد . . ويقسو كثير من الأزواج في معاملة زوجته قسوة تقصم أواصر المودة والرحمة بينهما هذا مع أن الحياة الزوجية أول ما تقوم على دعامتين أساسيتين

هما المودة و الرحمة .
كل الصحف والمجلات ونصائح الأسرة و وسائل الإعلام تحرص على توجيه المرأة لكي تكون أنيقة ورقيقة عند استقبال زوجها وتنصح الزوجة بأن ترسم على شفتيها ابتسامة عريضة سعيدة . . ولكن هل فكرت أنت

ياسيدي الزوج في أن تبادل زوجتك مثل هده المشاعر فترفع عن وجهك تلك البر طامة ( التكشيرة ) التقليدية قبل أن تدخل البيت ؟
لمادا لا يخصص الزوج والزوجة يوماً من كل شهر بدلا من كل سنة ليكون هو عيد حبهما ويجددان فيه ما فتر وذبل من رومانسيات بسبب همومها الأسرية والمجتمعية .
لحظة . .
بمناسبة عيد الحب أهدي أجمل العبارات و أصدق المعاني و أرق القصائد إلى العزيزة "أخبار اليوم" الذي قامت بالدور الذي من المفترض أن تقوم به أحزاب المعارضة وعبرت عن كل ما يريده المواطن في الوقت الذي

انشغلت فيه المعارضة باقتطاع حصتها من مقاعد مجلس النواب وكراسي الوزارات.. فقد عملت "أخبار اليوم" على تناول هموم الناس وأفراحهم واحتفالاتهم من خلال التحقيقات والاستطلاعات والمناشدات .. فكل

عام وأنت حبيبتنا . . وكل عام و حبيبتنا معنا