الزمن تغير:
لعلنا لم ننس كيف كان حال الشعب في عهد الإمامة البائسة.. مظلوم، مكلوم ، محروم من أبسط الحقوق ، ومسلوب الإرادة ، وكيف ظلت اليمن لعقود طويلة تعاني مرارة الظلم والجهل والمرض والتخلف والفقر في جميع
نواحي الحياة ، وكان الموت مصير أولئك (الشرفاء) أصحاب الكلمة الثوار الأحرار – والذين لا يتسع المجال لذكرهم - الذين تجرأوا وقالوا في وجه الظلم " لا" ، أمثال الشهيد الزبيري واللُقية والموشكي والثلايا
وغيرهم الكثير من أبناء الشعب، ممن دافعوا بأرواحهم عن تراب هذا الوطن وحريته ولم يجدوا المساندة من الشعب لأنه كان جبانا خائفا ، ولن ينسى التاريخ مقولة الشهيد/ الثلايا الشهيرة قُبيل إعدامه أمام الناس ولم يحرك احدهم
ساكناً -والتي كلما ذكرتها يقطر قلبي دما- "ويلٌ لشعب أردت له الحياة، فأراد لي الموت".
ليش؟؟!
سمعت احدهم يقول:
"ليش الموظف الأجنبي أفضل من الموظف اليمني داخل بلدنا اليمن؟!|
"للمه الريال اليمني (مالهوش) أي قيمة ؟"
(ليش) المحاكم إذا دخلتها ( ماتعرفش) تخرج؟!
ليش العسكري عندنا ( مجعجع ) (منتف) (ما بش معه) ريش ؟!
ليش المظاهرات حقنا إلى وقت الظهر وبعدين وقت (التخزينة)؟!..
ليش (عمنا) علي (كوده) (يدوّر) لنا دولْ مانحة ؟!!
( ليش) كلما جاء عندنا (شوية) مطر نعلن ونصيح ونسمع العالم (عندنا فيضان)؟
(ليش) (مافيش) عندنا ورقة (تتوقع) ( ببلاش)؟!
(ليش) قالوا لنا سنولد الكهرباء بالطاقة النووية وبعدين بالطاقة الشمسية وآخر ما سمعنا عبر طاقة الرياح ؟! وآخرتها ( ما فيش )غير ( طفي لصي ) اليومي؟!
ليش ما توظفت إلى الآن وأنا خريج سنة (99م) ..؟!
"تشتوا الصدق..! والله ما عاد درينا (عصيدة) ما هيه ؟! كيف لوما (ليش) للمه والله حرام..!! حرام.. الوضع (اللي) إحنا فيه".
الثورة غالية .. فماذا قدمتم للوطن غير الشعارات ؟!
لم تأت الثورة ضد الظلم والاستبداد بسهولة ويُسر بل أروت الأرض الغالية بدماء الشهداء الطاهرة حتى أكتفت . أما اليوم هانحن نسمع أولئك ممن ينادون (بالهتافات العقيمة) و(الشعارات الخاوية) المطالبة بالتغيير -(
والمصيبة) أنها (تقليد للغير) - وأولئك نقول لهم : الآن تذكرتم أنكم شعب مسلوب ، مقهور مكبوت؟!، الآن عرفتم أنكم بلا حرية للكلمة، و بلا مصدر دخل يضمن لكم الحياة الشريفة ؟، الآن عرفتم أن خيرنا
لغيرنا؟، الآن أدركتم لماذا تتنادون بينكم (للأسف) بـ " شعب احمد"؟! –نسبة إلى عهد الإمامة البغيضة-.لن تستطيعوا ان تقدموا ما قدم أولئك الثوار الأحرار المثقفين؟ لن تستطيعوا أن تنالوا الشرف الذي نالوه ، لن
تبلغوا ما بلغوه ، فهم في القمة دون منازع ..!
( أيش دخل أمريكا)؟!
سأتكلم بلغة بسيطة، فانا لا دخل لي بالأمور السياسية ولا أحاول الخوض فيها ولكني أتساءل كأي إنسان عربي لسان حاله يقول (ما دخل) أميركا ؟ تحشر انفها في كل ما يحصل في الدول العربية ويخص شعوبها؟ وتسارع
في إلقاء التصريحات والخطابات وتقوم بتحريض الشعوب للتخريب ونشر الفتن في تلك الدول التي تلفظ زعيمها؟ وكأن الأمر يعنيها ؟!
ويتصرفون بمبدأ (معاهم معاهم .. عليهم عليهم ) وقد كانت بالأمس القريب من أعز أصدقاء الزعيمين المخلوعين ؟! .. وكأننا ناقصين أمريكا ؟؟! نقول لهم اهتموا بمشاكلكم وأموركم ولا تحشروا أنوفكم في
شيء لا يخصكم، فما ابعد القارتين الآسيوية والأفريقية عنكم، فبتصرفاتكم هذه تجعلون المواطن العربي يحاول أن يتخيل كم طول أرجلكم وأيديكم وأنوفكم لتصل إلينا كمنظر يبعث على الاشمئزاز.
همسة أنثى :
سُئلت ذات مرةٍ,,:
أين كنتِ آفلة فيما مضى؟؟,,
فأجابت ضاحكةً,,:
كنت بين ألعابي ودمىً قد ابتعتها من بقالة الحي الصغير,,
كنت مشغولةً بتزين ضفائري,,
ولبس خواتم أمي الواسعة على أناملي الصغيرة الناعمة,, كنت أعتلي حذائها,, ذات الكعب العالي,,
وأضع على شفتي أصبع الروج الأحمر,, كنت طفلةً,, لا تأبه بغدها كثيراً,, غير أن تجد في إحدى جيوب جدها,, قطعة حلوى,, أو لوح شكولا,, أو حضن دافئ يحويها,,
ويطبع قبلة اعتذار على جبينها,, وخديها,, كنت آفلة نعم.. وصحوت على ضحكات ساخرة لم أعهدها,, وعلى قلوب صعب علي فهم معدنها..
كنت ولكن لم أزل كما كنت,, فلقد علمت نفسي على أن أخطو خطوات نحو الكبر,, فهذا العالم لا يعرفني,, فأنا الطفلة التي لم تكبر منذ الأزل,, فشوهوا طفولةً ودعتها بحزن,, فهم لن يكونوا "أنــا",,
لذا اضطررت أن أعشق الملل..
ملاك عبدالله
ثورة الشعوب .. ثورة التكنولوجيا والتغيير 2389