* الخطر الداهم من الهواء!!
وحدث ما توقعناه.. الخطر الداهم من الهواء المنطلق دون سيطرة أحد.. حذرنا في العديد من كتابتنا مما ما تبثه تلك القنوات الفضائية من مفاسد وبذاءات تتنافى مع القيم والأخلاق، وهي مازالت منتشرة في هذه القنوات
وتزداد انتشاراً أكثر وأكثر، وكأن أصحابها هم شياطين هذا الزمان، أطلقهم "البعض" ليدمروا أو يحاولوا تدمير قيمنا وأخلاقنا والنبل التي تتسم به الشخصية العربية الإسلامية، وظهرنا من خلال هذه القنوات وكأننا مصابين "
بشبق" جنسي وتافهين ونهوى مشاهدة الأجساد في وضع غير سوي!.
وتصوروا أننا اليوم أمام ما هو أخطر من ذلك وهو اللعب على ورقة الدين.. فهاهي إحدى الفضائيات، تستضيف رجل دين مسيحي أو هكذا يدعي ويظهر، وإذا به يهاجم وبشراسة الدين الإسلامي ويقول معلومات مغلوطة تعد
كارثة بكل المقاييس، حتى أن رجال الدين المسيحي أنفسهم يهاجمونه ويستنكرون ويرفضون كلامه.
وهكذا ظهر سافر وجه جديد خطير وخطير جداً للفضائيات..وما أعتدنا أبداً هجوماً على الدين الإسلامي من رجل ديني مسيحي.. وما أعتدنا أبداً هجوماً من رجل دين إسلامي على الدين المسيحي.. إنه خطر داهم..
لعب بنار ذات لهب يصل عنان السماء ولا نملك له شيئاً!! إلا أن ندعو هذه الفضائية وغيرها الكف عن هذا اللعب المدمر.. فالمنطقة العربية فيها ما فيها.. ونريد أن ننهض لا نريد أن نغرق في أمور لا طائل من
الخوض او الحوار فيها.. ليست الفضائيات تبتعد عن اللعب بورقة الدين.. تصوروا أنني بعد أن شاهدت وسمعت ما قاله هذا الرجل من تخرصات و"هرطقة" قلت أن ما يبث من القنوات التي أشرت إليها أعلاه أرحم
بكثير مما سمعته وشاهدته!!
لترفع الفضائيات شعار: "الدين لله" ولا يمس أحد دين الآخر.. كفانا ما حدث ويحدث ولسنا حمل شيء جديد يحدث.
* كل شيء يمضي إلى لاشيء!!
في هذا الوطن يبدو المشهد أقرب إلى الجنون، الشعب في واد والسلطة والمعارضة في واد آخر، والأجهزة "إياها" تريد تحول الوطن إلى "كازينو" بحجم اليمن.
الوطن كلمة ثقيلة موبوءة بكل أمراض العصر والحياة تبدو وتفاهة من تفاهات الأزمنة القديمة التي لا يسمع عنها سوى في حكايات وأساطير الماضي الموغل في التخلف والقدم.. والطقس مكفهر الوجه، والطبيعة بلون الغبار،
وليس نافذة للحلم أو الأهل، كل شيء.. كل شيء في الوطن يوحي بالظلام والموات، كيف يبدأ اليوم وكيف ينتهي؟!.. تلك مسألة أخرى لا يعلم عنها الناس شيئاً، واللغة لغة أخرى هي أيضاً ، فليس ثمة فارق بين الحقيقة
والمجاز وليس هنالك ما يبهج أو يفرح وليس هنالك ما يسد الرمق.
ترى من أين أتى كل هذا الجحيم العجيب؟!..ومتى بدأ وإلى أين ينتهي؟!.. أسئلة حيرى لا تجد لها من إجابة بل لا تخطر على بال دهاقنة الحكم والسياسة.. لأن كل شيء في هذا الوطن يمضي إلى لا شيء!!
وكل شيء لا يعني شيئاً!!.
ولكنها غريزة البقاء هي التي تدفع بالناس ليدوروا في حلقة مفرغة ليس لها بداية ولا لها نهاية.. وهذه هي عقدة الزمن الآخر.. زمن الموات.
محمد الحيمدي
دبوسان..... 1481