أخيراً سقط النظام المصري بعد ثورة شبابية استمرت لـ(18) يوماً، سقط خلالها المئات من الشهداء والجرحى والمصابين.. فقد جاءت ثورة الشباب المصري لتعبر عن حالة الغضب والاحتقان لدى عامة الناس جراء الفساد وخيبة الأمل الذي لمسوه من نظامهم الراحل بفضل صمود الشباب المصري .
سقوط نظام الرئيس مبارك جاء بعد فترة وجيزة من سقوط نظام الرئيس التونسي زين الهاربين وكلاهما يجمعهما عامل مشترك وهو الظلم والاستبداد وقمع الحريات ونهب خيرات البلاد.
خلع الرئيس مبارك لم يكن بالأمر الهين.. فهو الذي ظل على مدار ثلاثين عاماً جاثماً فوق صدور أبناء الشعب المصري الذين ذاقوا الويلات خلال حكمه.. فالبلد الذي يبلغ تعداد سكانه أكثر من (80) مليون نسمة أصبح من أكثر البلدان انتشاراً للبطالة في أوساط الشباب العربي ومن أكثر البلدان العربية قمعاً ومصادرة للحريات ، فقد ظل الشعب المصري صابراً محتسباً لما يلاقيه طيلة حكم مبارك وتحت فرض حالة الطوارئ التي لازمت نظام مبارك حتى سقوطه.
لقد جاءت ثورة الشباب المصري التي اندلعت في الــ(25) من يناير المنصرم لتكشف لنا جميعاً كعرب حالة الغضب والاحتقان الذي يعيشه الشعب المصري مما أدى إلى انفجار الثورة الشعبية التي كان لها نهاية النصر وسقوط نظام مبارك إلى غير رجعه ، ليثبت الشعب المصري للعالم أجمع كم هو عظيم بحجم عظمة الأهرامات ونهر النيل .
ولكن ما أود تأكيده هنا أن الشعب اليمني يختلف عن الشعبين المصري والتونسي وأن الرئيس علي عبدالله صالح ليس - مبارك أو زين العابدين.. فاليمن لا يعرف الأغلبية منا ما هو قانون حالة الطوارئ الذي ظل ملازماً لحكم مبارك طيلة فترة حكمه والذي كان سبباً في القمع والاستبداد.
هناك أخطاء وسلبيات ترافق الحزب الحاكم في اليمن لكنها ليست مبرراً لأن يسقط المئات من القتلى والجرحى ، وليست مبرراً أيضاً لاشتباك المواطن مع رجل الأمن أو الاشتباك بين المواطنين مع بعضهم البعض .
اليمن التي صار فيها الآن على الساحة ما يقارب أكثر من (300) مطبوعة صحفية حكومية وحزبية وأهلية ، واليمن التي يستطيع كل من يملك فن الإلقاء الصعود على منبر المساجد ليتكلم ما يريد بحرية وكيفما يشاء ، اليمن التي تتمتع برجال أشداء وحكماء قطعاً لن تنجر إلى الفوضى وأعمال التخريب وزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي.
بلادنا اليوم ليست بحاجة إلى التقليد والخروج إلى الشوارع للتنديد أو التأييد ، الوطن اليوم ليس في حاجة إلى شعارات المشترك ولا برع المؤتمر.
اليمن اليوم بحاجة إلى رص الصفوف ونبذ ثقافة الفرقة والعنصرية والحزبية ولجعل الوطن حزب الجميع ومصلحته فوق كل المصالح لأن شباب اليمن يتمتع بحريات شاسعة ليست موجودة عند كثير من الشباب العربي بما فيهم الشباب المصري.
الجميع يعرف الرئيس/ علي عبدالله صالح -ويعلم مدى حبه لشعبه ووطنه ورحابة الصدر التي يمتلكها.. فهو على مدى حكمه لليمن ظل ولا يزال ينتهج مبدأ العفو والتسامح مع الأصدقاء والأعداء فقلبه يتسع للكبير والصغير وحكمته عمت أرجاء الوطن.
فلنجعل يمننا الحبيب نصب أعيننا ولنبدأ الحوار معاً في سبيل الوصول إلى بر الأمان وتجنيب البلاد مالا يحمد عقباه، ولنرص الصفوف ونشمر السواعد في سبيل نهضة اليمن الحبيب.. فشعبنا كريم وطيب ولا يستحق أن يصل إلى طريق مسدود ومظلم.
وفق الله الجميع لما فيه مصلحة البلاد والعباد.
محمد العامري
لنرص الصفوف من أجل اليمن !! 1771